بقلم/ محمد الغيثي
ايام قليلة ويتوجه أبناءنا وبناتنا إلى مقاعد الدراسة في جميع المحافظات ، ومع هذا التوجه تبدأ مرحلة الهم لمعظم الآباء لصعوبة توفير متطلبات المدرسة من زي وحقيبة ودفاتر وكتب ، بسبب انقطاع المرتبات لاكثر من ثلاث سنوات بعد نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.

ومع هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي نعيشه ، أصبح اقتراب موعد الدراسة هم يؤرق الآباء والأمهات ، ليس بسبب الجهد الذي سيبذلونه مع أبناءهم وبناتهم في مذاكرة دورسهم وحل واجباتهم المنزلية ، بل من صعوبة توفير الاحتياجات اليومية ، كوجبة الإفطار من سندويتشات وعصير ، هل رأيتم الى اين قد وصل بنا الحال في ظل هذا العدوان الظالم والحصار الجائر !!

أذكر العام الدراسي الماضي سألت ابني الصغير الذي يدرس في الصف الرابع بمدرسة حكومية ، هل هناك من الطلاب من لا يحضر معه سندويتشات للصبوح (الإفطار) ، فقال نعم ، فقلت له هل هم من النازحين من محافظات أخرى إلى العاصمة صنعاء ، قال نعم ، ولكن هناك ايضا طلاب من ابناء المدينة ، لم تستطع اسرهم حتى توفير قيمة الرغيف الناشف (الروتي) لابناءهم.

وهنا لابد أن نغرس في نفوس أبناءنا وبناتنا التراحم والتعاطف والتعاون ، بحيث يتقاسموا إفطارهم مع زملاءهم ، وسنحقق بذلك عدة اهداف سامية ومهمة في تربيتنا لابناءنا وبناتنا ، وبطريقة عملية .

ومع أننا سمعنا عن تنفيذ مبادرات إنسانية رائعة لتقديم وجبه إفطار للطلاب النازحين والفقراء ، مثل مبادرة بنك الطعام ، إلا أن التنفيذ الفعلي يتأخر عن بداية العام الدراسي بعدة أسابيع ، كما أنها لا تصل إلى كل المدارس في العاصمة صنعاء وبالطبع في معظم المحافظات.

أمر آخر لابد أن نتطرق إليه هنا ، ويتمثل ذلك في فرض معظم المدارس مبلغ 1000 ريال على كل طالب وطالبة لما يسمى المشاركة المجتمعية كدعم للمعلم ، في حين أن ولي الامر الذي معه أربعة أو خمسة أبناء في مراحل دراسية مختلفة ، سيضطر لدفع أربعة أو خمسة آلاف ريال ، في وقت يكافح بعد لقمة العيش له ولاسرته ، وربما يكون هذا الاجراء سبب في عدم الحاق ابناءه او بناته بالمدرسة، فمن يتحمل وزر ذلك ؟.

لا أخفيكم اني متفائل هذا العام أن يكون أفضل من الثلاثة الأعوام الماضية من حيث حضور المعلمين والمعلمات إلى مدارسهم لأداء واجبهم المقدس ، وذلك بسبب صرف مكافأة أو حافز منظمة اليونيسف بين كل فترة وأخرى ، بما يساعدهم في مواجهة متطلبات الحياة واحتياجات أسرهم اليومية من مأكل وملبس وإيجار وغيرها.

والى جانب ذلك ، يجب أن تهتم الدولة بالمعلم ودعمه وتوفير كل ما يساهم في اداء مهمته المقدسة ، فأي اهمال للمعلم ولدوره يعني تدمير للمستقبل، وفي المقابل لابد ان يستشعر المعلم والمعلمة عظم المسؤولية الملقاه على عاتقهم في بناء جيل سليم متسلح بالعلم والمعرفة ويحرصون على تواجدهم في مدارسهم.

نقطة أخرى رأيتها قبل شهرين أو ثلاثة بام عيني وشعرت بمدى الإهانة التي يتعرض لها المعلمين والمعلمات عند استلامهم حافز اليونيسف من مكاتب الصرافه او نقاط الصرف التي حددتها في الشوارع والطرقات ، فالطوابير طويلة والزحمة شديدة ، فلماذا لا يتم الصرف كل في مدرسته او على الاقل في المديرية بما يحفظ لهذا المعلم والمعلمة كرامتهم.

وما لفت انتباهي خلال الثلاث السنوات الماضية وما قبلها ، أن معظم مدارس البنات منضبطة بشكل كبير ، فالمديرة والوكيلات والمشرفات والموظفات الاداريات متواجدات والمعلمات(أساس العملية التعليمية) يقمن باداء دورهن بشكل جيد ، بل ان بعض المدارس كانها مدرسة خاصة وافضل.

وفي المقابل معظم مدارس الاولاد تعاني من الاهمال والتلاعب وعدم انضباط الادارة والموظفين والمعلمين ، فاين يكمن السببب؟؟ ، واين دور الموجهين ؟؟ ولماذا لا يتم رفع تقارير بمستوى هذه المدارس الى مديريات التعليم ومنها الى الوزارة ؟؟ واذا رفعت اين النتائج الايجابية والعملية لإصلاح تلك الاختلالات ؟.

أسئلة بحاجة إلى إجابات من المعنيين في وزارة التربية والتعليم.

حول الموقع

سام برس