بقلم/ احمد الشاوش
أنطلق العقل الصيني العملاق بسرعة فائقة نحو تحقيق طموحاته واحلامه واستراتيجياته في مجالات الاقتصاد والصناعة والاستثمار والانتاج والمنافسة بصورة أذهلت صانع القرار الامريكي والاورو بي ولفتت أنظار العالم.

وبالعقلية النظيفة والاستثمارات الضخمة والخبرات العريقة والجودة الفائقة وفنون التسويق والتشويق والاسعار المناسبة فتحت الكثير من الدول اسواقها للمنتجات الصينية المتميزة بدءاً من الابرة والملبوسات العصرية والسيارات الفارهة والالكترونيات والتقنية الحديثة ، ومروراً بالسفن والبوارج الحربية والصواريخ المدمرة حتى صعود الفضاء.

لم يكن نجاح التنين الصيني على المستوى المحلي والاقليمي والدولي مغامرة طائشة أوضربة حظ أو لعبة مُنجم كما يُخيل للبعض وانما هو نتاج إرادة حرة وفكر نير وثقة بلاحدود وسياسة رشيدة تشق طريقها في قارات العالم بتواضع وهدؤ وخطوة الواثق بعيداً عن الغرور والغطرسة ودون طلقة رصاصة واحدة.

بينما المتابع والمشاهد يجزم اليوم ان العقلية الامريكية والاوروبية لم تتحرر بعد من الرأسمالية المتوحشة وفوبيا استغلال الحكام والدول والشعوب وابتزاز المستهلكين وتسويق الازمات والحروب في الشرق الاوسط ، ما جعل العم سام واولاد عمومته في اوروبا أكثر تخوفاً من كابوس التنين وخطر المارد الُمرعب ، وكراهية الشعوب .

ويوماً تلو آخر يكتشف العالم ان عظمة الصين تتجسد في استثمار عقل الانسان وان قوة الصين الجبارة تتمثل في عنفوان اقتصادها الصناعي والتجاري وعظمة الاستثمارات و التدفق المالي في ظل التكنولوجيا المذهلة والخبرة الضاربة والايدي العاملة المدربة والرخيصة والمواد الخام المتوفرة ، الى جانب قوتها العسكرية التي تُعتبر صمام أمان ودبلوماسيتها الناعمة وحكتها السياسية.

ورغم الحرب الاقتصادية والتجارية العنيفة بين امريكا والصين، وما " هواوي " ، إلا أحد عناوينها المشتعلة ، والعقوبات الاقتصادية وأكليشة حقوق الانسان واثارة قضايا الايغور ، ماهي إلا نتائج تعكس حالة الخوف والفشل الذريع لصانع القرار الامريكي والاوروبي الذي بدأ يفقد الكثير من الاسواق التجارية نتيجة للأسعار المبالغ فيها مقارنة بالمنتجات الصينية المطابقة للمعايير والمواصفات الدولية وارتفاع حجم البطالة في امريكا الى نحو 40 مليون مواطن وافلاس عدد من المؤسسات التجارية الكبرى ، واغلاق بعض المصانع في مواجهة العقل الصيني الذي جذوره الثقافية والحضارية ضاربة في اعماق التاريخ ، بينما الاتحاد الاوروبي دقدقته الشيخوخة وبدأت جدرانة المتينة تتصدع ووحدته تتجزأ ومعدلات البطالة والكساد ترتفع بفعل كورونا.

كما ان تمدد المارد الصيني في قارة اسيا وافريقيا التي تزخر بالعديد من الثروات البكر واستثمارها، وانشاء قاعدة عسكرية في مدينة أوبوك بدولة جيبوتي الواقعة على شواطئ مضيق باب المندب الواصل بين المحيط الهندي والبحر الأحمر، وحركة البناء التي تحمل طابع جيو- سياسي وإستراتيجي الذي يمر فيه قسم كبير من التجارة العالمية يمكنها من جني مليارات الدولارات والتربع على عرش الاقتصاد العالمي مستقبلاً.

كما ان شاهد الحال اليوم يوضح بما لايدع مجالاً للشك ان " الصين" وسعت امبراطوريتها الصناعية والتجارية وعلاقاتها الدولية المتميزة وفضلت سياسية النأي بالنفس وقاطرة الدبلوماسية الناعمة التي تمر عبر سجادة طريق الحرير الذي يربط 70 دولة ، وهو ما أدى الى حالة من القلق والخوف والتوتر لدى العم " سام" الذي ظل يمتص اموال وثروات ودماء الشعوب حيناً من الدهر حتى اللحظة.

Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس