بقلم/ احمد الشاوش
قطرن ملوك الروم والفرس والفراعنة وخلفاء المسلمين شعوبهم في سبيل السيطرة على المُلك ، ورقَص القياصرة والشيوعيين والفاشيين شعوبهم بالقوة وخدر كهنة الناصريين قواعدهم بالمبادئ التي ذابت أخيراً في أحضان الرجعية وهيج المؤتمريين الشعب بخطابات السبعين الرنانة وخدر المجلس الانتقالي أبناء الجنوب بالطموح والوهم القاتل وسيطر حزب الاصلاح على عقول القواعد من الرجال والنساء بالخلطات السرية والفتاوى المذهلة وجنن الحوثيين كوادرهم بإيقاع الموت لأمريكا وتحرير القدس وزامل ارض ارض ، واستخدم كل الملوك والامراء ورجال الدين وقادة الاحزاب والسياسيون لغة "التنجيم" وعلم "الحيل" ، واساليب الترهيب والترغيب وليات ام رجال لتحقيق مصالح خاصة ، بينما لو صدقوا جميعا ما عاهدوا الله عليه لـحقنوا الدماء وحفظوا الاموال وتوحدت أيدي سبأ ونهضة الامة من جديد وحل السلام.

وقطرن الامام أحمد حميد الدين الشعب اليمني في محاولة لدراسة الرأي العام وحالة الوعي السياسي والاجتماعي بعد ان وصلت تقارير سرية تُحذره من السخط الشعبي وتوقعات بحدوث انقلاب أو ثورة ، لكنه سرعان ماطرح بالون أختبار بإصدار فرمان ملكي للشعب بـ"القطرنة" بعد ان طرح اشاعة ان الشياطين فلتت ، فكانت الاستجابة للقطرنة بنسبة 99% ، ما أكد له ان الشعب اليمني مازال أسيراً للأساطير وان نسبة الجهل 99% ، وبهذه الحيلة رَقَصَ الامام الشعب بعد ان سيطر على العلماء والمثقفين وصار الفقر برنامج حياة.

وماهي إلا سنوات حتى زاد الوعي الثوري وقامت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وأصبح عبدالله السلال رئيساً للجمهورية العربية اليمنية وبلطافته وبساطته وخفة روحه واصل النضال وتثبيت مداميك الثورة وقادها الى بر الامان ، رغم معرفته بالمؤامرات الكبيرة على مستوى الداخل والخارج ، ومن الطرافة انه أثناء وجوده في ذمار طلب منه أبناء ذمار ان يعمل لهم "ميناء" ، فرد عليهم ممازحاً يا أهل ذمار عليكم البحر وعليا الميناء ما يدل على ان قطار الجهل مازال مسيطراً على الشعب رغم ذكاء الذماريين.

وبعد فترة أصبح القاضي عبدالرحمن الارياني رئيساً لليمن الشمالي واستطاع الارياني بدهائه السياسي ان يدير الدولة رغم ولاءات الجيش والمشايخ والقبائل ومراكز القوى العابثة ، وفي أحد الايام رفعت الادارة المختصة بمكتب الرئيس عبدالرحمن الارياني كشف حساب الى رئيس الوزراء عبدالله الكرشمي متضمناً استهلاك القاضي الارياني واسرته نحو 90 دجاجة في الشهر بواقع ثلاث دجاج كغداء يومي له واسرته ما ادى الى صدمة لدى الكرشمي " البخيل" الذي اعتبر ذلك الرقم نوع من الاسراف والفساد ، معلقاً.. هذا رئيس دولة ولا " ثعل " دون ان يدرك موائد ملوك وامراء ورؤساء الامس وتجار وموظفي الضرائب والجمارك والمشرفين اليوم التي تكفي لإشباع قُرى أو دور أيتام ومستشفيات.

وملك الرئيس ابراهيم الحمدي قلوب الشعب اليمني بنزاهته ورَقَص الشعب بخطاباته الوطنية والقومية والتصحيحية الصادقة التي عبرت عن مكنونات الشعب اليمني إلا ان ثقته وعدم حذره من المشايخ والقيادات الذي قصقص أجنحتهم أثار الرياض التي اوعزت الى قوى الغدر بتصفيته قبل الشروع في بناء اليمن الحديث وصارت قضية الحمدي كلمة حق يراد بها باطل على غرار ايقاعات قميص عثمان لدى تجار الحروب وقادة الأحزاب واعشار المثقفين الانتهازيين المتلونين كالحرباء.

