سام برس/صنعاء
قالت مصادر مطلعة بان مدينة صنعاء القديمة المسالمة تعيش اسوا مراحلها حاليا بسبب الحرب غير المعلنة والصراع المحموم بين جهات حكومية تابعة لحكومة الانقاذ الوطني والذي انتهي بقرار غريب من وزير الثقافة يقضي بوقف منح تراخيص البناء مما ساهم في زيادة البناء المخالف.

واضافت المصادر بان الصراع بين كل من وزارة الثقافة وامانة العاصمة وكذلك وزارة الاوقاف ينذر ببدء العد التنازلي لتدهور المدينة التاريخية واخراجها من قائمة التراث الانساني العالمي .

ويقول اهالي المدينة بان على هذه الجهات التي تبحث عن الفوائد وجني الارباح ان تتصارع بعيدا عن مدينتهم وان هذا الصراع المتفاقم ليس دليلا ابدا على حب المدينة ومعالمها مشيرين الى ان الحصار المفروض على تراخيص البناء يعد اكبر كارثة تهدد معالم المدينة وتراثها الحي .

ويناشد الاهالي قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك الحوثي والمجلس السياسي الاعلى وحكومة بن حبتور التدخل العاجل لانهاء هذا الصراع والانتصار لصنعاء القديمة وتراثها الانساني العظيم وجعل مهمة الحفاظ على هذا التراث الزاخر على هيئة المحافظة على المدن التاريخية كونها الجهة المختصة حسب القانون ووضع حد لتدخل وممارسات العبثية لهذه الجهات الحكومية .

القرار المفاجئ لوزارة الثقافة بحكومة الانقاذ الوطني والقاضي بايقاف منح تراخيص البناءوالترميمات في المدينة التاريخية جعل المعماريين المتخصصين في البناء التقليدي يعيشون اياما عصيبة ويقول المختصون بان هذا القرار سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على جهود الحفاظ على التراث المعماري الحي الذي تتميز به صنعاء القديمة اذ سيدفع الاهالي الراغبين في اضافة منشئات عمرانية الى منازلهم الاثرية الى المخالفة والبناء خارج اطار الشروط المعتمدة في البناء القانوني المشمول في التراخيص الممنوحة من قبل الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية.

تداخل الاختصاصات

تداخل الاختصاصات اصبح اشبه مايكون بصراع الجهات الحكومية المعنية ممثلة بوزارة الثقافة وامانة العاصمة ومكتب وزارة الاشغال في المدينة وهو الصراع الذي القى ولازال يلقي بالتداعيات السلبية الخطيرة على الاثار العمرانية في صنعاء القديمة وهو ماادى كما يقول مختصون الى اصدار قرار منع اصدار تراخيص البناء ليكون اكبر تهديد للمدينة وتراثها الحي .

ويقول المهندس احمد سعد نواس رئيس جمعية حرفيي البناء التقليدي بان حماية صنعاء القديمة لايمكن ان يكون من خلال هذا القرار المجحف وانما بتكاتف جهود جميع الجهات المختصة في دعم الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية التي لا تمتلك الامكانيات اللازمة للقيام بمسئولياتها في الحفاظ على صنعاء ومعالمها التراثية .

ويضيف بان هناك اتفاقية بين جمعية حرفيي البناء التقليدي وهيئة الحفاظ على المدن التاريخية يهدف الى الحفاظ على النمط المعماري لصنعاء القديمة وقد اسمهت هذه الاتفاقية في حماية المدينة واثارها والحد بشكل كبير من المخالفات العمرانية لكن جاء قرار منع التراخيص ليحبط تلك الجهود حيث دفع الكثير من الاهالي الى المخالفة والبناء ليلا بعيداعن الانظار
اثار متعددة

الاثار المترتبة على قرار منع تراخيص البناء في صنعاء القديمة لم تقتصر على التاثير على جهود حماية معالم واثار المدينة التاريخية بل امتدت لتؤثر بشكل كبير على المهندسين والمعماريين المتخصصين في البناء التقليدي والذين وجدوا انفسهم عاطلين عن العمل وبدون مصدر معيشة لهم ولعوائلهم فيما اضطر البعض منهم الى الاتفاق السري مع الاهالي لتنفيذ البناء والترميمات بعيدا عن هيئة الحفاظ على المدن التاريخية وبدون الالتزام بشروط وضوابط التراخيص التي تمنحها وفقا للاتفاق مع جمعية حرفيي البناء ويقول البنائون بانهم صاروا في اسوا حال وفقدوا مصدر رزقهم في ممارسة البناء التقليدي في صنعاء القديمة بسبب هذا القرار ويضيفون لا تتوقف اثار القرار على حياتهم المعيشية والمهنية بل على المدينة باسرها مشيرين الى ان قرار منع اصدار تراخيص البناء بمثابة بدء العد التنازلي لتدهور المدينة

الحلول والمعالجات

وامام هذه المعضلة يرى المختصون بان افضل الحلول والمعالجات التي ينبغي ان يتم اتخاذها سريعا من قبل قيادات الدولة وحكومة الانقاذ الوطني لانقاذ صنعاء التاريخية ان يتم الغاء قرار منع اصدار التراخيص وتمكين الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية من اصدارها كونها الجهة المختصة ودعمها بكل الامكانيات اللازمة لاداء مسئولياتها وواجباتها حسب القانون ودون تدخل من الجهات الحكومية الاخرى وانما توجيه امكانيات تلك الجهات لدعم ومساندة الهيئة ولاسبيل غير ذلك اذا ما كانت هناك نوايا حقيقية لحماية صنعاء القديمة وطرازها المعماري الفريد من اي تشوهات.

حول الموقع

سام برس