بقلم/ احمد الشاوش
انتهى زمن المعارك والحروب ، والانقلابات والثورات ، والحصار والتجويع ، لم يعد للشعارات والخطابات الايدلوجية والسياسية والدبلوماسية الناعمة واسقاط الدول من الداخل صدى بمجرد بدء عصر الحروب البيولوجية المبرمجة التي ارعبت العالم بإصابة 174 ألفاً ووفاة 6684 ، وحل الفيروس المصنع بالأيادي الخبيثة التي فتكت بالدول والشعوب والمنجزات محل الجواسيس وأصحاب الطابور الخامس بصورة وحشية لا نظير لها في عالم صراع الجيوش والوحوش والعروش.

وشاهد الحال اليوم ان عصر القنابل الذرية والهيدروجينية والصواريخ العابرة للقارات ولى ، وان اسطورة البوارج والسفن البحرية والقوات الجوية والبرية والاقمار الاصطناعية انتهى ، وان رعب أسلحة الدمار الذي يُهدد بفناء البشرية وقرب نهاية العالم أصبح مجرد وهم رغم بشاعتها وخطورتها ، وانه بإمكان أصغر" فيروس " في الكون تم تصنيعه وتخليقه وتطويره في مختبرات دولية أو شركة ادوية أو جماعة إرهابية مع سبق الإصرار والترصد ان يحول المجتمع الدولي وأكبر امبراطورية في العالم الى " مقابر" واطلال ، بعد ان تحول الى وباء وجائحة تجاوزت قارات العالم دون الخوف من طغيان أمريكا وقوة روسيا والصين وجبروت بريطانيا وايطاليا وفرنسا وتوحش إسرائيل والتاريخ الاستعماري خير شاهد على الطغيان.
جرائم إنسانية بشعة وفكر متوحش وثقافة قاتلة وتاريخ حافل بالأجرام والعنصرية والاستغلال اباد الهنود الحمر واستعبد القارة السوداء وقتل الليبيين والجزائريين والفلسطينيين ومزق البوسنة واليمن والعراق ،، وانتاج أجيال من أسلحة الدمار الفتاكة التي أودت بحياة 200 مليون بالطاعون الأسود و 50 مليون بالأنفلونزا الاسبانية وسارس والايبولا والايدز وانفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور ،،،.

ما جرى في الصين من كارثة إنسانية ، ورعب بلاحدود في كوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران وفرنسا والعالم العربي أحدث شلل تام في جميع مناحي الحياة وجرائم إنسانية فضيعة وخسائر عالمية خير شاهد على ان الحروب البيولوجية المبرمجة قادمة وان مصاصي دماء الشعوب وثرواتها ومواقعها الاستراتيجية ينطلقون من مقولة " الغاية تبرر الوسيلة " حتى لو ذهب العالم الى الجحيم وانتهى مليار ونصف صيني بحضارته وصناعاته واستثماراته ومدنه بفيروس " قاتل" تم نثره عبر الهواء الطلق ، او نقله بحقن بعض الحيوانات والأشخاص لتدمير الدول الصناعية المنافسة وانهاكها بالوباء للسيطرة على التجارة العالمية.

وما يدعو للحيرة والاسف ان بعض دول الخليج تعقد الكثير من الصفقات السرية والعلنية للحصول الطاقة النووية والأسلحة الفتاكة والصواريخ المدمرة بمليارات الدولارات رغم انها أصبحت غير مجدية في ظل الحروب البيولوجية وعجز موازناتها تحت ذريعة حماية الامن القومي والمخاطر الخارجية بينما لا تستطع ان تبتكر جهاز كشف لتشخيص حالة مواطنيها او ابتكار " عقار" لمكافحة فيروس كورونا أو غيره من الفيروسات او الاهتمام بالإنسان.

لقد بدأت الحرب البيولوجية منذ عشرات السنين ودفع العالم مئات الملايين من الضحايا ثمناً لنزوة طغاة العصر الحديث ، وظلت الأفكار المتطرفة تطور تجاربها الوحشية وتنثرها هنا وهناك وتغطي جرائمها البشعة عبر خداع الرأي العام الدولي بالأخبار والتقارير والتحقيقات المضللة لوسائل الاعلام الدولية التي تسيطر عليها ، وبعد دمار مالطا يعلن الرئيس ترامب قرب التوصل الى عقار جديد ويكشف رجل اعمال امريكي التوصل الى علاج للفيروس وتبدأ مزيقة الاختبارات والتطوع وتعلن بعض الدول المتواطئة بإن لديها اصابات وانه تم شفاء بعض الحالات قبل التوصل لإنتاج علاج ضد كورونا لتكتمل نظرية المؤامرة !!؟ ويعلن البعض الاخر بإصابة بعض مواطنيه من اجل الفوز بـجائزة "مليار دولار " من منظمة الصحة العالمية مجاناً !!؟ ومسؤولين ينتهزون الفرص بهدف الشحت من التجار والمواطنين للتبرع قبل ان يصيب البلد كورونا رغم اننا اصبحنا خارج اطار العالم!!؟ وفي نهاية المطاف يتم التصريح بنجاح التجارب على عقار كورونا ويبدأ التسويق وتبدأ منظمة الصحة العالمية وشركات الادوية الصفقات المشبوهة بتوزيعه وجني المليارات للقاتل أوعلى الأقل لمصاصي دماء الشعوب ، ما يؤكد ان عصر الحروب البيولوجية القذرة بدأ يلوح في الأفق في ظل غياب الاخلاق والقيم الإنسانية وتجار الحروب.

أخيراً.. الشكر موصول للصين رئيساً وحكومة وشعباً على الاجراءت الاحترازية والقدرات العجيبة والاجهزة الفائقة التطور التي أستخدمتها في مكافحة فيروس كورنا التي اذهلتنا واثبتت بجدارة انها القطب الدولي القادم ، والتقدير موصول لكل من توصل الى عقار ناجح لانقاذ البشرية من وحوش تجار الحروب.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس