بقلم/ طه العامري

لن تعرف اليمن الأمن والاستقرار والتقدم الاجتماعي ، طالما بقى السلاح بنظر البعض هو زينة الرجل وعنوان الرجولة ، السلاح لم يكن يوما عنوان الرجولة ولا زينة الرجل ، بل هو كارثة اجتماعية وأخلاقية وحضارية وعنوان تخلف اجتماعي ،ودليل على الجبن والخوف وغياب الدولة والمؤسسات وتأكيدا على أننا نعيش في مجتمع ظالم لنفسه ، مجتمع تغيب فيه كل قيم العدالة والدين ، وتخلوا من وجدان أهله كل مشاعر الايمان .؟!

فعلى مدى ثلاثة عقود كنا نطالب بقانون حمل السلاح لكن زعيم ( دولة الحصبة ) وقف حجرة عثرة أمام صدور القانون من مجلس النواب ، ولا اعرف أن دولة أو نظام يحترم نفسه قد سبقنا لعرض مثل هذا الأمر على النواب ، لأن هذا قرار يتعلق بالنظام والدولة ويفترض فرضه إجباريا دون العودة للتشريعات النيابية لإقراره ، بل هذا من أولى واجبات الدولة والنظام السياسي ، ولكن للاسف لم نتمكن من تحقيق اولى مقومات الاستقرار وهو منع المظاهر المسلحة ، لتتوالي الأحداث ثم يصبح السلاح رديفا للهاتف السيار وعنوان التقدم السائد في اليمن مشفوعا بثقافة تكريس الموت وكأن الله لم يخلقنا لنعيش ونعمر الأرض بل خلقنا لنموت قتلا بالشوارع والأزقة والقرى والمدن وحيث وليت وجهك فثمة لوحة تدعوك للموت وتعظم الاموات ؟!!

نعم الدفاع عن الوطن والكرامة والسيادة واجب مقدس ، لكن على مؤسسات سيادية والسلاح يجب أن يكون بيد الجيش وليس بيد من هب ودب حتى صاحب العربية الذي يبيع الترمس تجد تحت وعاء الترمس لديه بندقية ، انتشار السلاح وتسويق ثقافة الموت ظواهر كارثية خطيرة على السكينة المجتمعية ، فهناك شريحة واسعة من الشعب بل الغالبية لا تؤمن بثقافة السلاح بل تؤمن بقيم الدولة ودورها ورسالتها ، ومن يتولى مسئولية الدولة عليه أن يتحمل مسئوليته أن كان جادا في بناء دولة وإدارة وطن ،اما اسلوب تشجيع ثقافة السلاح وتسويق وترسيخ ثقافة الموت فهذا يعني أن لا دولة ولا يمكن لمن يستخدموا هذا السلوك أن يقيموا دولة ..!؟!

بعيدا عن جدلية وتداعيات الحرب والعدوان فإن البلاد تتجه إلى المجهول حتى مع انتهاء الحرب وتوقف العدوان فكمية الأسلحة المخزنة لدى الشعب تكفي لابادته عشر مرات ، ويكفي هذا أن يجعلنا نجزم وبشكل قاطع أن لا دولة يمكن أن تقوم في هذه البلاد طالما وهناك من يتبني الفوضى والعبث لانه بدونهما لا يقوي على العيش ولا على الديمومة ، فهناء أطراف ترهن بقائها وتسلطها على السلاح وعلى ثقافة دينية مغلوطة وأعراف قبلية مزيفة ..؟!.

حول الموقع

سام برس