بقلم/ احمد الشاوش

في هذه المقالة سوف أتحدث ياسادة ياكرام عن شخصيتين لمع نجمهما في سماء السياسة اليمنية رغم تناقضهما حتى النخاع ، الاولى تجسدت في شخصية الزميل "علي البخيتي" والثانية في أخيه محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لانصار الله ماجعلني أستحضر المثل اليمني القائل " عود كرسي لختمة وعود مندف يهودي".

أخوين ملاء الدنيا ضجيجاً بتصريحاتهم الحنانة ومنشوراتهم الطنانة ومداخلاتهم المثيرة للجدل التي أربكت المتابع اليمني والمشاهد السياسي وحولت حياته الى متاهة عجز عن فك طلاسمها خبراء السياسية واطباء النفس وعلماء الاصلاح والمسيرة القرآنية وقوى الحداثة وسحرة السلطة الرابعة.

علي البخيتي ، ولع الدنيا وسرق الاضواء من مداليز السياسة والاعلام بتصريحاته النارية في مؤتمر الحوار الوطني كناطق للحوثيين ،ومن ثم أرتمى في أحضان الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، وتاه وأنصهر في طاحونة الغرب وغرق في شهواته وبريقه وثقافته التي حولته الى شخص غريب الاطوار ومتمرد بلاحدود على القيم الاصيلة تحت ايقاعات التحرر ونغمات القيم الديمقراطية الزائفة.

ومن باب خالف تُعرف قفز الشاب اللطيف والانسان المتعلم والناشط الحقوقي " أبوعلوة" !!؟ ، على العادات والتقاليد والاعراف والاسلاف ، من خلال منشوراته الفكرية الملغمة على مواقع التواصل الاجتماعي " تويتر" وفيسبوك" ووسائل الاعلام ، وتبني الافكار الهدامة والرؤى المتناقضة والطعن في القرآن الكريم والشرائع السماوية ما أثار ضجة كبيرة لدى لمجتمع الاسلامي ،واحراجاً لأسرته وزملائه وقبيلته وبلده.

والغريب في الامر ان البخيتي لم يعمل بقاعدة اذا بليتوا فاستتروا او يراعي مشاعر واحترام ديانة اكثر من مليار مسلم وانما اراد ان يحدث فرقعة ليثبت لبريطانيا انه ملكي أكثر من الملك وأكثر تحرراً من الغرب وانه بلدوزر أكبر من المستشرقين الذين سبقوه في سبيل الحصول على "اللجوء السياسي" أو "الفوز بالجنسية "البريطانية وضمان اجتماعي بعد ان طلب الجن وركضوه فضل الطريق في صنعاء وتنقل بين الاردن ومصر والسعودية وابوظبي وأبواب السفارات وضاعت عليه الصعبة ، ليفجر اخيراً قنبلة ذلك التوهان ويعكس ذلك الفشل والغضب والروح الانتهازية على الدين والتكذيب بالقرآن الكريم واتهام نصوصه بالإرهاب والتشكيك والخوض فيه والجدل العقيم والهدرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

من حق أبوعلوه ان يُعجب بالغرب وتطوره وحضارته ويتحدث عن الحرية والقيم الديمقراطية والصناعة والتجارة والانتاج والادارة والطب والتكنولوجيا وعلوم الفضاء والذرة والنظام والغواني والمزز والبارات والاضواء الحمراء والخظراء والصفراء ، ولكن ليس من حقه التشكيك والاساءة والاستهزاء بالقيم الدينية والعادات والتقاليد والحضارة العربية والاسلامية وشعوبها ، كما ان من حقه ان يتكلم عن التشوية والتزوير والطغيان والاستبداد الذي لحق بتاريخنا وقياداتنا المتعاقبة وينتقد عمليات القتل والذبح والتفخيخ والتفجير والفتاوى الساقطة وبعض علماء السلطة وخلافات الخلافة والولاية والحكم العضوض ، بينما الاسلام والقرآن يدعو الى السلام والتعايش والتسامح والعدالة والمساوة والاستقرار وبناء الحياة .

وللأسف الشديد ، تارة يدعو ابناء مديرية بني حشيش المشهورة بإجود أنواع العنب الى استثمار منتجاتهم في صناعة الخمور وتصديرها للسوق المحلية والمنافسة في الخارج ، وكأن علي البخيتي تخرج من مدرسة الهيكل وثانوية "المندي" وجامعة " قشنون".

وفي منشورات أخرى على " تويتر" يقول لست مؤمن أن خالق الكون أرسل أنبياء أو كتب ، وأن الأديان_صناعة_بشرية.. افتراض البشر لوجود خالق في السماء افتراض ساذج لأبعد الحدود ويكذب بالاسراء والمعراج .. القرآن والكتب المزعوم سماويتها، إعاقة فكرية للفرد ..

وتصل الوقاحة والسقوط والانحطاط الاخلاقي والانساني من خلال فيديو صادم يظهر فيه بالصورة والصوت يقول" تصل الى جنب ارحم الراحمين في الاخرة "تلتبق" لمَ تقول بس بالعكس احنا بنقول اشرب لك نص قارورة بحيث تجمع دومان .. استمتعوا عيشوا حياتكم مافيش حساب.. بدل ان نريع للخمر في الاخرة نشرب لنا في الدنيا.

هذه مع الاسف الشديد نماذج من انحطاط بعض المتعلمين والمثقفين اليمنيين الذي أفردت لهم بعض وسائل الاعلام الساقطة مساحة للنشر وتسميم الفضاء الاعلامي وفتنة الشباب من خلال المجاهرة بالمعصية وايذاء الناس ، تحت أكذوبة الثقافة والتطور الذي يؤمن به الجمالي علي.

علي البخيتي ربما تعرض لصدمة كبيرة لم يفق منها نتيجة طموحه بلاحدود وتغير اللعبة في اليمن والدول الاقليمية او ربما أصبح يُعاني من حالة مرضية ونرجسية عجيبة أفقدته احترام الاخرين ، لأنه تحول الى شخصية مفلسة تتسكع في شوارع لندن دون ضابط ورغم ذلك السقوط مازالت الخارجية البريطانية تستغل علي البخيتي أبشع استغلال حتى تعطيه الجنسية.

والسؤال الذي يطرحه اليمنيون اليوم ماذا لو ان علي البخيتي هاجم الديانة المسيحية او اليهودية او المذهب الكاثوليكي والارثوذكسي وكذب الكتب المقدسة ، او حتى هاجم أو كتب أبشع المنشورات التي تمس رئيس الوزراء البريطاني او وزير او عالم دين هل كان سيتجرأ على الاستمرار في السب والشتم والاساءة للدين وللقيادات وهل سيصمت القضاء الأوروبي.

ورغم غرق علي البخيتي في بحار الغرب وجنته وجنانه إلا ان شاهد الحال ان محمد البخيتي يملك منظومة من القيم الدينية والاخلاقية والقبلية وأكثر توازناً واتزاناً بفكره وثقافته ومنشوراته على مواقع التواصل ووسائل الاعلام وان اختلفنا معه رغم التصريحات واللقاءات والصور هنا وهناك التي تحمل اكثر من علامة تعجب واستفهام.

أخيراً .. قال تعالى "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "إنما بُعِثْتُ لأتمم مكارم الأخلاق"
وقال شوقي "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

عز القبيلي بلادة وان تجرع وباها ..نسأل الله لنا ولكم الهداية والله من وراء القصد.

shawish22@gmailcom

حول الموقع

سام برس