بقلم/ عامر محمد الضبياني
بصراحة استوقفتني قصة الرجل واستلهمت منها عددا من الدروس والعبر، وقبل ان نتكلم عن تلك عن تلك الدروس يجب ان نوضح لكم من هو كارلوس غصن!

كارل غصن رجل أعمال لبناني حاصل على الجنسيتين الفرنسية والبرازيلية، التحق في بادئ الأمر بشركة رينو لصناعة السيارات كموظف بسيط وفي غضون ثلاث سنوات صعد الى أهم المناصب الادارية في تلك الشركة..

وفي وقت كانت شركة رينو تواجه الافلاس، انقذها هذا الرجل وجعلها تتعدى مرحلة الخطر بإتخاذ عددا من الاجراءات والتدابير ومن ثم جعلها تحصد المليارات تلو المليارات كأرباح ومكاسب.

أشتهر الرجل وذاع صيته وأصبح محط أنظار الجميع، استضافته عدد من الشركات والمؤسسات والدول، اخذت الشركات والمؤسسات بافكاره وخبراته.. استقطبته مؤخرا اليابان كخبير، وافق الرجل وانتقل الى طوكيو ليتولى ادارة شركة نيسان التي كانت تشهد الافلاس، انقذها كارلوس من الافلاس وجعلها في غضون اشهر تكسب المليارات وتعود الى السوق وبقوة.

تم تخليد الرجل وتكريمه كبطل في اليابان وأوكلت اليه عددا من المهام الاخرى منها انقاذ شركة ميتسوبيشي فتولى ادارتها مع احتفاظه بمنصبيه السابقين كمدير تنفيذي لكلا من شركتي نيسان ورينو، أنقذ الرجل شركة ميتسوبيشي من الافلاس وعادت وبقوة.. جمع الثلاث الشركات (نيسان وميتسوبوشي ورينو تحت مكون واحد.. اغتاظ اليابانيين من ذلك واعتبروه محاولة لاخضاع الشركات الوطنية للهيمنة الاجنبية خصوصا وان شركة رينو ليست يابانية.

تم القاء القبض على الرجل وايداعه السجن بتهم اقامة الحفلات والرشاوي واختلاس الاموال.. تم الافراج عنه بكفالة تسعة مليون دولار ووضعه تحت الاقامة الجبرية والحراسة المشددة.. الرجل يغادر اليابان الى لبنان، الامر الذي اثار هلع اليابانيين كيف غادر كارلوس البلد الأول إلكترونيا وأمنيا على مستوى العالم.. لبنان تنقسم ما بين مؤيد ومعارض لاستقبال الرجل.

وحول قصة هروبه أصر الرجل على عدم بأي معلومات لوسائل الاعلام فيما ترجح الحكومة اليابانية الى ان كارلوس هرب بمساعدة شخصين يعملان لدى شركة عالمية متخصصة في اعمال التهريب عن طريق وضعه في صندوق آلة موسيقية كبيرة والذي لم يخضع هذا الصندوق لاجهزة التفتيش في مطار طوكيو لكبر حجمه الامر الذي يشير الى تواطئ موظفين في المطار والسماح للصندوق أن يمر تفتيش.

والان نستفيد من هذه القصة الاتي:

- مهما حصلت على جنسيات عدة فلن تغنيك عن جنسية بلدك الذي لن يستقبلك في احلك الظروف سواه.

- اليابانيون فنيون ومهنيون ولكنهم لا يمتلكون الفكر الاداري القادر على احداث التغيير.

- العقل العربي قادر على احداث التغيير ولكنه كل ما حاول تم كبح جماحه.

- عندما يتدخل النظام السياسي في القضاء تختفي موازين العدالة.

- الانسان هو الثغرة الوحيدة التي تستطيع اختراقه في أنظمة التفتيش الالكترونية.

- مبلغ كبير من المال يجعل موظف أهم قطاع يبيع بلده في أهم قضية.

- من تتلطخ سمعته بالفساد لن يعد موضع ترحاب حتى في وطنه.

- كعادتها اليابان تستقطب الخبراء والغريب انها باتت تحيك لهم المؤامرات بعد انجازهم المهمة.

حول الموقع

سام برس