بقلم/ طه العامري
( 15 )

في عام 1961 م قررت المخابرات المركزية الأمريكية إسقاط النظام الكوبي وارسلت لتحقيق الهدف 3000 مظلي من قوات المارينز الأمريكي في اخطر عملية عسكرية وبدون علم الرئيس الأمريكي يومها ( كندي ) كان الاتحاد السوفييتي على علم بالعملية من خلال جهاز مخابراته ال ( كي جي بي ) وكان الخبراء السوفييت متواجدين في كوبا وكانت كوبا قد فتحت قاعدة ( مونكادا ) لتدريب وتأهيل كوادر حركة التحرر العالمية الذين ينتمون لكل قارات العالم أبلغت المخابرات السوفيتية رجالها وحلفائها في كوبا الذين قرروا التصدي للإنزال المظلي الأمريكي وفعلا تعرضت قوات المارينز لمجزرة وتم ابادتها في أجواء كوبا قبل أن يصلوا للأرض التي وصلوها جثث هامدة وتمت العملية بمشاركة قوى حركة التحرر العالمية الذين كانوا يتلقون تدريبات في القاعدة الكوبية وكانت العملية بالنسبة لهم بمثابة ( مشروع تخرج) ..؟!

وبأمر من الرئيس السوفيتي خروتشوف تم تجميع قتلى المارينز لداخل إحدى العبارات البحرية المتهالكة التي توجهت بهم إلى شواطئ ( ميامي ) الأمريكية واتصل خروتشوف بالرئيس الأمريكي ( جون كندي ) وأبلغه بالعملية وطلب منه استقبال جثث قواته ، لم يكن خرتشوف يعلم أن قرينه الأمريكي لا يعلم بالعملية ولم يبلغ عنها أو يستشار بها قبل وقوعها ولم يعلم من إدارته وأجهزته عنها بعد وقوعها ..جن جنون كندي وطلب مسئولي أجهزته الذين اعترفوا له بالعملية فعمل على إقالة جون فوستر دلاس رئيس جهاز المخابرات كما اقال قرابة 25 مسئولا رفيع المستوى داخل أجهزة المخابرات والبنتاجون ، لتقرر على إثر هذه القضية الدولة العميقة في امريكا التخلص من الرئيس مستعينة لذلك ب 65 شخصية كلفت بتصفية الرئيس كندي وهذا ما تم فعلا وتم قتل الرئيس ثم بعد مقتله تم تصفية خلية القتل بجميع أفرادها ال 65 شخصا ..؟!

بعد هذه الواقعة اعتمدت الأجهزة الاستخبارية الأمريكية في واشنطن تشكيلات عسكرية من خارج إطار المؤسسة العسكرية والأمنية الرسمية ، إذ اوعزت لبعض الضباط المتقاعدين إلى تأسيس شركات أمنية ( سيكتوري ) ظاهريا لكن واقعيا كانت هذه الشركات عبارة عن مؤسسات عسكرية محترفة تم تأهيل كوادرها من المجرمين والمسجونيين ورجال العصابات والقتلة المحترفين وتم تدريبهم وتأهيلهم بدنيا وعسكريا وتسليحيا وادرجت موازناتهم في بند الموازنات في الاستخبارات تحت مسمى (موازنات العمليات القذرة ) ؟! ومهمة هولاء هي التدخل العسكري في أي بلد لا يروق نظامها لأمريكا وايظا حماية الأنظمة الحليفة لأمريكا في العالم وممارسة القتل والتصفيات لخصوم واشنطن والقيام بانقلابات عسكرية في أي بلد تقتضيها المصلحة الأمريكية ..؟!

وتوجد في أمريكا والدول الغربية واليابان وكوريا الجنوبية مئات الشركات التي أنشئت برعاية أجهزة المخابرات الأمريكية ومهمتها القيام بعمليات قذرة خارج امريكا وخاصة في دول اسياء وأفريقيا وامريكا الجنوبية والوطن العربي وهذه الشركات تعمل على غرار شركة ( بلاك ووتر ) كما تمارس هذه الشركات حماية الأنظمة الحليفة لأمريكا في الوطن العربي والعالم الثالث ..؟!
ومن أبرز مهام هذه الشركات العسكرية القيام بنشر ( الفيروسات والأوبئة ) وغالبية هذه الشركات تعمل خارج سلطة الرئيس الأمريكي والبيت الأبيض وثم تشريعات أمريكية وجدت وتنص على أن هذه الشركات اعتبارية ومرخصة وما تقوم به وتمارسه من مهام لا يترتب عليه أي مسئولية قانونية أو اعتبارية أو مادية أو معنوية على الدولة الأمريكية وأن الدولة الأمريكية تملك كل الحق في محاكمة وانزال العقوبات بهذه الشركات وأفرادها أن خالفت القوانين الاتحادية داخل الولايات المتحدة الأمريكية لما خارج امريكا فالدولة الأمريكية ليست مسئولة ولا معنية بكل ما تمارسه هذه الشركات العسكرية ..؟!

الأمر لا يتوقف هناء وحسب بل إن أمريكا إذا استعانت بمثل هذه الشركات خارج الأراضي الأمريكية فإنها تعطي افراد هذه الشركات رواتب مقطوعة وتلزمهم لتوقيع عقود تنص باستلامهم كافة حقوقهم وأن الدولة الأمريكية في. ملزمة تجاههم أو تجاه أسرهم باي تبعات مادية أو معنوية وانهم يتحملون مسئولية ما سيقوم به خارج امريكا وأمام الغير في حالة القبض عليهم أو محاكمتهم تكون المسئولية شخصية ولا علاقة للدولة الأمريكية بهم ..؟!

والسؤال هو عن علاقة هذه الشركات ودورها في نشر الأوبئة في آسيا وأفريقيا وبقية دول العالم ..؟!

يتبع

حول الموقع

سام برس