بقلم/ محمد عبد الوهاب الشيباني
حين نقف على الضد من مشاريع التفتيت والتقسيم وهتك النسيج المجتمعي والهوياتي، التي تقودها اطراف الحرب ورعاتها، مجتمعين ودون استثناء ، هل نصير عدميين ، من وجهة نظر بعض الكتابات، التي تنعت غير المصطفين مع اي من مكونات الصراع وادواتها بذلك؟

لم نزل ضد الانقلاب، الذي اشعل حربا داخلية، واعطي مبررا لخصومه لشن حربا عبثية قضت على كل شيئ ، وساهم هذا الانقلاب في تفكيك البلاد ونسيجها الاجتماعي بمشروعه العصبوي المدمر.

تعاطفنا مع الشرعية باعتبارها قيمة وملاذ لاستعادة الدولة، قبل ان نكتشف شرك الوهم الذي وقعنا فيه.
فقد تكشفت ككتلة رخوة غارقة في الفساد، تعيد انتاج نفسها بذات الأدوات القديمة ووجوه سلطة صالح ومستنفعيه التاريخيين، والانكى انها لاتملك قرارها.

كل الوسائل التي استخدمها حزب الاصلاح في تقديم نفسه كطرف سياسي يعمل في اطار القوى السياسية الساعية لاستعادة الدولة اثبتت زيفها ، وتخفي نزوعا استحواذيا وتمكينا حزبيا يتظهر بواسطة تكريس الحزب كسلطة امر واقع موازية في تعز ومأرب، مستفيدا من امكانياته المالية والتنظيمية ووجوده داخل الدائرة الضيقة في مؤسسة الرئاسة.

الشعارات التي تعمل تحتها بقايا منظومة صالح الامنية والعسكرية في الساحل مثل استعادة الجمهورية هي الاخرى وسيلة للتكسب من وجودها في شريط التهريب التاريخي الذي استندت عليه سلطة صالح لسنوات طوال ،وارتضت ان تعمل تحت امرة الكفيل الاماراتي بنزوعه الاستكلابي والثأري المدمر.

القضية الجنوبية بارثها السياسي النبيل وحراكها السلمي ليست هي الصوت العنصري القروي الذي فجره المجلس الانتقالي، و تحول الى اداة من ادوات التصارع الاقليمي في اليمن ، مفرغا القضية من مضامينها السياسية والاخلاقية.

حين ارتضى قادة الاحزاب العمل كشقاة مع ممولي الحرب واطرافها ، اجهزوا على النفس الاخير في الجسم المعتل الذى كان يؤمل في تعافيه يوما ،حتى يلعب ادوارا حقيقية في توجيه الصراع نحو استعادة الدولة وانهاء الحرب وافشاء السلام.

بعد خمسة اعوام لم نجد تحالفا داعما للشرعية وانهاء الانقلاب، بل وجدنا قوى غاشمة تعمل على تفتيت وتقسيم البلاد والاستحواذ على مقدراته وثرواته في البر والبحر، بادوات محلية ارتضت ان تكون رخيصة جدا.

فهل نحن عدميون ؟؟؟؟

حول الموقع

سام برس