بقلم/محمد العزيزي

يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا السبت  11/ 1/ 2020 م و هي على فكرة يوم إجازة بالنسبة للمسيحيين و اليهود و الأمريكان ، و الإحتفال هو بمناسبة تقارب ترامب و العرب أُُسريا ، حيث يحتفل ترامب بخطبة ابنته " تيفاني " و لا أحد يخلط بين الشوكولاتة التيفاني الإمارات و بين  تيفاني ابنت ترامب العروس  على العريس العربي اللبناني الثري "مايكل بولس" السبت في ولاية فلوريدا و بالتحديد في منتجع "مارالاغو" الفاخر الذي يملكه ترامب وفقا لبطاقة الدعوة التي وزعها البيت الأبيض وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة.

الغريب في الأمر أن ترامب و بيته الأبيض حدد السبت للاحتفال بالخطوبة بعيدا عن السياسة و الأحداث و التوترات الدولية ، كما أن الحفلة جاءت بعد أن قام هذا الترامب بعملية اغتيال للجنرال الإيراني الشهير و القوي قاسم سليماني و بجانبه المهندس و رفاقهما جوار مطار بغداد و جعل المنطقة العربية في حالة رعب و حراك سياسي و عسكري و توتر غير مسبوق تنذر باندلاع وانفجار الحرب في أي لحظة.

و نحن نقول و بعيدا عن التوتر و الأفراح أيضا .. و لو افترضنا مجرد افتراض  أن الصهير ترامب يمكن يتماشى مع عادات و تقاليد و أعراف العرب و بدأ يتعصب مع صهره الجديد أكيد  بأن هذا الصهر العربي الجديد ممكن يستخدم قوة عمه ترامب و إمكانية أمريكا في استهداف أشقائه و من يختلف معهم كما هو الحاصل الآن حيث يستعين العرب بالغرب ضد بعضهم البعض  و ما يفعله ترامب بالعرب و المسلمين في الوقت الراهن .. الكارثة ليست هنا بل في هوية هذا العربي و إلي أي المذاهب ينتمي فإذا كان سنيا ياويل الشيعة و إذا كان شيعيا فياويل السنة. . أما إذا كان درزيا أو مارونيا فياويل الجميع سنة و شيعة ، و الخوف أن يكون هذا الملعون العربي صهر ترامب يهوديا أو مسيحيا أو قبطيا عربيا فياويل السنة و الشيعة و الإسماعيلي و الإثنى عشريين و الزيود و الشوافع و الأباضيين و الصوفيين وووو الخ .. عقل عربي .

بلاش هذا الافتراض المتشائم مع قدوم العرس العربي الأمريكي و أخذنا نتحدث في السياسة و الابتعاد عن نظرية المؤامرة التي تتحكم بالعقل العربي .. طيب .. في السياسة لا أحد يمكن أن يفسر هذا الحدث و الاحتفالية بالبراءة و أنها مجرد عرس وزواج فقط ..  بل كثيرون سيفسرون هذا الحدث  إلى تفسيرات  و تكهنات و حسابات و فرضيات وفق كل توجه سياسي و عسكري و مصلحي .. نعم أنا شخصيا و في اعتقادي  لا أر مطلقا براءة هذا الفرح و السرور في البيت الترامبي من حيث التوقيت و جنسية العريس و الحالة المتشنجة و الملتهبة بالمنطقة العربية و بعد فعلت ترامب و البيت الأبيض و البنتاجون .

أيضا بلاش هذا التفكير المزعج و نحسب الأمر من جانب مادي و عاطفي ، بمعنى أن الصبية و الفتاة تيفاني قد وقعت في شباك العربي بولس و هي تعشقه و تموت في دباديب قلبه و صاحبنا العربي طلع رجال كما يقول العرب  ، اعتقد في هذه الحالة سلمت المنطقة برمتها من عدوانية الصهير ترامب و السياسة الأمريكية إذا ما حسبنا الأمر وفقا للعادات العربية  ِ

أما الشق الأخر إذا كان الموضوع ماليا و اقتصاديا بحساب الأمريكي ترامب ، نحن نعرف شهية ترامب في تحصيل الأموال و الصفقات التجارية فهو تجار أمريكا الأول و يتفنن في حلب العرب و ابتزازهم و سرقة أموالهم ، تراضيا أو غصبا .. فهل ترامب صاهر أو صهر العرب لأهداف تجارية بحتة  خاصة و الصهر العربي لترامب ثري و يملك مليارات من الدولارات و قد دفع الثري العربي مبالغ خيالية للظفر بالتيفاني و دفع أيضا مقدما قيمة و تكاليف الحفلة التي تقام في الفندق الفاخر الذي يملكه ترامب ، إذا كان الموضوع إلى هنا فقد سلم الله و المنطقة و كما قال المثل من رضي بنفسه كالوا فيها رماد .

بس يظل في النفس شيء كيف ترامب يعمل بالعرب و المسلمين كل هذه الفضائع و الجرائم ويدعس العرب و المسلمين و يهين كرامتهم و يسلب أموالهم و ثروتهم و يتحداهم برد الصفعات التي وجهها لوجوه العرب والمسلمين إن استطاعوا ردها ، و فوق هذا كله يجري صفقة زواج ابنته بالعربي الثري و العرب الأثرياء   يهرولون إلى أحضان الأعداء و يطلبون القرب منه و الانتماء له مع أن بنات العرب كثير و الأثرياء منهم على وجه التحديد .

إذا و بعد كل هذه التخمينات و سوء الظن يمكن القول بصيغة السؤال و الاستفسار ، هل بهذه القرابة  و النسب ستكون العلاقة الأمريكية العربية على ما يرام و فاتحة خير بين العرب  و الأمريكان و ستختلف سياسة الصهير ترامب مع أصهاره وأنسابه و إيقاف حمام الدم و أخراج المنطقة العربية من حالة التوهان و التناحر و القتل و الدمار .. أم أن الزيجة العربية الترامبية هي محض صدفة و لا تبنى عليها أي مواقف سياسية أو عسكرية .
بصراحة إذا الشوكولاتة تيفاني بنفس جودة و مواصفات إيفانكا فلا مشكلة قبول علينا الصفقة كمهتمين و متابعيين لشؤون بعضنا ، لكن أنا أخشى على صاحبنا العربي بولس  من عملية الغش و المغالطة ، لأننا العرب نرضخ سريع " ملججين " ..

أقصد أن المهم من وراء  هذا كله تكون  هي الشهرة و الهنجمة و التفاخر على بعضنا البعض .. كتفاخرنا  بأعلى برج و أكبر ساعة و أول عربي يتزوج من رئيس أمريكي .. بمعني أن الحاذقين الغربيين يخادعون السذج من العرب و في النهاية نقول يستاهل .. عقل العرب .بصراحة إذا الشوكولاتة تيفاني بنفس جودة و مواصفات إيفانكا فلا مشكلة قبول علينا الصفقة كمهتمين و متابعيين لشؤون بعضنا ، لكن أنا أخشى على صاحبنا العربي بولس  من عملية الغش و المغالطة ، لأننا العرب نرضخ سريع " ملججين " .. أقصد أن المهم من وراء  هذا كله تكون  هي الشهرة و الهنجمة و التفاخر على بعضنا البعض .. كتفاخرنا  بأعلى برج و أكبر ساعة و أول عربي يتزوج من رئيس أمريكي .. بمعني أن الحاذقين الغربيين يخادعون السذج من العرب و في النهاية نقول يستاهل .. عقل العرب .

حول الموقع

سام برس