وأستطاع الرئيس علي عبدالله صالح ترقيص الشعب اليمني طيلة 33 عاماً وزادها ثلاثاً بالرقص على رؤوس الثعابين إلا ان الحوثيين رقصوا على جثت صالح بعد ان سلم لهم كل شيء وأصبح ظاهرة صوتية ، لاسيما بعد ان قصقصت السعودية أجنحته بقصف صالة عزاء الرويشان وتصفية قياداته العسكرية والأمنية وتهديد السعودية بكشف الصندوق الأسود واعلانه الانتفاضة ضد الحوثيين ما طوى صفحته الى الابد.

ومن الاقدار العجيبة ان أصحاب نثرات 2011 من الاصلاح والمشترك ضغطوا على الرئيس صالح بتسليم السلطة الى أيادي "امينة" ، وتمت عملية التسليم الى أسوأ وأضعف شخصية يمنية غير امينة باعت اليمن في سوق النخاسة منذ اليوم الاول لتولي الرئاسة في اليمن بدعم محلي واقليمي ودولي!!؟.

ومن طرائف التاريخ الحديث ان الشعب اليمني ابتلاه الله بالقوى السياسية الفاجرة والرئيس هادي الذي أعجز خبراء اللغة العربية وصدم المترجمين وعطل الترجمة الفورية لمحرك قوقل وأسقط صواريخ ناسا وأخفى اليمن من الخريطة وأضحك الشعب بخطاباته ولهجته بعد ان رَقَص مع التحالف رقصة الزار ورَقَصَ الشعب والقوى السياسية اليمنية على واحدة ونص من فندق 5 نجوم ، وعلى عينك يامواطن!!؟.

وتأتي الاقدار بالحوثيين للوصول الى السلطة عبر خيمة ساحة الجامعة ووقع اغنية ابوبكر سالم "مراحيب" ، وخطاب الزنداني ومغازلة صعتر وفرقة اليدومي وزغرودة قوارير حزب الإصلاح .. حيا بهم.. حيا بهم ودعوة حميد الأحمر الحكومة الاعتذار للحوثيين في الحروب الستة نكاية بصالح ، لتدفع تلك الاستفزازات والمؤامرات صالح الى الشراكة مع الحوثيين انتقاماً من فجور الاصلاح الذي قلب الدنيا رأساً على عقب وكبح جماح وغرور حميد الأحمر الذي أرتزح الى قبيلة حاشد وحماقة الاشتراكي والناصري الذي حركته ثارات سياسية قديمة ممزوجة بعواطف قروية وتصفية حسابات شخصية.

وعلى طريقة تشقر تشقر دخل يرقص أستفاد الحوثيون من خلافات وحقد وفجور الجميع وطعفر الحوثيون بالمنخنقة والمتردية والنطيحة بعد ايقاعات الجرعة وسيمفونية شرق شرق ثورة على كل السرق ليكتشف اليمنيون ان كل القوى السياسية والدينية والتقدمية بلا مشروع وطني وغارقة في التبعية حتى النخاع رغم الشعارات والعناوين الصاخبة.

والغريب ان بعض اليمنيين وفي مقدمتهم "طوق صنعاء" وشياطين تعز وعفاريت عدن ، واباليس مأرب تم برمجتهم وفق آلية غريبة لا يعرف طلاسمها إلا الراسخون في العلم والمالكون لخزنات وبنوك السعودية والامارات وقطر ودولارات العم سام وغرف إسطنبول وحوزات أصفهان وتجار الحروب الذين حولوا البعض الى مرتزقة ومنافقين وعلى اهبة الاستعداد للقيام بعمليات الخطف والتعذيب والقتل والخيانة والاحتراب في قضايا ومعارك أشبه بالسراب تارة من أجل العيش للبقاء على قيد الحياة وأخرى طمعاً في الاثراء الغير مشروع وأخرى تحت غطاء الوطن، مشوهين بالتاريخ الحضاري والمكانة الرائدة للشعب اليمني الشامخ الذي كان ومازال وسيظل عربي اليد واللسان ، منذ ان كان رافعاً رأسه نحو الشمس قبل الاسلام وشامخاً منذ فجر الاسلام وسهاماً في صدر الاسلام ، وما مآثر اقيال سبأ وحمير وبلقيس وأروى وغيرهم ممن تبقى من الشرفاء والوطنيين اليوم من كل الأحزاب إلا دليل ناصع وشاهد عيان على عظمة الشعب اليمني .

فهل يُدرك اليمانيون ماضيهم التليد وحاضرهم الملغم ومستقبلهم المجهول.. نأمل صحوة شعب واتزان حاكم وعودة الضمير الغائب واستلهام قيم الاباء وحكمة الاجداد وشجاعة العظماء؟.


حول الموقع

سام برس