بقلم/ طه العامري
(2/2)

أخي الكريم بداية أنوه بأني أعطيتك عهد الله بأن لا أكشف عن ( هويتك لا اسما ولا مكانة اجتماعية ) وكن على ثقة بأني حتى لو لم اعطيك عهدا ما كنت لأ كشف عن ( هويتك ) لان قيمي واخلاقياتي الدينية و الإنسانية والوطنية والمهنية كل هذا يمنعني من البوح بهويتك هذا - أولا - وثانيا لاني معجب جدا بشجاعتك الأدبية والتحدث معي بكل صراحة وشفافية عما يفكر به اخواننا من ( خبرتك ) كما وصفتهم وهو تفكير ليس جديدا بل قديم وقديم جدا عايشته - تعز - الارض والإنسان والهوية ، ثم إنك لم تنكء جرحا أندمل بل جرحا لم يندمل ولايزال نازفا ومن الصعوبة اندماله أن لم يفتح الجرح ويتطهر جيدا ومن ثم يعاد تضميده وهذا فعل لا أعتقد أن احداث اليوم كفيلة بتحقيقه لسبب بسيط أن ما يجري اليوم هو صراع من أجل السلطة والنفوذ وليس من أجل الوطن والهوية ..؟!
أخي الكريم كن على ثقة واقولها صادقا ( تعز ) ليست كما يتصورها البعض وأبناء تعز أيضا ، ولكن مشكلة تعز وأبنائها إنهم ينظرون للوطن والمواطنة نظرة تختلف عن نظرت ( خبرتك ) مع احترامي للكل وتقديري للجميع - أقولها بصدق لأنني يمني ومن تعز - تعز التي لم تكن يوما بؤرة طائفية ولا مدينة مذهبية وكذلك أبنائها ورموزها ، تعز التي قدمت الكثير من التضحيات الجسام من أجل الوطن وتقدمه وكرامة أبنائه وعزتهم ، ولم تمن يوما تعز على ما قدمت للوطن وكذلك أبنائها ورموزها ، تعز لم تعمل يوما من أجل نفوذها أو تفوقها أو سيطرتها على المسار الوطني ، ولم نرى أو نسمع عن شخصية تعزية نافذة في السلطة وظفت نفوذها لمصلحة تعز أو لصالح منطقة في تعز لا في عصر الإمامة والاستعمار ولا في زمن الثورة رغم تقلد رموز تعزية مواقع مهمة في مفاصل السلطة في عهد التشطير وعهد ما بعد التشطير .

أخي الكريم فيما يتصل برؤية ( خبرتك ) لتعز تاريخيا دعنا نتركه جانبا فلا انا ولا انت نمتلك الصلاحية والقدرة لإعادة تصحيح التاريخ المزور وابطاله المزيفين ، لكن بصورة عابرة سارد على كلامك حول تعز وأبنائها والثورة اليمنية واقولها بصراحة أن ( خبرتك ) لم يكونوا يوما مع الثورة اليمنية فكبرى القبائل ( بكيل ) كانت بقيادة الشيخ ( الغادر - ملكية ) والغادر هو من اقسم بأن لا يجمهر لو طلعت الشمس من المغرب أو مطرت السماء حجارة من سجيل ؟! و ( حاشد ) ايضا ولكنها لم تجاهر بعدائها للجمهورية بل تعاملت بمرونة مترقبة للطرف الذي سينتصر ستنظم إليه ، ومن ذمار حتى صعده لم تؤمن قبيلة بالجمهورية والثورة إلا قبيلة واحدة هي قبيلة ( الحداء ) لكن الثورة والجمهورية كانتا صناعة ( تعزية - إبية - ريمية - تهامية- بيضانية - رداعية ) وجنوبية ايضا فقد شارك فيهما والدفاع عنهما كوكبة من أبناء المحافظات الجنوبية .ودعني هناء أحكي لك حكاية موثقة حدثت أثناء معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية ، إذ تقول الحكاية أن قوات الصاعقة تلقت بلاغا عن وجود ( السياغي ) المسئول المالي لقوات الملكيين فتحرك له قائد إحدى كتائب الصاعقة ويدعي محمد عبده علي الذبحاني وفعلا تمكن من إلقاء القبض على ( السياغي ) الذي عرض على الذبحاني ( تنكة ) مليئة بالجنيهات الذهبية مقابل ترك يهرب ولكن الذبحاني رفض هذه الاغراءات فقال له السياغي يا ابني دعني اذهب وخذ هذا المال فوالله ما احد مجمهر غيركم يا عيال تعز وها هو الدليل فقدم للذبحاني سجلا يحتوي على أسماء رموز وقادة من أبناء القبائل يستلمون مخصصات شهرية من الملكيين وعلى يد السياغي ومع ذلك رفض الذبحاني واعتقل السياغي واوصله لمعسكر الصاعقة وخلال التحقيقات معه كشف ما لم يكن يخطر بعقل أحد من معلومات لتبدأ على أثر ذلك الصراعات في الصف الجمهوري وخاصة بين النقيب عبد الرقيب عبد الوهاب والفريق العمري وآخرين ..؟!

ومن أجل الثورة والجمهورية قدمت تعز المال والدم ولم تطلب المقابل بل كانت تعز وأبنائها والى اليوم يحلمون بدولة العدالة والحرية والمواطنة المتساوية ، وهل تعلم يا عزيزي أن المناضل عبد الغني مطهر الذي أنفق ثروته من أجل الثورة والجمهورية انتهى به المطاف في سجن الرادع عام 1967م ولولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا لدى حكام صنعاء بالإفراج عنه وتركه يسافر للقاهرة لتم التخلص منه في السجن الذي أجبر على تنظيف مراحيضه , وهو من تأسس تنظيم الضباط الأحرار في منزله في تعز ؟!

هل تعلم كم دفعت تعز وأبنائها من أجل حلمهم الوطني بدولة مواطنة متساوية دولة متقدمة ومتطورة يحكمها النظام والقانون وليس شيوخ القبائل ولاتزال تعز وأبنائها يدفعون ثمن هذا الحلم حتى اللحظة . ؟!
هل تعلم من قتل رموز الثورة والجمهورية ؟ ومن قتل وجهاء وأعيان تعز ؟ ومن صفى أبناء تعز من المؤسستين العسكرية والأمنية ؟!

هل تعلم من صفى شيوخ ووجهاء تعز عام 1978م في الحجرية ؟ ومن صفى مثقفي تعز في ذات العام في صنعاء ؟ إنها ( القبيلة ) يا عزيزي أو من اتفقنا أن نطلق عليهم ب ( خبرتك ) ؟!

أما مقولة ( ما مرة تشخ من طاقة ) فهي مردودة على قائلها ويعرف الشعب اليمني كله من هرب وترك صنعاء بل وتخلى عن افراد أسرته اثناء الحصار ولم يعود الا بعد فك الحصار والانتصار مطالبا بالتقاسم للسلطة مستغربا سيطرة أبناء تعز على رئاسة الأركان ووزارة الدفاع ؟!أما مجزرة مشايخ ( بكيل ) في شبوه فقد قال ( الخبرة ) أنهم أبناء تعز من ارتكب الجريمة والحقيقة أن من طلب تصفية أولئك الرجال كانت السعودية لأنهم تمردوا عليها وحين وقع الصلح بين الجمهوريين والملكيين رفض أولئك الناس الصلح واتهموا السعودية بخيانتهم والتخلي عنهم فذهبوا للجنوب يريدون توسط قيادتها لدى العراق لتمويلهم لمحاربة الجمهورية ؟!
فعملت المخابرات السعودية من خلال ادواتها في الشمال ( القبيلة ورموزها ) وايضا عملائها في الجنوب على ارتكاب تلك المذبحة ؟! لكن الخبرة وجهوا التهمة لتعز ؟
هل تعلم من اغتال الشيخ محمد علي عثمان واجهة تعز ؟ أنهم ( خبرتك ) يا عزيزي ؟!
هل تعلم من يقف وراء ما يجري اليوم في تعز ؟ إنهم خبرتك ؟!

أما عن وجود مرتزقة وخونة من تعز !! فيا صديقي خبرتك خانوا الوطن ومرتزقة مع الخارج ليس من علم 1934م بل منذ عصر سيف بن ذي يزن وخبرتك يعبثون بهذه البلاد من أجل مصالحهم ، أما أصحابنا وان مروا في هذا المسار فعمر عمالتهم لا تتجاوز ثلاثة أو أربعة أعوام وما يحصلوا عليه يا الله تكفيهم حق إقامتهم في الفنادق ؟!
وهم بما فيهم فيه مجبرين ومحبطين من (خبرتك ) بعد أن فشل حلمهم بدولة النظام والقانون وبوحدة الهوية والانتماء والمواطنة ..!!

