سام برس
كتب/احمد الشاوش

قصة انسانية

ام حمدي سيدة في العقد الرابع من العمر وام لستة اطفال وجدت نفسها رهينة معاناة دائمة لأسباب لا علاقة لها بها ، هذه السيدة التي تسكن في منزل شعبي بسيط بالعاصمة صنعاء تسبب خطا طبي فادح تعرضت له في احد المستشفيات الحكومية قبل عدة سنوات في تحويل حياتها الى جحيم وتضاعفت هذه المعاناة مؤخرا بسبب الحرب والاوضاع الأمنية والمعيشية التي تعيشها البلاد منذ قرابة خمسة أعوام.

وباتت هذه السيدة مع اسرتها امام تحديات كبرى تتهدد بقائها خاصة مع اتساع رقعة المجاعة في اوساط المجتمع اليمني ، وتقول منظمة الامم المتحدة بان الصراع المحتدم في اليمن القى بتأثيرات سلبية على الوضع الانساني المتردي اصلا في البلاد مما جعل ملايين اليمنيين امام شبح الموت جوعا او بالآفات والامراض التي انتشرت في مختلف انحاء اليمن.

وتشير الامم المتحدة التي اكدت مرارا بان اليمن يعيش اسوا كارثة انسانية في العالم الى ان نحو22مليون يمني يحتاجون الى المساعدة الانسانية العاجلة للبقاء على قيد الحياة وان معظم هذه الاعداد هم من شريحتي النساء والاطفال الذين أثر فيهم الجوع وسوء التغذية.

ام حمدي واحدة من بين مئات الاف او ربما ملايين النساء اليمنيات اللائي يدفعن اثمانا باهضه من حياتهن وحياة اطفالهن جراء هذا الصراع المتواصل وعلى الرغم من ان تدخلات منظمات العمل الانساني وعلى راسها برنامج الغذاء العالمي وغيره من مؤسسات المنظمة الاممية قد ساهم الى حد كبير في التخفيف من حدة المعاناة الانسانية المتفاقمة ، الا ان التحديات لاتزال كبيرة امام ام حمدي وامثالها الكثير من اليمنيات .

وتقول ام حمدي التي التي أصبحت ضحية للأخطاء الطبية ، انها بعد انتظار مولودها القادم قرر الأطباء انزال الجنين قبل موعده بثلاثة شهور ما شكل صدمة عنيفة للزوجة والزوج والأولاد لاسيما وان تسمم الحمل يشكل خطورة ، فتم انزال الجنين وموارته في التراب رغم الحزن ، وتبدأ رحلة المعاناة في الداخل وخارج البلاد وتصاب أم حمدي بالفشل الكلوي بعد انتشار التهابات كبيبات الكلى والذئبة الحمراء وارتفاع نسبة الزلال ،، نتيجة للمضادات الحيوية المقررة وعلاجات تهبيط المناعة بحسب التقارير الطبية.

ويقول حميد ، مادياً تكلفنا الكثير أنا وزوجتي ، لقد بعت السيارة الأولى والثانية وكل تحويشة العمر ، وسافرت 8 مرات الى الخارج لإنقاذ شريكة حياتي وأم أولادي ، وزوجتي باعة جزء كبير مما تملكه إرثاً من أرض في البلاد من بعد والدها وكذا ساعدتها أمها وأخواتها بمبالغ كبيره لإنقاذها ، ويشير الى ان حصول الاسرة على سلة غذاء شهرية من قبل برنامج الغذاء العالمي ساعد اسرتها كثيرا في البقاء على قيد الحياة من خلال بيع جزء منها وتوفير شيء من المال لشراء الادوية التي تحتاجها في رحلتها الطويلة والمواصلات بحثا عن الشفاء والحياة الأفضل.

وتسببت الاوضاع الحالية التي تعيشها البلاد الى توقف نصف اعداد المؤسسات والمرافق الطبية العاملة في البلاد وفقا لإحصائيات رسمية مما جعل الخدمات الطبية المطلوبة في ادنى مستوياتها ، وتشير احصائيات وزارة الصحة الى ان عدد حالات مرضى الفشل الكلوي بلغ 50 ألف حالة منها ثمانية آلاف حالة تخضع لجلسات الغسيل أسبوعياً وهو مايُعد كارثة انسانية.

حول الموقع

سام برس