سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني

لوحة " رسالة خطية عدد 02 " و السخرية و الدعابة في التعاطي مع الواقع التونسي..

ضمن صالون تونس الأول للحروقية الذي يتواصل في تنظيم من قبل اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين و بالفضاء الثقافي البلدي سانت كروا التابع لبلدية تونس قدم الفنان محمد بن الهادي الشريف عملا فنيا ضمن مشاركات متعددة لفنانين تونسيين .

عنوان اللوحة " رسالة خطية عدد 02 " تقنيات مزدوجة الأبعاد 110/190 و قذد تمثل فيها الفنان الشريف حيزا من تجربته التشكيلية من خلال الألوان مضيفا عبارات مخطوطة بطريقته الخاصة للاشارة لناحية من النقد و السخرية و الدعابة في التعاطي مع الواقع التونسي الاجتماعي و السياسي و هو الفنان الذي يرى في الفن دورا للتقويم و التصويب و الهزل و السخرية و من العبارات نقرأعلى اللوحة "انتبه حفرة " و " لا للديكتاتورية " و " المصادقة عليه برمته " و " الكتلة " و " صفر فاصل... " ...اضافة الى علامات دالة على أنهج بعناوين منها " نهج أرجع غدوة " و " نهج ممنوع البوس " و نهج يرحم والديك ما تحطش الزبلة " ...
في لطخات تلوينبة في فضاء اللوحة تبرز اشارات مفعنة بعبارات من عمق المتداول اجتماعيا و سياسيا وفق ضرب ن التعاطي السوسيوثقافي للقول بالفن تجاه الذات و المجتمع و الآخرين..
هذا و يواصل الفنان محمد بن الهادي الشريف مشاركاته الفنية في المعارض الجماعية و التي منها معارض اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين فضلا عن معارضه الفردية الخاصة التي كات آخرها بعنوان "باقه من الحنين 3" وذلك برواق الفنون ببن عروس بادارة الفنانة التشكيلية نزيهة الصولي و ضم عددا من اللوحات و الأعمال الفنية الجديدة التي أنجزها الشريف في الفترات الأخيرة بورشته المفتوحة بمنزله بضاحية مقرين.أعمال فنية من لوحات متفاوتتة الأحجام و مبتكرات فنية ضمن خانة الفن المعاصر فضلا عن كم من المنجزات الفنية التي جمعها الفنان طيلة عقود الى جانب الوثائق و الأشرطة و النصوص و المخطوطات..

كلها توزعت على فضاءات البيت في انتظار المعرض الكبير الشامل لها.. من الأعمال المتعددة للفنان الشريف هناك اشتغال على موضوعات منها ما فيه ضرب من الحنين و في هذا السياق يقول الفنان "...لدي كم هائل من الرسائل بمختلف أنواع و أحجام ظروفها و زينتها و هنا أرى بأن الرسائل التي كانت تكتب و يأتي بها ساعي البريد تتوفر على حيز من ذاكرتنا و أشواقنا و حميمياتنا و مهما تعامل الناس بالايمايلات فان الأمر يظل فاقد للجوهر و روح التواصل فهي عمليات بلاستيكية بلا روح مثل الزهور البلاستيكية بلا رائحة..لذلك في معرضي هذا أعد لمفاجآت فنية سيكتشفها الجمهور يوم الافتتاح ...".

فنان مجتهد و حالم ...و المتابع لتجربة هذا الفنان من سنوات يلمس هذا التطور و الوعي النامي بالفنون و الاشتغال الجمالي و رغم عصاميته فان الفنان التشكيلي محمد بن الهادي الشريف و بعد هذه المراكمة للأعمال الفنية و المشاركات المتعددة يطمح الى معرض خاص يحوي تجربته التي قال عنها الفنان و الناقد الحبيب بيدة بكونها ضرب من الفن الخام..

حول الموقع

سام برس