بقلم/ العميد ناجي الزعبي
التلويح الاميركي بالعدوان العسكري على العراق وسورية وفنزويلا وكوريا والصين وروسيا الخ ..وبالخطر القادم سياسة اميركية ثابتة منذ عقود سابقة ممتدة لعهد اوباما ولعهد لترامب .

و التصعيد الاخير وتسريبات الواشنطن بوست والنيويورك تايمز التي تسرب استعدادات الجيش الاميركي للعدوان في تصعيد تندرج في هذا السياق .

لا احد يضمن عدم اعتداء اميركا المباشر على العراق وايران وهي عملياً تعتدي بأساليب شتى برغم قلة الاحتمال ، لكن لو اعتدت اميركا فلا احد يضمن النتائج واستهداف كافة القواعد والمصالح والحكام الداعمين لاميركا والعدو الصهيوني ، ليس فقط من ايران والعراق بل من محور المقاومة وربما من حلفائهم ، والتسريب الإعلامي مقصود لإحداث المزيد من الضغوط على ايران .

ولو لم يكن التسريب مقصوداً لأحداث البلبلة والضغوط وحفظ ماء الوجه لما حصل فمنذ متى تتسرب الخطط العسكرية للإعلام !!

واخيراً هناك فرق بين التخطيط واتخاذ قرار العدوان اذا تعد الجيوش خططاً عدة لمجابهة التحولات والمتغيرات والمخاطر .

التفسير الاكثر ترجيحاً : أن التسريب الإعلامي بأن هناك معركة قادمة اتى لحفظ ماء وجه الغزو الاميركي الذي اخذ بالانحسار ومغادرة اماكن تواجده بسبب وقع الضربات الموجعة التي لحقت بهز.

ان منطق الأشياء ان تستثمر اميركا القوات والقواعد الاميركية بالعراق وتعتبرها رأس جسر للعدوان عليه ، لا ان تنسحب منه ، وتواجدها بالكويت اًو باي محمية من محميات الخليج لا يعني من الناحية التكتيكية تغيراً نوعياً فهي لا زالت في مرمى نيران العراق والحشد الشعبي ومحور المقاومة .

لو أحصينا عديد القوات والقواعد الاميركية والسفن التي تجوب الخليج العربي والمنطقة لاكتشفنا ان هناك ما يناهز ال ١٤٥ الف جندي و ٤١ قاعدة اميركية وقاعدة العديد والأسطول السابع ، والعدو الصهيوني ، يمكن استخدام هذه القوة في اي عدوان تريده اميركا ، وقبل بضعة شهور أرسلت اميركا حاملتي طائرات للمنطقة في استعراض إعلامي للعضلات ولوحت بالعدوان ضد ايران ، ولا زالت تكرر هذا الاسلوب الاعلامي الاستعراضي ، وهي تنسحب من افغانستان وتعقد اتفاقية سلام مع طالبان .

اميركا في حالة مخاض سياسي اقتصادي فهي الان تعاني من عجز بميزانيتها ٤ ترليون دولار ناهيك عن المديونية المعلنة والبالغة ٣٥ ترليون دولار ، ويخوض رئيسها معركته الانتخابية ، وتواجه الكورونا بشكل مزري وتتوسل الدعم من الصين في سقطة مشينة بعد ان وجهت لها التهم بإخفاء ارقام الإصابات وبالتسبب بالوباء ، واتضح بعد إغلاق الحدود الاميركية لثلاثة أسابيع انتشار الوباء بصورة مرعبة وعجز الإدارة الاميركية الفاضح وهرولة ترامب الذي استخف بالوباء لجمع كبار الاقتصاديين لانقاذ الاقتصاد وليس المواطنين الاميركيين

كل هذه المعطيات تتظافر لتنفي النية الجدية لشن الحرب ، فقد كانت صفعة عين الاسد وما تلاها من استهداف للقوات الاميركية بالخليج العربي وبالقواعد الاميركية بالعراق وإسقاط الطائرة الاميركية بافغانستان واستهداف ناقلات النفط ومنشئات ارامكو دروس تلقنها الاميركيون وحفظوها ، ويفترض انهم تعلموا منها .

الامر الذي يمكن الجزم به هو استمرار فُرِض دعم الارهاب بسورية ، والعراق والعدوان السعودي على اليمن وتفكيك ليبيا وإغراقها بالحروب الأهلية ، ودفع الارهابيين لخوض العدوان بالوكالة بتمويل خليجي يضخ المليارات على مجمع الصناعات العسكرية الاميركية ، ومواصلة العقوبات باشكالها المتعددة ، والضغط على دول العالم لتعزيز العقوبات والحصار والإطاحة بالاقتصاد السوري والعراقي واليمني .

ان المعركة التي برع فيها ترامب هي دبلوماسية وسياسات التويتر ، والإعلام والفرقعات الاعلامية والضجيج الاعلامي والذي وصف ترامب بالكاذب .
اما خوض معركة مجابهةعسكرية مباشرة فكل المعطيات تنفي ذلك ومغادرة القوات الاميركية التي كان اخرها تسليم قاعدة القيارة للجيش العراقي كانت استحقاقاً للضربات التي كالتها المقاومة العراقية ولتوجيه الخامنئي لكنس الوجود الاميركي من غرب اسيا بقوة الضربات المتتالية وليس طوعاً

حول الموقع

سام برس