بقلم/ صابر عارف
للعراق أهلا ووطنا على كل فلسطيني حق ودين واجب الى يوم الدين ، ليس من أيام الرئيس صدام حسين الذي يكفيه رجولة وبطولة انه لفظ انفاسه الأخيرة وبوعي مطلق وهو يحيي ويمجد فلسطين، وليس من أيام ابطال العراق في فلسطين الذين رووا بدمائهم الزكية اراضي جنين وغيرها من الاراضي الفلسطينية عام النكبة الفلسطينية ١٩٤٨ م… الشهداء المزروعون في ثرى قباطيه حيث مقبرة الخالدين ، وربما قبل نبوخذ نصر الكلداني البابلي العراقي الذي سبى اليهود مرتين ايام السبي البابلي الشهير قبل ستة قرون قبل الميلاد .

العراق الذي نجل ونحب ليس لانتمائنا القومي المشترك للعروبة فحسب، وانما لهذا التواصل والتاريج المجيد بين الشعبين الفلسطيني والعراقي والفضل فيه للعراقي اولا واخيرا ، التاريخ المدون بالدم الأحمر القاني.. العراق صاحب الأمجاد وصاحب أعرق الحضارات في التاربخ البشري، وباني الحدائق المعلقة، واول من قصف تل ابيب بالصواريخ، عراقنا هذا، يشهد هذه الايام حراكا جماهيريا واسعا تتعدد الآراء وتتباين الاجتهادات في تقييمه وفي تحديد الموقف منه، اذا ما كان عفويا وبريئا أم انه مدفوع بقوة وعقلية المؤامرة والمندسين، كما يقول الحشد الشعبي وغالبية أركان الحكم والدولة العراقية بمن فيهم من رئيس ورئيس للوزراء.

فهذه المظاهرات ليست كأي مظاهرات شهدها العراق من قبل، فهي تتسم كما أري واعتقد بطابعها الجماهيري غير الحزبي، وغالبية المشاركين فيها من الشباب الشباب الذين يميلون للجرأة لدرجة تلامس الطابع الانتحاري ، بعد ان سقط في الحراك حتى اليوم ما يزيد عن ١١٠ شهداء وما يزيد عن ستة آلاف جريح وبعد أن بدأ المحتجون في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين في التجمع في مدينة الصدر ببغداد، هذا الحي الفقير المترامي الأطراف بالعاصمة العراقية لأول مرة من بداية الاحداث، ويشكل امتداد العنف إلى مدينة الصدر تحديا أمنيا جديدا للسلطات، التي تتعامل مع أهم اضطرابات تشهدها البلاد منذ دحر”داعش” قبل نحو عامين.

وعلى مر التاريخ، كان من الصعب إخماد الاضطرابات في مدينة الصدر، التي يقطنها حوالي ثلث سكان بغداد البالغ عددهم 8 ملايين نسمة، ويعيشون في أزقة ضيقة يفتقر كثير منها لإمدادات ثابتة من الكهرباء والماء، ويعاني كثيرون منهم من البطالة. ولا راية تعلو في هذا الحراك غير راية العراق، والأحزاب التي كانت تركب أية موجة للغضب من أجل العبور بها إلى ضفة المكاسب السياسية لم يصدر عنها أي رد فعل حقيقي .

كانت البداية من اعتصامات حملة الشهادات والشهادات العليا أمام الوزارات المطالبين بحق العمل ومحاربة الفساد المستشري الذي دمر البلاد والعباد، وفي الرابع والعشرين من ألشهر الماضي ، فضت قوات مكافحة الشغب العراقيةاعتصاماً مفتوحاً لحمَلة الشهادات العليا استمر 100 يوم أمام مجلس الوزراء العراقي في منطقة العلاوي وسط العاصمة بغداد، واستخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والقنابل الحارقة لتفريق المعتصمين.

