بقلم/ جميل مفرِّح

أشعر بنبضات قلبك الآن تنتظم خيط الذكريات وتتذكرنا، تتساءل عنا وعن أحوالنا.. تهمهم بأغانينا المشتركة وتردد أجمل ما ذرفناه معاً من يوميات ومشاعر وحبر..

حيزنا من قلبك ومحبتك ما يزال مشغولاً بنا وبهمومنا اليومية وبخطواتنا وعثراتنا، باحتفالاتنا وأحزاننا.. تعوَّدنا منك دائما على مشاركتنا إياها.. وكأن جزء لا يتجزأ من كل منا..

قلبك الكبير جداً مطبوعة على جدرانه ذكرياتنا وأغانينا ونصوص محبتك التي كنت تكتبها بعناية فائقة.. ولا يستبعد أبداً أن نكون نحن من يقف وراء ارتباكه الآن..

أيها الفيض الغامر من الحب والوفاء.. كيف سنستطيع اللحظة أن نكون مثلك وأنت ترمم قلوبنا من الأحزان والهموم والأحلام المتعثرة..؟!
كيف لمشاعرنا وأحاسيسنا أن ترقى رتبك العالية وتدرك آفاقك المتسعة..؟!

نقرّٰ بأننا أعجز من أن نكون أنت ولو لوهلةٍ واحدةٍ.. وندرك أن مشابهاتك محاولات بائسة، ولكن ليست يائسة.. لأننا متيقنون تماماً من أنك وجهة محبة ووفاء مفتوحة الحدود..

معاذ.. مثل قلبك لا ينام فجأة قبل أن يطمئن علينا ويحمي أثاث قلوبنا من العواصف.. مثل قلبك لا يتثاءب ولا يطفئ الشموع ونحن بضيافته.. مثل قلبك الأبيض الدافئ لا تنام مصابيحه ولا تستريح ستائره باكراً..

أيها الصديق الحبيب، الزميل العزيز، الرفيق الأوفى..
ثمة وعكة تعترض صديقاً ما.. وكالعادة أجزم بأنك لن تتأخر عن أن تدعونا إلى اقتطاف باقة ورد وكتابة بطاقة وفاء وتسجيل لحظة حب.

معاذ.. لن ترضى المشيئة الإلهية بأن نرتجف برداً وفقداً بعيداً عنك الآن.. لأننا ما نزال كل لحظة نعبر عن حاجتنا لصداقتك ومحبتك، وعجزنا عن الإيفاء بمواعيدنا دون قلبك..

معاذ.. تواعدنا مؤخراً بأن نأنس في ضيافة قلبك كما نفعل دائماً.. وما نزال جميعاً حتى الآن نثق في أنك ممن يعشقون الإيفاء بمثل هذه المواعيد.. نعلم جيداً أنك سترمم قلبك لمجيئنا وتكون في انتظارنا.

معاذ.. ربما يكون قلبك قد أجهد في لحظة غفلة.. ولكنها ليست آخر اللحظات، وليس قلبك الذي يعلن الاستسلام للحظة مارة أو عثرة عابرة.. ما يزال ذلك القلب يضخ الكثير من الحب والوعود المتفائلة التي علمتنا كيف نعشق الانتظار ونتباهى بالوفاء.

حول الموقع

سام برس