بقلم/ العميد ناجي الزعبي
أتى مرسي كأداة للإخوان الذين وظفتهم اميركا في مرحلة مفصلية من التاريخ العربي لخدمة مشروعها ومصالحها واستثمرتهم في الساحة التونسية والليبية والسودانية والمصرية والقطرية وحتى الفلسطينية ، وحين انتهت مدة صلاحيتهم وثبت عجزهم عن لعب ادوارهم واصطدموا بحائط الازمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أطاحت بهم إبتداءً من قطر ومن ثم تونس ومصر وأخيراً السودان وكان مرسي ضحية المرحلة التي اطاحت به وبدوره .

ولا اعتقد ان هناك عاقل لا يعلم ان اميركا هي اللاعب الرئيسي الأوحد الذي تلاعب بكل هذا المسرح عبر العقود الماضية .

ولو افترضنا جدلاً استمراره في الحكم لكان عزز دور الإخوان في مصر وادخلها نفقاً أسوداً من ايدولوجيا الإسلام السياسي الوهابي الظلامي الفاشي الأسود ، وعزز الارهاب بشتى أنواعه وتلاوينه، وعمق من الجهل والتخلف في كافة ارجاء العالم العربي .

وقد توج عهده بتهديد سورية بجيش جرار ودعى للجهاد ضد شعبها وقطع العلاقات معها واغلق سفارتها وطالب بخروج حزب الله من سورية وأبقى على سفارة العدو الصهيوني ووطد علاقته معه وبقيت راية العدو ترفرف في سماء القاهرة برغم إغلاق سفارة سورية.

كما أبقى على اتفاقية كامب ديفيد وكان اهم إنجاز له هو (محافظته على الوصاية والاستعمار الاميركي لمصر والتبعية لصندوق النهب والبنك الاميركي المسميان دوليين ) ، وعزز علاقته مع العدو وخاطب زعيم عصابته (بصديقي العظيم العزيز) كما أبقى على حصار غزة ، (وقطع الغاز عن الاردن ٤٤ مرة ) خدمة لمشروع شراء الغاز الفلسطيني المسروق من قبل العدو الصهيوني ، ووضع الإخوان مظلة الإرهاب في العالم كله في واجهة الحياة السياسية المصرية ودعمها في العالم كله .

اما حكاية صناديق الاقتراع والرئيس الشرعي المنتخب فلا اعتقد ان احد يصدق هذه الرواية المهزلة ، فالانتخابات جرت بالرعاية الصهيو اميركية القطرية ولعب المال السياسي دوراً حاسماً في حسم المسرحية الانتخابية لصالح نهج التبعية التي تدثرت بعباءة الأخوان في اجواء من الفقر والجهل والمرض والتخلف وغياب الأحزاب والحياة السياسية والنقابية والفكرية والثقافية وحظور الإعلام والدين السياسيين بقوة لملأ الفراغ السياسي بالاتجاه الذي يقرره اصحاب القرار والسطوة من الأثريا والكبرا ودور المرتبطين عضوياً بالاستعمار الاميركي .

مما لا شك فيه ان ما يهم اميركا هو استمرار وصايتها على مصر وتوظيفها لصالح مشروع هيمنتها وتوفير الامن والازدهار وعناصر القوة للعدو الصهيوني ، وليس مهماً من أتى او سيأتي او غادر او سيغادر ، وحين ادركت ان الإخوان فشلوا في مهامهم أطاحت بحركتهم في قطر وتونس ومصر ودفع مرسي الثمن.

أتى مرسي دمية اميركية تلاعبت به وبمصر وبالمرحلة وعند استعصاء الحالة اقتلعته فغيبت وغاب ونهج التبعية والعداء لقضايا التحرر منذ السادات باقٍ .

برغم كل شئ فتوفير المحاكمة العادلة وقبلها توجيه تهمة محقة وليس فبركتها وشروط السجن الإنسانية في سجون الدولة والرعاية الكاملة لكل محكوم مسألة لا مساومة عليها ولا جدال حولها ووفاة مسجون مشكوك بها تتطلب التحقيق والتحقق من صحة ما نسب للسجين وهل يستحق السجن من حيث المبدأ واتخاذ الإجراء المناسب حولها في اي وزمان ومكان.

حول الموقع

سام برس