أخي الكريم في تعز رجال ورجال ابطال وأصحاب عقول راجحة وما يجري في تعز اليوم لا يرضيهم ولكن من يرضي ( خبرتك ) ؟!

لذلك جاءت رسالة الاخ الأستاذ شوقي أحمد هائل سعيد لتفتح نافذة امل في وجدان كل تعزي حر وشريف رافض لكل هذا العبث وعلى أمل أن يكون في استقرار تعز بداية استقرار لكل الوطن اليمني وفي هذا الوقت الراهن والظروف التي تعيشها تعز المدينة والريف بما يكتنفها من قلق وقساوة ورعب وخوف فإن في رسالة الاخ شوقي أحمد هائل طوق النجاة لتعز وأبنائها فالرجل يعمل لا حبا في مكاسب ولا يستثمر مواقفه أو يسخرها في سبيل تحقيق مكاسب خاصة أو امتيازات شخصية فهوا غني عن كل هذا بل يعمل من أجل تعز الارض والإنسان ومن أجل كل اليمن وهو كأي تعزي ويمني يحلم بدولة المواطنة ويعمل لأجل هذه الغاية وهذا الحلم بكل صدق واخلاص ولهذا نحن معه ، واقولها صادقا عني وعن كثيرون من احرار وشرفاء تعز ، اقولها وأنا القومي العربي الذي يرى اليمن مجرد قرية في نطاق الوطن العربي الكبير ، ان الاخ الأستاذ شوقي أحمد هائل إذا ما دعى لتكون تعز ( جمهورية مستقلة ذات سيادة ) لكنت اول من يويده ويرفع علم جمهورية تعز حتى يتفق الأخوة في صنعاء وعدن على هوية موحدة ويحددوا موقفهم من الوطن والدولة والهوية والانتماء ؟!
نعم اخي العزيز تعز لم تكن يوما في تاريخها عالة على اي نطاق بل لم تكن عالة على الثورة والجمهورية رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها تعز بصورة فردية وجماعية وللنطاقين الشمالي والجنوبي بل إن ما يحدث اليوم لتعز ما كان له أن يحدث لولاء شعار لاجلك يا عدن الذي رفع في تعز بطلب من بعض ( خبرتك ) وفي اليوم التالي يطرد بسطاء تعز من العمال بطريقة معينة من شوارع وأحياء عدن وبطلب من بعض ( خبرتك ) ؟!

يا عزيزي تعز تمتلك كل مقومات البقاء وهي تعطي ولا تاخذ وبالتالي اختم كلامي بعد أن تجاهلت - اختيارا - كثير من النقط التي اثرتها ليس خوفا من عواقب قد تحدث لي بل رغبة في سكينة اتمنى ان تعم ربوع الوطن في كنف دولة مؤهلة وتحمل كل صفات ومقومات الدولة فاليمن يعيش بلاء دولة منذ قرابة 1300عام وربما أكثر ، ولايزال الامل يحدونا بالوصول إلى دولة المواطنة المتساوية دولة النظام والقانون ، دولة لا يحكمها (شيخ) ولا يتحكم بها( سيد ) ولا تخضع لمصلحة قبيلة أو طائفة أو مذهب أو حزب ، دولة تحقق العدالة لمواطنيها في الدنياء وتدع شئون الآخرة لارحم الراحمين الذي هو ادرى واعلم بعباده ، فالله سبحانه وتعالى يخاطب رسوله الكريم بالقول ( عليك البلاغ وعلينا الحساب ) فإذا كان الله سبحانه وتعالى يقول هذا لرسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ، فبأي حق يأتي مواطن مثلي ومثلك لينصب نفسه وكيلا عن الله ورسوله ؟! ومن ثم يحاسبنا ويعاقبنا نيابة عنهما ؟!!

أخي الكريم أرجو المسامحة لتجاوزي الكثير من نقط اثرتها ليس عجزا ولا خوفا بل رغبة مني وانا أبن تعز ارتدي البنطلون لأن الرجولة ليس في الزي بل الرجولة سلوك وموقف وقيم واختم بقول الشاعر العربي القائل :
ألا لا يجهلن أحدا علينا....فنجهل فوق جهل الجاهلينا .

أرجو المسامحة من كل القراء والمتابعين على الإطالة .

حول الموقع

سام برس