بقلم/ عائشة سلطان

قراءة كتاب «رسائل إلى روائي شاب» للروائي (يوسا) أمر في غاية الأهمية بالنسبة للكتاب الشباب الراغبين في كتابة أسمائهم على فضاءات الإبداع العالية، إنه أحد الكتب التي كثفت بقدر ما بسطت فكرة نقل التجربة الإبداعية عبر أجيال الأدباء والمبدعين، فهل تتخيل أيها الكاتب الشاب أن تنهمر عليك تجربة نجيب محفوظ الطويلة مثلاً، أو تجربة يوسا العميقة أو تجربة غارسيا ماركيز الإبداعية، وأنت جالس على أريكة وثيرة تقلب صفحات كتاب صغير دون أن يكلفك ذلك شيئاً.

في «رسائل إلى روائي شاب» يقدم لنا ماريو بارغاس يوسا رواية مختلفة عما يكتبه النقاد في فن الرواية، وذلك ليجيب عن تساؤل روائي مبتدئ يبحث عن جواب شافٍ لسؤاله: كيف أكتب رواية؟

يلتقط الروائي الكبير السؤال، فيمد يده على شكل رسائل يتخيل أنه يتبادلها مع ذلك الشاب، يوجهه من خلالها إلى الزوايا الخفية في روايات مختلفة نعرفها وأخرى لا نعرفها، ليقوده إلى رؤيته وخبرته في الكتابة لكن دون أي نوع من الوصاية أو الأستاذية.

وهنا على ذلك الشاب الذي قرأ كتاب يوسا أن ينصت أيضاً للروائي الإيطالي صاحب الرواية العبقرية (اسم الوردة) امبرتو ايكو، وهو يقول للشباب الذين سألوه ذات السؤال: لا تتعجلوا الكتابة، عيشوا تجربة تطوركم في الحياة وتطور الكتابة عندكم على طريقة الخطوة خطوة، فلن تكتبوا بشكل فذ ولن تحصلوا على الجوائز، ما لم تتحصلوا على الخبرة والنضج.

لم يولد محفوظ أديباً بالتأكيد، كما لم يمنح ماركيز جائزة نوبل بعد أول رواية كتبها، لقد كتبوا آلاف الصفحات قبل أن تنشر لهم الرواية الأولى، أما (أليس مونرو) التي ولدت عام 1931، فقد منحت نوبل في العام 2013، وكانت تكتب بشكل يومي دون أن تتوقف يوماً!.

نقلاً عن البيان

حول الموقع

سام برس