هذا الإجراء القمعي ساهم في زيادة الاحتقان الشعبي ضد الحكومة العاجزة عن توفير أي شيء للشعب الذي يعاني منذ 16 عاماً، بعد أن انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صور تظهر الإذلال الذي تعرض له أكاديميو العراق العاطلون عن العمل، وسرعان ما خرجت مظاهرات مدن عراقية عدة وكانت هتافاتهم الابرز،، شلع.. خلع… كلهم حرامية،، ولم يستثنوا رجال الدين المعممين والمرجعيات العليا التي يتغطى بها الساسة الفاسدين والمفسدين وتندد بالقمع الذي يتعرض له العراقيون على أيدي أجهزة السلطة.

قولي ببراءة وجماهيرية الحراك، لا يلغي احتمال استغلال المتآمربن والمندسين للحراك ولا تنفي احتمال التدخل الخليجي السعودي وذبابهم الالكتروني واموالهم النفطية ، فهذا أمر طبيعي يجب أخذه بالحسبان والعمل على مواجهته بكل قوة وحزم، كما قال زعيم الحشد الشعبي فالح الفياض، ولكن هذا لا يعني ابدا حقيقة براءة وصدق وحق الحراك المقدس في النضال والتظاهر ضد الفساد والطائفية اللذان دمرا العراق كما دمرا لبنان التي كانت لؤلؤة الشرق، فالطائفية والفساد مرضان مدمران اخطر من السرطان واخطر من الصهيونية وقاعدتها إسرائيل.
ما يحصل هو ردة فعل طبيعية لسنوات طويلة من الفساد وسرقة المال العام والتجويع ومن حكم طائفي وضع اسسه الامريكي برايمر وتحرسه القواعد الامريكية على ارض العراق نفسها.

كما تحرسه الاحزاب الطائفية الفاسدة المسيطرة على حكم البلد والتي تحرم شعبه من ابسط مقومات الحياة وتوفر الغطاء للتدخل الاجنبي ايا كان امريكيا ام ايرانيا مع التاكيد على الفوارق بينهما، ولست ضد التحالف والتعاون مع ايران ولكنني ضد اي غلو يسمح بالتدخل والتطاول على الشان الداخلي العراقي وخاصة ما بين الملل والطوائف التي يجب ان تنتهي لمصلحة المواطنة العراقيه كما يطالب الحراك العراقي وضد الاحزاب التي وفرت الغطاء لسرقة 450 مليار دولار من مال الشعب العراقي الذي كان يفاخر ،، بشمات الهوى في اللندن وفي القاط والقندره الاحتياط،، ..
الصحافة العالمية تتكلم عن ارصدة زعماء هذة الاحزاب والمليشيات في بنوك امريكا واوروبا وبنما ودبي بعشرات المليارات لكل منهم.

حتما انني ومن موقعي المؤمن بالمقاومة نهجا وممارسة لست مع أي ضرر قد يلحق بالحشد الشعبي وبمقراته لدوره المقاوم والفاعل في العداء لداعش وإسرائيل، ولكنني لا ارى اي فاصل بين معركتي العداء للطائفية والفساد والمعركة مع القاعدة الصهيونية إسرائيل!!

ارجو ان يستمر الحراك حتى ينتصر ليحقق اهدافه النبيلة التي رفعت ضد الفاسدون والمفسدين اللذين نهبوا وسرقوا اموال وخيرات العراق ونقلوها بالصناديق ذهبا واخضر امريكيا بالصناديق عبر الطائرات وغيرها بطرق التهريب المختلفة.

يسكنني الخوف من سرطاني الفساد والطائفية، ولا مقاومة ناجحة بدون ان تتلازم وتتزامن مقاومتها بمقاومة السرطانين، ونعم والف نعم… شلع.. خلع.. كلهم حراميه وحتما بغداد منصورة والعراق باق باق.
كاتب فلسطيني
Saberaref4@gamil.com

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس