بقلم / عبدالحليم سيف
ما نكاد ننعي صديقاً حميمًا، أو نبكي زميلاً جميلاً، غادرنا - بلا استئذان - قبل سويعات، حتى نُفجع برحيل مفاجىء لعزيز علينا. َ. ، خطفه الموت من بيننا في لحظة غادرة، وهو في شبابه الباكر، وفي قمة الحيوية والنشاط والحركة والتفاؤل بحياة سعيدة .

في الثانية من ظهر هذا اليوم الإثنين ، تلقيت من إبني # رامز مكالمة على الهاتف المحمول، وهي الثانية منه في أقل من دقيقتين،.." هل أجيب عليه والا أطنشه..؟" سألت نفسي (كذا)؛ وبعد تردد لثواني ضغطت على إشارة " الرد على المكالمات "، جاءت نبرة صوت #رامز هذه المرة منكسرة : " البقية في حياتك يابا.. اياد مات...".

سألته مستفهما : اياد ِمنْ...؟!

قال :" اياد إبن عمك منصور أحمد محمد غالب..." .

قلت : ايش تقول يابني...بطل هذا المزاح الثقيل ...!

قال : "...والله ما أكذب عليك يابا وما فيش مزاح في الموت..".

ساعتها نزل الخبر على رأسي كالصاعقة، وكأنني في صراع مع كابوس ثقيل، غير مصدق ، فركت عيني اليمنى، لعلني أقوم من فراشي متاكسلا من حلم أسود، وكلمات# رامز ترن في أذني# أياد مات ..(؟!).

حدثت نفسي - وبصوت مسموع - " يا ليتني ما رَدٌيتُ على هذه المكالمة ... "، سَمعتْنا الزوجة..يأتي صوتها من المطبخ : " أيش معك قادك مجنون تخبر نفسك...مووووفي..؟".

قلت لها : لا..ولاحاجة ..هذا رامز...." فقد أردتُ أن تسمع النباء من غيري ! لم تصبر #أم رامز..زاد فضولها ردي غير الطبيعي...فقامت من فوق سفرة الغداء..ووقفت أمامي وهي تلح علىٌ بأن أخبرها بفحوى المكالمة التي تلقيتها من# رامز...قلت لها بالخبر الكارثة تركتنا..وذهبت للصالة ..لحظات مرت ..لتأتي حفيدتي (ود وديع)..وهي تسير بطريقى عجلى وصوتها يقول : جدو..جدو..جدو ..مالها جدتي تبكي إيش عملت بها ..؟ " مسحت على شعر رأسها..أحتضنتها ..قبلتها..قلت لها : ولا حاجة جدتك عيونها تدمع بسبب وجع رأسها..."..تتصل بنتي (لينا) من عدن تؤكد لأمها الخبر..، تحول المنزل إلى مأتم، اختلطت دموع أم وديع بالدعاء :" الله يصبر قلب منصور وقلب فائزة...عادهم فرحوا بعرسه قبل نحو خمسة أشهر..." وتضيف : " ومن وكيف بيقول لجده محمد سيف بالخبر.." .

وأنا ساكت..ولا كلمة حالة وجوم.. أحاول التخفيف من ثقل النباء الحزين المباغت وغير المتوقع ..ولكن...!

نعم ..؛ اياد منصور مات ..مش مصدق ... أجد نفسي وكأنني مسمراً أمام شريط طويل يدور في رأسي ..وطيف إياد الجميل لا يفارقني ...في كل مرة كنت التقيه..أجده يزداد جمالا ووسامة.. وأخلاقا وسلوكا..يبدو لي كطفل وديع بريء نقي السريرة ، الابتسامة الأنيقة لا تغادر شفتيه..بشوش وخدوم..، مخلص لعمله.. ومحب لأصدقائه..، مازلت أتذكر يوم عرسه -أي أياد- في ذاك الخميس الرابع من يوليو 2019م، في الصالة السياحية بسعوان والفرحة المتألقة على ملامح العزيز منصور بزفاف نجله..وبينما أنا قادم نحو المنصة مع الصديق العزيز مصطفى باشا ناجي ..جاءت كلمات أياد الترحيبية بي مع ابتسامة مبتهجة :" أهلا.. أهلا بجدي العزيز..كم أنا سعيد بحضورك ..."، ثم ينادي المصور الفتوغرافي ..:" هيا التقط صورة مع أحلى جد..".

ويا إياد حضرت حفل عرسك الذي سيبقى حاضرا في خاطري، وماثلا في أذهان أصدقائك ومحبيك، لكني يا أبني أعذرني لم استطع أن أكون بين من شيعوك عصر هذا اليوم الى مثواك الأخير في مقبرة سعوان بصنعاء.

وبهذا المصاب الأليم والرزء الفادح لرحيلك المفاجىء ، اعزي المكلومين.. والدك العزيز منصور أحمد محمد ووالدتك العزيزة فائزة محمد سيف ..وزوجتك العزيزة.. وإلى أخوانك حمدي وإكرم وأختك فاطمة وإلى الحبيبات سامية وذكرى ولطيفة ونجلاء .. والاحباء أخوالك طارق ووليد ومروان محمدسيف.. وقبلهم جدك الباكي عليك أخي الحنون محمد سيف محمد صاحب القلب الطيب.

فنم قرير العين أيها الحبيب اياد..والسلام على روحك النقية.. وأسكنك الله الفردوس الأعلى.

انا لله وانا اليه راجعون.

حول الموقع

سام برس