بقلم / احمد الشاوش
ما يقوم به عمال النظافة من اعمال جليلة وإنسانية في تنظيف الشوارع والاحياء و إزالة المخلفات ورفع آلاف الاطنان من القمامة للمحافظة على الصحة والبيئة والانسان بروح معنوية عالية على مدار الساعة من العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات والمدن اليمنية هو نتيجة طبيعية لإرادة كبيرة عنوانها الحب والوفاء والالتزام والقناعة والصبر بلاحدود .

هذه الشريحة العظيمة التي تواصل أعمالها دون كلل أو ملل في البرد القارس والشمس الحارقة والامطار الشديدة والرياح العاتية والامراض المنتشرة والحرب الطاحنة والغلاء الفاحش جديرة بالاحترام وأحق أن تُكرم وتُرفع لها القبعات ، لأنها تسطر رسالة وطنية وحضارية وإنسانية تعكس عنوان اليمن وتساهم في الحد من التلوث وانتشار الأوبئة وإبراز المنظر الجميل للبلد الذي نهشته كلاب السياسة المتوحشة وقاذورات تجار الاوطان.

ورُغم تلك الاعمال المشرفة والنظافة الملحوظة التي عكست نفسها بصورة يومية ، إلا ان أيام عيد الأضحى المبارك جسدت مثالاً رائعاً وزخماً كبيراً وصورة مشرفة لأمانة العاصمة بصنعاء ، رُغم ضعف مواد النظافة الضرورية والإمكانيات والأجور المالية ، ما يدل على ان العمل في نظر عمال وعاملات النظافة البسطاء والعظماء عبادة وان روح المبادرة وحب العمل الإنساني والالتزام به ثقافة ومحل فخر واعتزاز المجتمع ، كما ان الشكر موصول لرجال المرور والامن.

ورُغم الجهود الكبيرة التي يبذلها عمال النظافة والعمل المضنى ، إلا ان الملاحظ ان أصحاب المحلات والدكاكين التجارية في شارع القيادة والتحرير وشعوب والزبيري وحدة والدائري وصنعاء القديمة ،اختفت من أبواب محلاتهم البراميل البلاستيكية التي كانوا يضعون فيها المخلفات بحسب إرشادات قطاع النظافة ، وأصبحوا لا يلتزمون بوضع مخلفات القمامة في البراميل المخصصة ، ويتعمد الكثير منهم تنظيف محلاتهم من القات والاوساخ وقوارير الماء ورميها بالشارع الرئيسي ، رغم اننا شاهدنا أكثر من مرة أحدى عاملات النظافة والعمال بشارع القيادة وغيره صباحاً يبذلون جهوداً كبيرة في تنظيف الشارع ، وما هي إلا لحظات حتى يرمي البعض المخلفات في الشارع دون خجل وبصورة مؤلمة ، مجسدين مقولة " مخرب غلب ألف عمار ".

لذلك نطالب الأخ أمين العاصمة بعمل توعية إعلامية في وسائل الاعلام الحكومية وتوجيه الجهات المختصة بإلزام المحلات التجارية بوضع المخلفات في البراميل الخاصة بهم حتى تأتي سيارات النظافة ووقف الاستهتار بعمال النظافة وتشويه العاصمة ، لأنه في ظل عدم تطبيق القانون وضبط بعض أصحاب المحلات الحمقى ، حتى لو تعاقدت امانة العاصمة مع مليون صيني من عمال النظافة فلن يجدي ذلك نفعاً .

وأخيراً .. هل تبادر أمانة العاصمة الى الزام أصحاب المباني والمنازل والمؤسسات التجارية في الشوارع الرئيسية الى أيصال الانابيب البلاستيكية الى الأرض نتيجة لمياه الامطار المتدفقة من سطوح المباني ونزولها على رؤوس وملابس المشاة من تحت البيوت .. أملنا كبير.
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس