بقلم/ محمود كامل الكومى
حين أَمسَك بتلابيب أقطار أمتنا العربية حكام ,مجددين العهد والولاء للأمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية – تلك القوى الأستعمارية التى أصطنعت مايسمى بالمسيحية الصهيونية لتضحى أخطبوط يلتف حول الأسلام- فقد غدا هؤلاءالحكام يقدمون فرائض الولاء والطاعة لهذا الحلف المسيحى الصهيونى الذى اتضح انه ماقضى على شيوعية الأتحاد السوفيتى اِلا ليتفرغ للقضاءعلى الأسلام ومن أجل ذلك أِستُعمل حكام الخليج والسادات لحظة أن مولوا القاعدة وشجعوا عناصرها المُصنعة صهيونياً وأمريكياً لمحاربة الأتحاد السوفيتى فى أفغانستان .

الفوضى الخلاقة أستراتيجية أمريكا لبثها فى بلاد العرب قلب الأسلام , وقد كان ,حتى صارت الحكومات المُشَكَلِة بعد ثورات على طغيان الحكام - حُولت لفوضى عارمة – حكومات سماسرة للبنك وصندوق النقد الدوليين الصهيونيين ,فأنبرت تتبارى فيما بينها لتنفيذ ماترمى الية المسيحية الصهيونية من تَحلُل الأسلام .

كان التكتيك المُتبع لتشويه الأسلام هو ما صنعوه من حركات جهادية أسلامية كالقاعدة وداعش والنصرة وغيرها , وكانت الأوامر بتمويلها من دول الخليج , حتى صارت شياطين تشين الأسلام , وتلصق به الأرهاب والغلظة وبالسلف الصالح المبيقات حين ينسبوها اليهم , وذلك لينفر منه الناس , ويتبرأوا من الصحابة والسلف والتراث, الناصع البياض, تماما كما فعلوا مع المصانع وشركات القطاع العام التى بناها الشعب فى عصر جمال عبد الناصر , والتى كانت تقود استقلال مصر بعيداً عن المراكز المالية الصهيونية والأمبريالية , ولحظة أن صعدت روح جمال عبد الناصر الى بارئها , أنفذوا البعض من الرأسماليين لسرقتها وتدميرها , وكان ذلك مدعاة ليقضوا على مصانع الشعب وقطاعه العام , بحجة أنه عنوان للفساد ( الذى صنعوه)فصار البديل بنكهم الدولى الذى سيطر على أقتصاد البلاد وأرتهنت أصولها له .

والآن صار الأرهاب ( الذى صنعوه)مدعاة للقضاءعلى الأسلام , والتكتيك موكول لحكام البلاد العربية ,واِلا أهتزت عروش الكراسى الملكية , فكان طرحهم ( تجديد الخطاب الدينى )كعنوان يراد به باطل الأباطيل .
لم يجرؤ ايهم أن يطرح تجديد الخطاب الدينى فى المسيحية واليهودية , فالنية لم تكن صافية ولا صفية , وانما كانت النية مبيته لتجديد الأسلام لا الخطاب الأسلامى !

فالخطاب فى عمومه لايحتاج لمن ينادى بالتجديد ولا لمن ينادى بالتمسك بالموروث والتراث – لكن الخطاب أى خطاب دينى أوغير دينى دائما يحوى المجددين أو المحدثين والمتمسكين بالأصول والتراث , وكان التجديديفرض نفسه أتوماتيكيا .

ولقد لاحت بوادر الحرب على الأسلام من داخل البلاد وهو الأخطر والذى يجب أن تواجه بتوجية بصيرة الناس ,فليس المطلوب هو تجديد الخطاب الأسلامى ,لكن المطلوب القضاءعلى الفقر والجهل والمرض والتحرر من ربقة الأستعمار فيما يريد أن يفرضة من حريات منافية للأسلام كحرية الشذوذ وزواج المثليين والعرى وأباحة الخمر وايقاع واغانى الزار التى تفرض ايحاءات جنسيه وكلمات سوقية تفرز مستمعى الغريزه وترسخ لعادات وايحاءات غير أخلاقية , فيغيب العقل وتصير الشعوب كالبهائم تسوقها المسيحية الصهيونية وتفرض عليها التلمود وهيكل سليمان بعد هدم الأقصى والمسلمين منومين مغنطيسيا .

وكان المثال الصارخ والأنجرار وراء الغرب الأمريكى مجسداُ فى المسيحية الصهيونية , حين شرعت أحدى الدول العربية تمنع نصوص القرآن الثابته والجلية وتهدرها وتأتى بمنع تعدد الزوجات حين تلوح موجباته ( وما احوجنا اليه الآن)بل ومخالفة القانون الآلهى فى الميراث بتشريعات وضعية تخالف النص القرآنى , وأباحة زواج المرأه من غير المسلم – وأنجرت اخرى تنفذ ماترمى اليه المسيحية الصهيونىة , حين طالبت باقتصار مصادر الشريعة على الكتاب وطرح السنة جانبا الآن (تحت مقولة تجديد الخطاب الدينى ) فكانت للباطل عنوان , وشنت الحرب على الأمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر كرمز أسلامى وسطى يريدون هدم الأسلام من خلال تدنى قيمته وأستباحة رمزيته , وجندت الصحافة الصفراءالمموله من الصهيونية والبترودولار تهين الرجل وتحطم مأذن الأزهر الشريف دون أعتبار لتاريخ أو تراث , فكان الهجوم الضارى على التراث ودس الأحاديث والوقائع الصهيونية بحجة انها تراث اسلامى يجب التبرأ منه وتبعا من سنة رسول الله , فكانت ثانية الأثافى بعد هدر أيات بينات من القرآن , وغدت الجامعة الأمريكية فى القاهرة عنوان للهجوم على الأسلام ليس من اجل الأجتهاد ولكن أملا فى حريات الجنس والشذوذ واللواط , وسخرت الفضائيات لأغانى الحشيش والخمور والمهرجانات أملا فى هبوط الأذواق والتدنى بالأخلاق بمايجافى تعاليم الأسلام .

ويبقى النفاذ الأعظم للمسيحية الصهيونية التى يمثلها ترامب الآن فى دولة الحرمين الشريفين بماتمثله من قبلة للمسلمين حين فرضوا عليها أن تخلع رادء الجلال والوقار وبدلا من أن تساير الحريات التى فرضها الأسلام من حقوق شرعية للمرأة وعدم تمويل الحروب وتمويلها وشنها على المسلمين وتوزيع الثروة بالعدل والأحسان والأنفتاح على ثقافة الآخر بما يحقق التنوير والأزدهار – سَيَرُوها الى العرى والحانات والبارات والملاهى الليلية واغانى الفجور والمهرجانات ليتدنوا بقيم دولة شعيرة الحج ركن الأسلام .

وفى جميع الأحوال يجب أن نؤوب خاضعين الى هدى الله وصراطه المستقيم , ونفتح أعيننا لما يحاك بنا وبما يريده الأعداءمن القضاءعلى أسلامنا بحجة واهية هى تجديد الخطاب الدينى كحق يرادبه باطل وبعنوان مطاط هو الحريات بما تعنى من استباحة الأديان والحرمات وأهدار الأخلاق , وعلينا أن نعظم الثابت من النصوص , وأعمال الفكر فى المتغير ليتوافق ويتوائم مع الزمان وضرورات الحياة فالتجديد مطلوب , فيما لم يرد به نص ثابت من نصوص القرآن ومن سنة عليها أجماع , والتراث هو التاريخ والتاريخ عبره وعظة ودرس يدق فى عالم النسيان والمتغير هو الذى يتغير ليوائم هذا المتغير وقفنا عنده لاندرك تغييره وهنا وسوس لنا الشيطان ان نعتدى على الثابت .

اللهم ثبتنا عند السؤال , وأعوذ بك من كل شيطان مارق ومن سلطان جائر يساير أعداءالأسلام والأنسانية جمعاء .

*كاتب ومحامى – مصرى

حول الموقع

سام برس