بقلم/ مايا التلاوي
تعرض ناقلتي نفط لاستهداف أمني في مياه خليج عُمان أثار سخط وغضب دول عربية وأوروبية وأكد على أن هناك من يعمل على دس السُمِ في الدسمِ من خلال جر المنطقة إلى مواجهة عسكرية بين عدّة دول معنية بما يحصل ومتأثرة إلى حد كبير من تداعيات خطورة الحدث .

الإدارة الأمريكية تُبعد الاتهام عن إيران من خلال الحديث عن اقتراب قارب للحرس الثوري الإيراني من ناقلة نفط ونزع لغم بحري لم ينفجر من على متنها وتعود لتؤكد أن إيران من قامت باستهداف ناقلتي النفط العملاقتين اللتين تحملان ما يُقارب مليوني برميل من النفط الخام .

إليكم بعضاً مما تبين لنا خلال متابعة تطور الأحداث:

وجود لغم بحري مُلتصق في هيكل الناقلة يؤكد أن العملية تمت عن طريق ضفادع بشرية بحرية ومن الصعب أن يكون نُفذ بطوربيد كما تحدث البعض .

عملية استخباراتية تدخل فيها عدّة أطراف تُعطي مؤشرين :

< إما مواجهة إيران عسكرياً وبالتالي إحداث خلل أمني وعسكري في مسار الملاحة البحرية التجارية وشريان الحياة لدول العالم التي ستعطي نتائج سلبية لجميع الأطراف ليس فقط على إيران .

> أو قبول إيران وواشنطن بالتوجه إلى طاولة المفاوضات وتعرض طهران للضغط من المجتمع الدولي في حال عدم التجاوب بتوجيه الاتهام لها في عدم فرض الاستقرار وعودة الهدوء إلى منطقة مياه الخليج وبالتالي تهديد مستقبلي لأي ناقلة نفط تتخذ من المنطقة مساراً لها .

ربما لإيران مصلحة كبيرة بما حصل بعد فرض العقوبات الأمريكية على قطاعات النفط والتعدين والبتروكيماويات أصبح الاقتصاد الإيراني في خطر وربما لن يصمد في وجه العقوبات أكثر من عام فهذه القطاعات الثلاثة تمد إيران بما يُقارب 40 مليار دولار سنوياً وإمكانية الصمود الاقتصادي بعد خسارة تلك القطاعات ضئيلة جداً فجاء هذا الاستهداف ليخلط الأوراق ويُعيد ترتيبها من جديد .

التحشيد العسكري في مياه الخليج العربي يعود بنا في الذاكرة إلى حرب الخليج الثانية في عام ١٩٩٠ عندما قامت القوات الأمريكية التي تزعمت تحالف ضم حوالي أربعة وثلاثون دولة بتنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف عسكرية واستراتيجية في العراق بعد المواجهة التي اندلعت بين العراق والكويت بسبب اتهام الكويت سرقة النفط العراقي .

لا نُبالغ عندما نقول قد تتطور الأمور من مواجهة دبلوماسية سياسية ( استخدام القوة الناعمة ) إلى مواجهة عسكرية ( التهديد العسكري المباشر ) تؤثر على جميع الأطراف وتحول المنطقة إلى بؤرة صراع مستمر كما لا نستبعد ضلوع اسرائيل فيما حدث التي تُعد المستفيد المُباشر في حال نشوب حرب إيرانية أمريكية في المنطقة وقد تبدأ المفاوضات التي ستكون سرية وتخرج للعلن في مراحلها الأخيرة كما اعتدنا من الجانبين
كاتبة وباحثة سياسية

حول الموقع

سام برس