بقلم/ العميد ناجي الزعبي

اتى تصريح جوزيف دانفور رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة عن مساعيه لحشد دعم دولي لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز وباب المندب متناغماً مع وتصريح نتنياهو بالنية لعمل حلف دفاع كامل بين كيان العدو الصهيوني واميركا.

وكلا التصريحين مثير للضحك والسخرية ويذكرنا بهدايا ترامب لنتنياهو كضم القدس ونقل سفارته اليها وضم الجولان وإلغاء الانروا ليجتاز نتنياهو المعركة الانتخابية التي خاضها وهو مثقلاً بالفضائح والأزمات والإخفاقات والهزائم والذي برغم اجتياز الانتخابات اخفق بتشكيل الحكومة وكان السبب بالإخفاق ليس فقط في هزالة وركاكة دعم ترامب وتراجع قوة اميركا وأفول هيمنتها بل بتعاظم قدرات المقاومةالفلسطينيةومحور المقاومة وحلفائهم الدوليين، وبالإرادة الشعبيةالعربية المتمسكة بالحقوق والرافضة لمشاريع التسووية.

ان اميركا هي سيدة الناتو العجوز المترهل وقائدة للمحميات العربية الصهيو اميركية فعن أية أحلاف نتحدث والأدوات المجربة على مدار قرن مضى أعلنت فشلها واميركا في مقدمتهم اما عن العدو الصهيوني فينبغي ان نعرف ماهية هذا الكيان البغيض وماهو الغرض من زرعه في كبد الوطن العربي.

ان العدو الصهيوني كيان فاشي عنصري
شوفيني مصطنع لتجمع من حثالات وافاقي اوروبا والعالم الذين يدعون انهم (متدينين يهود) لإصباغ الصبغة الدينية على كيانهم الهش .

كانت صناعة هذا الكيان كمعسكر وفرقة عسكرية امامية بريطانية فرنسية ورأس حربة وبندقية متقدمة ومستودع للذخائر والمعدات والأسلحة والمرتزقة والقتلة وغرفة عمليات تدير الاعتداءات والمؤامرات على شعبنا الفلسطيني والعربي للحفاظ على مصالح الاستعمار القديم والحديث كما ان مهمته الأخرى .

الحفاظ وحماية الحكام العرب الذين يعملون كأدوات وموظفين لدى العدو الاميركي الصهيوني ، والعلاقة بينهم وبين العدو جدلية ديالكتيكية فكل منهم يقدم الدعم للاخرويحافظ عليه ، بعد ان آلت التركة الاستعمارية القديمة للاستعمار الاميركي الأطلسي ، وكلاهما العدو الصهيوني والحكام العرب يقومان بوظائفهم لخدمة مشروع النهب الاميركي الأطلسي الصهيوني ، وقمع شعوبهم وإفقارها وحرمانها من مواردها وثرواتها وتنميتها الوطنية .
فكيف يمكن الحديث عن حلف بين فرقة عسكرية امامية فاشلة مهزومة ( العدو الصهيوني ) واميركا.

ان الغرض من التصريحات التي تنطوي على الهلع الذي يعاني منه قطعان المستوطنين وجيش العدو الإرهابي ، وتشي بحجم وعمق ازمة العدو الداخلية وعجز ترامب ،
فلدى العدو برغم كل حقن الانعاش الآي ضخها ترامب في جسد نتنياهو الموشك على النهاية والتحلل لاجتياز الانتخابات عجز عن تشكيل الحكومة اضطره للذهاب لانتخابات مبكرة ، وازمة الفالاشا القنبلة الموقوتة منذ نشأة الكيان الصهيوني التي تعصف ببنيته الاجتماعية والتفاوت الطبقي والفساد الذي ينخر جسده ، والرمة الديمغرافية الفلسطينية الهاجس الذي يؤرق نتنياهو وسادته الرأسمالية المالية الاميركية الأطلسية الامبريالية ، اضافة لتعاظم قوة المقاومة الفلسطينية بغزة واقترابها بحكم معركة المصير المشترك من محور المقاومة ، وتعاظم محور المقاومة فحزب الله في ذروة جهوزيته السياسية والعسكرية وسورية تتأهب لحسم معركة الارهاب وإطلاق مقاومة الجولان ، وايران التي تكرست قوة إقليمية كبرى بعد اسقاط القلوبال هوك وأدائها السياسي والدبلوماسي الرصين المتماسك العصي على الكسر ، وامتلاكها القدرة على التأثير الحاسم على مجريات المعركة الاميركية العربية الايرانية العسكرية والاقتصادية والقبض المحكم على باب المندب ومضيق هرمز ، كما ان اعلان اليمن عن دخول منظومة أسلحة جديدة من الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية كرس أنصار الله ايضاً قوة إقليمية يصعب تخطيها .

كما ان فشل صفقة القرن ومؤتمر المنامة دليل حاسم على عجز الاميركي عن قراءة الواقع الموضوعي بدقة وعدم قدرته على رسم معادلات تمكنه من ترجمة خططه المشبوهة وتنفيذها .

لهذه الأسباب مجتمعة ولاستثمار الإفصاح عن الوجه الحقيقي لحكام المحميات الصهيو اميركية العربية أتت هذه التصريحات الفارغة من المضامين والتي تعني ان فريق اميركا المهزوم يبدل مراكز لاعبيه ويدور أوراق لعب البوكر السياسي ازاءفريق صاعد متماسك يملك الحق والوعي والإصرار والثبات على تحقيق النصر

حول الموقع

سام برس