سام برس
تقرير / أحمد الشاوش

تظاهر آلاف الامريكيين مساء امس الاحد أمام البيت الابيض بالعاصمة " واشنطن" في ثورة من الغضب على خلفية مقتل جورج فلويد الذي فارق الحياة على يد جندي امريكي بصورة عنصرية استفزت مشاعر المجتمع الامريكي والانساني، وعززت وزارة الدفاع الامريكية بـ 5000 آلاف جندي لمواجهة المتظاهرين ووقف مهاجمة البيت الابيض وأماكن اخرى.

وتداولت وسائل اعلام ومواقع تواصل اجتماعي ان الرئيس الامريكي تم التحفظ عليه في نفق سري بالبيت الابيض خوفاً على سلامته من الغضب العارم ، وانه سقط خلال المواجهات بين المتظاهرين والشرطة عشرات الاصابات والقتلى .

واشعل الغاضبون النار امام البيت الابيض ورفعوا لافتات تندد بالسياسات القمعية والعنصرية الممنهجة التي قتلت بدم بارد الكثير من الامريكيين السود من أصول افريقية ، كما جرت المظاهرات واعمال العنف في أكثر من عشرين مدينة من بينها مينيابولس ، وشيكاغو وأتلانتاولوس أنجلس ومدن أخرى .

وسارعت شرطة واشنطن الى أستخدام الغازات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ، بعد 6 أيام حولت ليل الولايات المتحدة الى كتلة من النار التي امتدت الى عشرات السيارات التابعة للشرطة وتكسير بعضها بالادوات الصلبة ومهاجمةاقسام الشرطة ونهب المتاجر والرشق بقنينات المياه وغيرها.

كما تم فرض حظر حالة التجول ليلة الأحد في العاصمة واشنطن وعدد من المدن والولايات الاخرى ،وأمر رئيس بلدية العاصمة بنشر جنود الحرس الوطني لدعم الشرطة في العاصمة ، بحسب ماذكرته الوكالة " الفرنسية".

ورغم تغطية ونقل شبكة سي ان ان والاعلام الغربي ومواقع التواصل الاجتماعي للمظاهرات واعمال العنف اولاً بإول إلا ان الاعلام العربي ، وفي مقدمته قناتي الجزيرة والعربية لم تتجرأ وتُنقل الاحداث والصور والمشاهد اليومية بمهنية بنفس الاسلوب ايام الربيع العربي وتغطية الحرب في ليبيا واليمن ومظاهرات العراق ولبنان والسودان ولم نرى تقسيم الشاشات والتقارير والتحليلات مايضع أكثر من علامة تعجب واستفهام ، وان الاعلام أصبح موجه ويخدم سياسات معينة.


وأشاد الرئيس الامريكي بإعمال القمع الذي قام بها الحرس الوطني ضد المتظاهرين واصفاً ذلك بالعمل "الرائع" ، وأضاف يجب الاستعانة بهذه النخبة التي وصلت الى مينيابوليس في ولايات أخرى في اشاره لقمح المحتجين ، كما وصف المتظاهرين بالمجرمين والمخربين وحمل اليسار المتطرف وغيرهم مسؤولية الاحداث المشتعلة والعنف.

كما كتب نائب الرئيس الامريكي بايدن في تويتر "نحن أمة تتألم الآن، ولكن يجب ألا نسمح لهذا الألم بتدميرنا" ، بعد ان اتسعت رقعت التذمر والتظاهرات والاحتجاجات بإلاف المتظاهرين لانزال العقوبة بالجندي الأبيض "ديريك شوفين" الذي برك بركبته على رقبة جورج فلوريد الملقي على الارض وقطع انفاسه دون رحمة.

ويرى سياسيون وخبراء عسكريون ان المظاهرات وانتفاضة 25 مايو 2020 لن تهدأ إلا بعد تحقيق العدالة والمساواة والانتصار للمواطن الامريكي الضحية جون فلوريد وغيره من ضحايا العنصرية وكراهية الرجل الابيض ، وان سمعة الرئيس الامريكي أصبحت على المحك ، وان وضعه في الانتخابات الرئاسية الامريكية وحظوظة أسوا مما كان يعتقد أ ويحلم به على المستوى الشعبي والدولي ، وان الفائز الاكبر من هذه الاحداث المأساوية هو الحزب الديمقراطي الذي ينتظر الفرصة للاطاحة بالخصم الكبير الذي شذب طموحاته.




حول الموقع

سام برس