بقلم/ العميد ناجي الزعبي
يندرج تصريح وزير الامن الداخلي الصهيوني جلعاد أردان الذي قال به ؛ يجب تغيير الوضع الراهن – الستتيكو- في المسجد الاقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة فيه وانه من حق اليهود الصلاة في الاقصى بشكل فردي وجماعي وفي مكان مفتوح او مغلق ، واحياء ذكرى الهيكل في جبل الهيكل ، وهو الذي قرر دخول اليهود للأقصى اول ايام عيد الأضحى ، في مخاطبة غير خافية لأصوات اليمين الصهيوني المتطرف .

كما صرح قائد شرطة لواء القدس قائلاً ؛ لا يوجد وضع راهن عندما يتعلق الامر بالقدس .

وقد أكدت الهيئات الإسلامية بالقدس ان ما جرى في الأقصى بأول ايام العيد ومهاجمة الاف المصلين بالقنابل والرصاص المطاطي واقتحام الأقصى من القوات الخاصة والمستوطنين وتغيير موعد الاقتحامات الصباحية هو خرق وكسر الستتيكو سابقة لم تحدث للأقصى منذ احتلاله .

تندرج هذه التصريحات في سياق بحث العدو الصهيوني عن الحلول للخروج من مأزقه الوجودي والعسكري ومحاولات اعادة إنتاجه وبعثه كقوة اقتصادية مهيمنة ورأس حربة وثكنة اميركية متقدمة ، كما تأتي في سياق المساعي الحثيثة لتفريغ فلسطين من شعبنا الفلسطيني وتوطينه في الدول المضيفة ، والهولوكوست الذي استهدف شعبنا بغزة لتوطينه في سيناء وتنفيذ يهودية الدولة وهو سياق متصل لصفقة القرن .

كما انها استهداف لأصوات الناخب الصهيوني اليمني المتطرف استكمالاً لشيكات ترامب بدون الرصيد لنتنياهو في إطار السباق المحوم للفوز بالانتخابات وهو ذات السبب الذي تنطوي عليه تصريحات ترامب ونتنياهو وعنترياته .

تتساوق تصريحات وزير الامن الصهيوني ايضاً مع تصريحات مبعوث ترامب – للشرق الأوسط- اي الوطن العربي جيسون جرينبلات أمام مجلس الامن وضربه عرض الحائط بكل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحل الاونورا ووضع القدس .

وهي محاولة لاختزال قضية فلسطين بالقدس واختزال قضية القدس بالبوابات الإلكترونية كما حصل عام ٢٠١٧ ، وتغيير معالم الاقصى ، كما انها استثمار لارتماء سلطة اوسلو والحكام العرب بالحضن الصهيو اميركي والفراغ السياسي والنضالي الناجم عن غياب الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب السياسية الجذرية والثورية بالوطن العربي .

ان الرد على هكذا تصريحات ونوايا وبرامج وخطط هو بالثبات والصمود والمقاومة بشتى اشكالها وصورها ، فصمود غزة ووحدة بندقيتها وأراضيها والحيلولة دون ابتلاعها من قطعان المستوطنين ومنعة حدودها وثباتها وامتلاكها للسلاح والقدرة على تطويره وغرفة عملياتها المشتركة يضع العدو أمام مأزق وجودي ، فهو محاصر بجنوبه بالمقاومة الفلسطينية بغزة ، وشماله بالمقاومة اللبنانية ومحور المقاومة ، كما يواجه قنبلة ديمغرافية فلسطينية بداخل فلسطين المحتلة ، وتحول في موازيين القوى الدولية وانحسار للهيمنة الاميركية ،

ونحن نعيش الان اجواء نصر تموز بال ٢٠٠٦ والرضوخ البريطاني الاميركي لارادة وصمود وتفوق الشعب والقيادة الايرانية والانتصارات اليمنية المتعاظمة مما يعني ان تصريحات جلعاد أردان محض مسكنات سياسية ويافطات انتخابية دعائية .

حول الموقع

سام برس