بقلم/ ماجد عبدالكريم غيلان
في ظل انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة مع تردي الخدمات الطيبة في البلد بشكل عام، بل وانهيارها في العديد من المرافق الحكومية، خصوصاً في المناطق الريفية غير المجهزة بالمعدات والكوادر الطيبة اللازمة كما هو الحال في مركز التعاون الصحي بمديرية وصاب العالي، جسد الأهالي مفهوم التعاون في أبهى صوره ومعانيه لتجاوز الواقع الصحي المؤلم من خلال التعاون في إعادة تأهيل المركز الصحي الوحيد في المنطقة والذي جرى تدشين مرحلة إعادة تأهيله والشروع في تقديم الخدمات الجديدة فيه بدايةً من الاسبوع الفائت.

يجرى ذلك وما يزال بجهود ذاتية من الخيرين من أبناء المنطقة وكوادرها ومغتربيها الكرام، حيث تم جمع مبالغ معينة لأعادة تأهيل المركز ووضع أهدافاً محددةً وخطة عمل تولت وضعها وترجمتها على أرض الواقع لجنة مجتمعية مختارة من أبناء المجتمع..

ورغم قصر الفترة منذُ بداية طرح فكرة المشروع فقد تم إنجاز مجموعة من الأهداف والأعمال والتي على ضوئها بدأت مرحلة تدشين الخدمات الجديدة، حيث تم التعاقد مع طبيب مختص من أبناء المنطقة، وتم تشغيل الاشعة وتوفير بعض مستلزمات المختبر الضرورية.

كما جرى اعادة فتح الصيدلية الخاصة بالمركز، وتكليف موظف مختص للقيام بالصرف المجاني للأدوية الحكومية، وبعض الأدوية التي مُنحت للمستوصف من شركات الأدوية وفاعلي الخير..

وما يتعلق بمواجهة وباء كورونا فقد تم توفير معدات الوقاية الصحية للعاملين بالمركز وبعض الاحتياجات اللازمة لمواجهة الوباء المستجد.

وفيما يخص الجوانب الادارية تم تعيين أمين صندوق لضبط الإيرادات وتفعيل دور الرقابة المجتمعية على أعمال المركز من قبل لجنة المجلس الصحي المنتخبة من المجتمع والمكلفة من الجهات الرسمية في المديرية.

وبالاضافة الى ماتم انجازه سالف الذكر فإن هناك أهداف عدة مايزال العمل جارياً على تحقيقها ضمن خطة تطوير المركز وتحويله إلى مستشفى ريفي، والتي من اهمها: استكمال وتجهيز السكن الطبي المتعثر، وبناء الدور الثاني من المركز وعدد من العيادات الخارجية للأقسام الجديدة، كقسم النساء والولادة وقسم الأسنان وغيرهما، بالإضافة الى العمل على توفير الأجهزة الناقصة للمختبر وكافة المعدات والأجهزة الطبية للأقسام الجديدة..

ويمكن إجمال خطوات المراحل القادمة في عملية التحويل للمركز الصحي إلى مستشفى ريفي بكل متطلباتها من البناء والأثاث الطبي، والكوادر المتخصصة، وهو ما يجعل تكلفة هذه العملية عالية وفوق طاقة المجتمع المحلي..

ولذلك فإن إدارة المركز واللجنة الصحية المكلفة تدعوا وتناشد المنظمات الدولية والجهات الحكومية وكذا أهالي المنطقة بمخاليفها وعزلها المتعددة وغيرهم من الخيرين إلى تقديم الدعم المالي والعيني اللازم للمركز، حيث يرجع توجيه مثل هذه الدعوة الإنسانية إلى سببين رئيسيين:

أولهما ناتج من الحاجة الماسة والضرورية للخدمات الطبية والصحية شبه المنعدمة في المنطقة التي تضم تجمعا سكانيا كبيراً، حيث يتوسط المركز ثلاثة مخاليف كبيرة تضم عشرات الآلاف من السكان.

وثاني هذه الأسباب الجوهرية تتمثل في الوضع المتردي للمركز الذي وصل إلى حد الشلل التام وتوقف معظم أقسامه وأنشطته.. وهذا ما تؤكده المصادر الرسمية لوزارة الصحة في العاصمة صنعاء، حيث أفاد الناطق الرسمي باسم الوزارة: بأن حوالي 93% من الأجهزة والمعدات الطبية أصبحت خارج الجاهزية، مطالباً المنظمات الدولية بتقديم الدعم للقطاع الصحي المنهار لمواجهة وباء كورونا المستجد، وهو ما يُؤكد صوابية توجُّه أهالي المنطقة.. ويستدعي التفاعل الإيجابي والاستجابة البنَّاءة من قِبَلِ المنظمات والجهات الرسمية والشخصيات الفاعلة والخيرة بتقديم المساهمة والدعم اللازم لهذا المركز الصحي لبث الحياة في روح المركز ورفع المعاناة عن اجساد افراد المجتمع.

حول الموقع

سام برس