بقلم/ احمد الشاوش
يعتقد اليمنيون انهم فوق بساط الريح ، وماتزال ذكرياتهم تردد اغنية " بساط الريح يابو الجنحين مراكش فين وتونس فين ، للفنان الراحل فريد الأطرش ، ورغم الصوت الجميل واللحن الاجمل والكلمات الحلوة ، إلا ان العرب وفي مقدمتهم اليمنيين خيلوا على قصبي وشاركوا في انشاء وطن قومي لليهود.

بساط الريح مفتاح كلمة السر الذي اطلقته إسرائيل على عملية ترحيل يهود اليمن بعلم الامام احمد حميد الدين عبر مهندس الترحيل التاجر احمد احمد القريطي ، وفقاً للحوار الصحفي الذي اجراه الصحفي نبيل سيف الكميم يوم الثلاثاء الموافق 19 ديسمبر 2006 ، في صحيفة الراية القطرية ، كشف العديد من اسرار وتفاصيل العملية الغامضة و" المخززززية " على حد وصف " القريطي" واعترافه بعد ان بلغ من العمر 103 سنوات ، كيف تم ترحيل 12000 ألف يهودي من قراهم ومختلف انحاء اليمن وترتيبات اجراء سفرهم الى عدن وتسليمهم للجمعية اليهودية في عدن ومسؤولي الوكالة اليهودية التي تولت تسفيرهم الى إسرائيل .

ومن ذلك اليوم وإسرائيل تستنسخ أكثر من بساط الريح عبر ترحيل يهود اليمن والمغرب والجزائر وتونس وليبيا والعراق وسوريا ومصر واثيوبيا ، وتهريب الاثار والتحف التاريخية عبر الجو والبر والبحر والتنقل بين مساجد وقبب ومزارات ومقابر وكهوف ومنازل وقرى قديمة في صنعاء ومأرب وحجة ورداع والعود وآنس وزبيد وخولان وسنحان وتعز وعدن وحضرموت،، ، عبر مجموعة من تجار الاثار والمرتزقة من المشايخ ورجال الامن والمنقبين والمرممين ومافيا الشخصيات السياسية والدبلوماسية بصورة مبرمجة لسرقة وتدمير الحضارة اليمنية .

كما ان نهب واقتناء وتفاخر المسؤولين السابقين واللاحقين للتماثيل الذهبية والبرونزية والفضية والسيوف والقلائد والمجوهرات والأدوات والالواح المنقوشة والاستعراض بها في قصورهم وبيع الكتب والمخطوطات النادرة وتهريبها للدول الخليجية والاوروبية والعبث بنبش المقابر والأماكن المدفونة وجثث المحنطين وتهريب مخطوطات التوراة اليمنية الذي أنتظرها الموساد الاسرائيلي حيناً من الدهر ، ماهي إلا حقائق دامغة على مسلسل الخيانة والسرقة عبر بساط الريح الجديد.

واذا كان القريطي قد كشف عام 1949م ، انه التقى باثنين من اليهود في عدن وأتفق مع الوكالة اليهودية لإنجاز المهمة ، واذن الامام له بذلك وعين له حراسة ومرافقين حتى انجز مهمة تهجير اليهود وفق رغبتهم ، كونه من تجار صنعاء المعروفين ويتعامل مع التجار اليهود مقابل حفنة من " المال"، وتنسيقه مع اثنين من يهود صنعاء جاءوا من إسرائيل الى عدن التقوه في الفندق وضربوا موعداً لأمر هام اليوم الثاني وحضر اليهوديان ومعهم مندوبين عن الوكالة اليهودية وتم الاتفاق على عملية ترحيل اليهود ، وقالوا له انهم اتفقوا مع وكيل الامام احمد في الحديدة التاجر " الجبلي " وبمساعدة عدد من الشخصيات المقربة من الامام احمد ، وإقناع القريطي للامام لكن المحاولات فشلت ، واستعانوا بالقريطي مقابل " المال " للتأثير على الامام في تحقيق رغبة اليهود واشترط القريطي ان يتم ذلك بموافقة واعلام " الامام " وارسل برقية للإمام احمد ووافق على ذلك وعين للقريطي " حراسة " وقال للقريطي توكل على الله وامر بالعون والمساعدة وتنقل بين كل الاسر اليهودية وتوفير وسائل النقل وتحصيل ديونهم وترحيل 12 ألف شخص نساء وأطفال وشيوخ الى عدن وتنتهي مهمته وتتولى الوكالة اليهودية بالتنسيق مع الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن عملية الترحيل الى إسرائيل.

كما قام تاجر من يهود صنعاء قبل القريطي بترحيل اليهود وقبل الإعلان عن قيام الدولة اليهودية في إسرائيل بموافقة الامام " يحي " ، وقام بسرقة أموال وذهب اليهود واختفى في اب سنوات وعرفه القريطي وقام القريطي بالاتفاق مع قادة إسرائيليين من بريطانيا أتوا بإحضار اليهودي النصاب الى عدن وقال له ان الوكالة اليهودية تبحث عنه وان يأتي بضمانته بدل استخدام القوة ثم دفع فلوس اليهود ، ما يؤكد ان القريطي أداة في تهريب يهود اليمن كالفلاشا .

وأخيراً.. عملية بساط الريح تأتي بعد 70 عاماً من التآمر والبيع والشراء ، فكيف الحال اليوم بتجار الحروب والازمات بعد ان سقطت الدولة والقيم والتقاليد والكرامة وصار بعض اليمنيين في اعلى السلطة واسفلها مرتزقة على الحليب ، يلهثون وراء المال مقابل سفك الدماء وتدمير الهوية وتجزأة البلاد ونهب تاريخها وثرواتها،وما تهريب التوراة الى إسرائيل إلا شاهداً على الخيانة والارتزاق؟.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس