سام برس

دبي (رويترز) -

تجاوزت أرامكو السعودية يوم الخميس هدف التريليوني دولار الذي سعى إليه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إذ حققت أسهمها مكاسب ليوم ثان، لتتحدى بعض التشكيك في قيمة شركة النفط المملوكة للدولة على المدى الطويل.

جعل ولي العهد السعودي من الطرح العام الأولي لأرامكو ركيزة رؤيته لتنويع اقتصاد المملكة بعيدا عن الاعتماد على النفط من خلال استغلال حصيلة الطرح البالغة 25.6 مليار دولار لتطوير قطاعات أخرى.

لكن ذلك يقل بكثير عن خطته في 2016 لجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار عبر طرح عام أولي دولي ومحلي ضخم.

قلصت الرياض خططها بعد إحجام من المستثمرين الدوليين بسبب التقييم المقترح ولم يجر إدراج سوى 1.5 بالمئة فقط من أسهم شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو) في بورصة الرياض يوم الأربعاء، وهو حجم ضئيل للأسهم حرة التداول بالنسبة لشركة كبيرة كأرامكو.

وبينما أشادت الحكومة السعودية بقفزة عشرة بالمئة للسهم في أول ظهور له بالسوق يوم الأربعاء باعتبارها برهانا على التقييم الذي طالما جرى السعي إليه، فإن الدعم يأتي بدرجة كبيرة من مستثمرين موالين من السعودية ومنطقة الخليج، إذ يقول بعض المحللين إن قيمتها تقل عن ذلك.

وتصدر إدراج أرامكو عناوين الأخبار بجميع وسائل الإعلام الرئيسية السعودية تقريبا يوم الخميس، بعناوين مثل ”أرامكو تعتلي عرش العالم“ و“أرامكو .. الوعد يتحقق“.

لكن محللين لدى برنستين وضعوا قيمة أرامكو عند نحو 1.36 تريليون دولار، وذلك بالمقارنة مع رأس المال السوقي لعملاق الطاقة الأمريكي إكسون موبيل الذي يقل عن 300 مليار دولار.

وكتبوا ”أرامكو السعودية هي أكبر شركة نفط في العالم وأكثرها ربحية- لكن الحجم ليس كل شيء“ مشيرين إلى خطر تباطؤ نمو صافي الدخل إذا ظلت أسعار النفط مستقرة.

وأشار تقرير لوكالة الطاقة الدولية يوم الخميس إلى ضغط على أسعار النفط، متوقعا ارتفاعا كبيرا في المخزونات العالمية بالرغم من اتفاق لأوبك وحلفائها لزيادة تخفيضات الإنتاج وكذلك انخفاض متوقع في إنتاج الولايات المتحدة ودول أخرى من خارج المنظمة.

وقالت برنستين إنه يتعين تداول أسهم أرامكو بخصم لا علاوة فوق أسعار أسهم كبرى شركات النفط العالمية، إذ أن حوكمة الشركة هي ”الخطر الرئيسي بالنسبة للمستثمرين“ في ظل امتلاك السعودية لأكثر من 98 بالمئة من الشركة.

وقال تيم لاف مدير الاستثمار لأسهم الأسواق الناشئة لدى جي.إيه.إم ”بغض النظر عن التقييم.. أحد أهم الاعتبارات بالنسبة للصناديق التي تدار بشكل نشط ستكون المعايير البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركة“.

وأضاف لاف ”مباعث القلق الرئيسية هنا هي تراجع معايير حوكمة الشركة وكذلك أمور بيئية نظرا لأن استثمار محفظة ما في أرامكو سيكون بالتأكيد له تأثير كبير على نصيبها من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون“.

وبلغت أسهم أرامكو، التي ربحت بالحد الأقصى المسموح به في بورصة الرياض البالغ عشرة بالمئة في أول أيام تداولها، 38.7 ريال (10.32 دولار) يوم الخميس، مما يرفع قيمتها السوقية لأكثر من تريليوني دولار. وبحلول الساعة 1026 بتوقيت جرينتش، كان يجري تداول الأسهم عند 37.10 ريال بارتفاع 5.5 بالمئة عن سعر إغلاق يوم الأربعاء.

وأظهرت بيانات رفينيتيف أنه جرى تداول ما قيمته 13.7 مليار ريال من أسهم أرامكو بحلول الساعة 1018 بتوقيت جرينتش، إذ شملت التعاملات حوالي 370 مليون سهم. شكل هذا أغلب إجمالي التداولات في بورصة الرياض بالكامل الذي بلغ 15.3 مليار ريال.

وفي مذكرة يوم الخميس، قال زاكاري سيفاراتي الرئيس التنفيذي لدلما كابيتال، ومقرها دبي، التي استثمرت في الطرح العام الأولي ”أداء السعر الأولي يؤيد فرضيتنا أن أرامكو حددت سعر طرحها العام الأولي بخصم لإفساح المجال أمام الصعود في التداول ولإتاحة الفرصة للمستثمرين الإقليميين للاستفادة من إدراج درة التاج“.

وقال سيفاراتي عن صفقة أرامكو التي أصبحت الأكبر في العالم بتخطيها إدراج علي بابا الصينية في 2014 بقيمة 25 مليار دولار ”يقل متوسط ما حصل عليه المستثمرون من المؤسسات عن سدس الأسهم التي طلبوها في الطرح العام الأولي، وتعين عليهم شراء أسهم بالسوق المفتوحة“.

طلب مدفوع بمؤشرات
ولأن أرامكو فضلت أن تبيع حصة أصغر من الأسهم وتعول بشكل أساسي على مشترين محليين ومن المنطقة، يتوقع بعض المحللين تراجعا قبل أن يستقر سعرها.

وقال متعامل في الرياض، طلب عدم ذكر اسمه، إن أغلب التداولات كانت على نطاق صغير، بين ألف و1500 سهم، بما ”يشير إلى أن بعض المستثمرين الأفراد فضلوا تحقيق أرباح سريعة“ إذ أنهم كانوا ”فرحين بربح ستة ريالات للسهم“.

وقالت آرثي تشاندراسكاران مديرة محفظة في شعاع كابيتال التي مقرها أبوظبي ”يجب ألا نتعمق كثيرا في قراءة التراجعات خلال اليوم. دعونا لا ننسى أن المستثمرين الأفراد لا يزالون يهيمنون على أكثر من 93 بالمئة من السوق، ومثل أي طرح عام أولي، ستحدث عمليات تخارج من جانب مستثمرين اشتروا الأسهم لاقتناص الأرباح السريعة للإصدار“.

ومن المقرر أيضا أن تنضم أسهم أرامكو إلى المؤشر الرئيسي لبورصة تداول ومؤشرات قياسية عالمية مثل إم.إس.سي.آي وفوتسي الأسبوع المقبل، وهو ما قال محللون إنه يجب أن يغذي مزيدا من الطلب، وبخاصة من مستثمرين خاملين يتتبعون مثل تلك المؤشرات.

وقال محلل بمنطقة الخليج طلب عدم الإفصاح عن هويته إن التعاملات من جانب مستثمرين في المنطقة قد تكون مدفوعة بنظرة السعودية نفسها لقيمة أرامكو.

وقال المحلل ”سيفكر المستثمرون: لماذا ينبغي أن تصعد أكثر...بينما يقيمها مالكوها عند تريليوني دولار؟“ مضيفا أنه عندما جرى إدراج البنك الأهلي التجاري في 2014، صعدت أسهمه بالحد الأقصى لعشرة أيام قبل أن يبدأ البيع.

حول الموقع

سام برس