سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
قرقنة...المكان بما يستبطنه من عراقة و تاريخ و جمال..المكان وفق حالات فنية متعددة جمعت عددا من الفنانين من أبناء الجزيرة الهادئة و الساحرة و من تونس و من البلاد العربية و الأجنبية..ثمة نشيد ملون بين الرسم و النحت و غير ذلك من الأجناس التشكيلية..ضمن عنوان لافت منذ سنوات ..منذ التأسيس ..العنوان هو " الملتقى الدولي – المكان ..قرقنة 2019 ..

فعاليات و أنشطة للفترة من 20 الى 30 من شهر سبتمبر الجاري..فنانون و أنشطة و أعمال و جداريات و منحوتان و غير ذلك حيث الفتية في صخبهم الفني و الجمالي الباذخ..و منهم القذافي الفاخري ( ليبيا ) نجيب بو صباح و حمادي بن نية ( تونس ) موسي عمر ( سلطنة عمان ) عبد العزيز المحسني ( تونس ).. .. النحاتة الالمانية و التي تعلم لغة الحجر استريد هوسمان و الفنان الفرنسي جون ميشال ميلبييه، رشيد بخوز الفنان المغربي و ابن الجزيرة الفنان المبدع صالح بن عمر .. و النحات الكويتي يوسف المليفي التجربة الثرية التي عززت المكان في قرقنة 2019..و بسام كريليوس النحات اللبناني ، هو واحد من النحاتين المشاركين الي جانب آخرين من ألمانيا و الكويت و عدد آخر من النحاتين التونسيين...كذلك ..المكان يتجلي.. في عمل فني ضمن ملتقي المكان - قرقنة 2019بامضاء الفنانة السورية المقيمة بالمانيا علياء ابوخضور...

هي الجزيرة تستعيد حيزا من عنفوان الفن بعد حلول المكان كفعالية بمدن متعددة مثل قفصة و القيروان و جرجيس...و هكذا ..

قرقنة الملونة بالابداع المدينة المحاطة بالمياه ..الجزيرة بين توهج التواريخ و البذخ الكامن في طيات تواريخها ..المكان..نعم المكان هنا فسحة ممكنة للابتكارو الحوار و المواجهة العارمة للسقوط و الضجيج و التداعيات المريبة حيث النعومة و العذوبة و ما به يمكن للكائن أن يستعيد كيانه و انسانيته زمن الكذب و التوحش ..انها لعبة الفن تجاه المكان كحاضنة لفن الحاضر..فن الآن و هنا..

من هنا لمعت فكرة الدورة لملتقى المكان و جمع من فناني جهات العالم حيث العمل اللوني الفني مجال و المكان خلية لهو طفولي و المكان القرقني هنا علبة تلوين ..و لا مجال اذن لغير الفن كترجمان بهاء نادر زمن الأفول..و سقوط القيم و منها قيم الفن و الابداع..

هكذا تتضمن التظاهرة عدة عدة أنشطة وما الى ذلك من بهاء مبثوث في الأرجاء..قرقنة الفنانة / الشاعرة تمنح فتيتها من جهات الكون شيئا من الحلم...نعم و فقط..فالحلم هو الفن..و الفن هو الحلم ..

و من المشاركين الفنان الليبي الكبير ضيف تونس و صديقها المبجل و طفلها المبدع الفاخري القذافي هذا القادم من أعماق ذاته ..بضحكته العارمة يحيلك الى حميمية نادرة هي من تلوينات الفنان الماسك بناصية الحلم في عناد جميل هو من قبيل الفن الخالص..طفل أخر لا تملك الا أن تنصت اليه و هو يحدثك عن الحياة و الناس و خبرات الزمن..فسحته في هذا المكان بين عوالم الأطفال الباذخة بالبراءة و ما عهد عنه من صلة جمالية مخصوصة تجاه اللوحة..التجربة و الامتاع و الابداع ..اسم من ليبيا يتوزع بفنه في /على الأكوان..فنان يحبه التوانسة مثل حبهم لليبيا ( أعاد الله بهاءها و سلامتها و شجنها الجميل..و حماها من المكروه و الأشرار) ..الفاخري أضفى على المكان أمكنة أخرى من غرف القلب..نعم يمنح الفن المكان قلبا نابضا..حدثني عن ليبيا في طفولة حالمة و استذكرت معه علاقاتي بالأصدقاء من الشعراء و الكتاب و الساردين و لقاءاتنا بجهات تونس في اللقاءات الثقافية و الأدبية و بتراب ليبيا في سياق شعري و ثقافي منذ الثمانينات..نتمنى لهم السلامة و الخير و العودة لنهر خيالهم و ابداعهم..

تجارب و أسماء أخرى...المجد للفن يبتكر نشيده الخالص.....اذن الفعاليات فيها تفاعلات وتعاون وتبادل خبرات وفنون وتواصل بين المدعوين من الفنانين ونشطاء الفنون التشكيلية من عدة دول عربية وأجنبية قولا بالتعدد والتنوع تحت لافتة الفن الجامعة للأنواع والأنماط والأشكال.. إنها لعبة الفن في إدارة الاختلاف ودعم الوجدانيات والانسانيات في عالم يسير نحوكونه يتحول الى متحف مهجور والانسان الى رقم ولكن للفن فكرة أخرى وهي الحياة للجميع والمجد للتنوع والكائن هوابداع وأفكار وبناء وليس الجماد والأرقام..انه البعد الجمالي والقيّم في تصنيع الحاضر الجميل نحتا للكيان وقتلا للسقوط..انه الفن زمن الكوابيس...هكذا هي قرقنة...المكان بما يستبطنه من عراقة و تاريخ و جمال..المكان وفق حالات فنية متعددة و تتواصل الفعاليات الى حدود يوم 30 من سبتمبر الجاري...

حول الموقع

سام برس