بقلم/ محمود كامل الكومى
من الطبيعى أن يتقدم الكل فى الخليج لتأدية فرائض الولاء والطاعة للسيد الأمريكى – لكن السباق يبدو محموما بين أمراء وملوك فناطيس الجاز لتقديم القرابين للمعبود ترامب , خاصة وان حورية الجنان( ايفانكا ترامب) قد ارتدت العارى من الأزياء فصارت القرابين والهدايا من الياقوت والألماس - لكن الأله ترامب لايشبع طالما قادر على الأِيهام بأنه الأقدر على أن يشمل الحكم والحكام بالرعاية والحماية وتوزيع البركات.

كان( البوب ) مرابياً وممثل فاشل وقيل انه ملاكماً , أشبعه الملاكمون الأمريكيون اللكمات , فأنهار وضارب فى البورصات ومن الصفة الأخيرة أكتسب الشعيرة وصمم على أن يُضارب خارج الحظيرة الأمريكية ببترودولار الدول الخليجية .

الحكاية بدت فى الحماية –فالعدو جاهزاً وتم استحضاره من قمقم الساحر , (البعبع اِيران)- فكيف التصدى ؟ الجواب اسرائيل هى الملاذ وهى الحضن الدافىء من صقيع ايران !! وأستيراد السلاح لدول الخليج -التى لاتعرف لفقه الجيوش عنوان - ضروره لتشغيل كل مصانع السلاح الامريكية والأوربية والصهيونية – ولأن العدو الوهمى يمتلك اسلحة دمار شامل ومُدَرَب تدريب كامل , فلابد فى من يلاقيه ان يكون من المارينز والقوات الأمريكية بكل اساطيلها وطائراتها , وهو ما يستلزم قواعد لها فى مواجهة العدو الوهمى ,ولابد من مئات المليارات التى تصرف على القوات .

على أرض الخليج العلم الأمريكى يرفرف يحكم الصراع بين حكامه ويضع له خطوط خضراء للتنفيث وخلق المجال لصراع الحكام بين الدويلات الكل يمول الأرهاب أرهاب وهابى فى السعودية وأرهاب أخوانى فى قطر وأرهاب الموساد فى الأمارات , وتدخل مصر على الخط مع الامارات والسعودية والبحرين لحصار قطر , لكن العلم الأمريكى موجود يضع الخطوط الحمراء التى لايتجاوزها اللاعبون , ويبدو للشعوب أن اللهو يحكم الألعاب.

التضحية بالأباء سمة حكام قطر للجلوس على عرش الأمارة والأوامر أمريكية – والخلاف السعودى الاماراتى المصرى البحرينى مع قطر صناعة أمريكية , أكتملت حُلتها بالقرار الصادر بتوسيع قاعدة العُديد الأميركية في قطر وبأموال قطرية.

السياسة الأمريكية تتبع تكتيكات لابد أن تُفضى الى أهداف متوسطة المدى تؤدى الى هدف أستراتيجى , وبعض حُكامنا آليات تصنع الدمار لبلداننا العربية غير مدركين لطبيعة العدو الأمريكى الصهيونى أو عملاء له سيان فالنتيجة واحده , طالما كانت علاقاتنا معه علاقة استراتيجية .

من هنا كان توسيع قاعدة العُديد , لتبتلع قطر .

الأمير القطرى - وتلك اكثر غرائب التاريخ- هو الذى طلب توسيع القاعدة الأمريكية وليوافق (ترامب) دفع امير قطر 80 مليار دولار قيل انها مشتريات سلاح!

فيما يبدو التساؤل -اذا كانت القاعدة الأمريكية تبتلع ثلث مساحة قطر فالتوسع يعنى انها قد تقضم نصف المساحة , القاعدة انشأت بأموال قطرية وألاف الجنود الأمريكان يقبضون رواتبهم من حكومة قطر , وأرهاب الأخوان تموله قطر بأوامر أمريكية , وهذا شأن محميات الخليج الأمريكية وليست قطر نوعية .

لماذا الآن هذا التوسع لتلك القاعدة الأكبر خارج الأراضى الأمريكية , والتى أستخدمت لتدمير العراق وأفغانستان وسوريا ؟

يبدو أن أحكام السيطرة على دول الخليج قد بات هو الأساس , قد يستعجب سائل- أن السيطرة أمريكية منذ مابعد الأحتلال الأنجليزى ؟ لكن عند ترامب لابد من كامل الأستحواز فالبقرة الحلوب لايمكن لها ان تدر لبناً اِلا فى الأِناء الأمريكى – وقاعدة العُديد لابد أن تستحوذ على كامل التراب القطري بعد نضوب دور قناة الجزيرة , لتكون مركزاً أستراتيجيا لأدارة كل القواعد الأمريكية على أراضى الدول الخليجية , وهو ما يستتبع أستيعاب العديد من حاملات الطائرات الأمريكية والسفن والغواصات وكذلك الطائرات , لتكون مركزا متقدما للقيادة العسكرية الأمريكية , وكأنها أمتدادا للأراضى الأمريكية , ليصبح الخليج هو الولاية 51.

أيران البعبع قد تكون على رأس الأولويات وقد يكون توسع القاعدة الأمريكية فيه بعض من الأرهاب للجمها عن تخصيب اليورانيوم والخضوع لأتفاق جديد بشأن برنامجها النووى وهنا يحقق ترامب الأنتصار, لكن وفى جميع الأحوال ايران ليست كدول الخليج , وما فعله رئيس كوريا الشمالية بترامب , ستفعله ايران ويزيد – ومن هنا سيظل البعبع الأيرانى مصدراً لأستنزاف البقرة الحلوب الخليجية من جانب جندى المارينز الأمريكى الذى يحمى العروش الخليجية.

أخطر مايرمى اليه التوسع فى قاعدة العديد بالأضافة الى القواعد الأمريكية فى الخليج , انها مصدر أمان للعدو الصهيونى ضد سوريا والمقاومة الفلسطينية واليمن اذا ما تحكم فى باب المندب ضد الملاحة الأسرائيلية , ومصدر تهديد لمصر والأردن اذا ما حاول ايهما الفكاك من قيود البنك الدولى واتفاقيات الصلح مع اسرائيل وأستقلال الأراده .

وعلى الشعب العربى أن يدرك من الآن مخاطر توسيع قاعدة العُديد فى قطر, وماترمى اليه سياسات حكام الخليج , خاصة بعد فشل ورشة البحرين كجانب اقتصادى لصفقة القرن , وعلى الشعب مقاومة اى تعاون مع أدارة ترامب الصهيونية , والتعويل على قوى المقاومة وعدم الأنصياع وراء مايرمى الية مافيا الأعلام من أبدال للعدو الصهيونى بعدو وهمى هو ايران والتصميم على أن صراعنا مع اسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود.


*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس