سام برس
لهواة القراءة..!!!

بقلم /نجيب صالح احمد طه

ثلاث أخوات حسناوات يمتهن السرقة اشتهرن بالجمال الفاتن والذكاء الحاد المسخر في الشر واللصوصية.!
إحداهن كانت تنظر من شرفتها المطلة على السوق الشعبي وشاهدت شابا قويا فارع الطول وسيما تبدو عليه أمارات الثراء يقود جملا محملا بالبضائع المختلفة..

فحدثت أختيها عنه وأنها عازمة على سرقته..!

لبست حجابها وزادت من كحل عينيها وخرجت منطلقة للسوق ترقب ذلك الشاب وكانت تمر من أمامه بتمايل وغنج ودلع وترميه بنظرات أحدثت أثرها في قلب ذلك الشاب التاجر...!

ثم سألها إن كان هنالك من جامع قريب يريد أن يقضي حاجته ويتوضئ ويصلي ا:لعصر..!
دلته على جامع السوق والذي كان الأقرب لمنزلها.
وحين وصلا باب الجامع
قالت له: انتبه على جملك وبضاعتك ومالك فاللصوص في هذه المدينة كثر ولا يخافون الله.!
ـ قال لها: بأربط الجمل خارج باب الجامع وأشد الرباط على باقي البضاعة..
ـ هههههه ( باين عليك رجال طيب وعلى نياتك مش راح ترجع الا والجمل والبضاعة قد شلوها أولاد الحرام.!
ـ طيب كيف اعمل؟
ـ اني أدخل معك بالجمل لساحة الجامع وأؤبه لك عليه لوما تخرج من الحمام..!
ـ طيب الله يجزيك خير يابنة الأصول ..
ـ دخلوا بالجمل ساحة الجامع وعندما دخل الحمام
اقتادت هي الجمل وخرجت به من الباب الآخر للجامع..!
خرج من الحمام يبحث عن المرأة والجمل ويصرخ ويضرب على رأسه
أين المرأة..؟
اين الجمل ؟
ضاع الجمل بما حمل!
بينما هي وصلت لبيتها بالجمل لتسمتع هي وأختيها بالأقمشة والعطور وبعض المجهورات ..الخ
قالت الثانية وأنا سأسرقه أيضا..!!
ـ إحداهن: وايش عاد باقي معه؟
ـ هههه باقي ( الجنبيه والمال الذي في جيوبه)
نزلت وفي يدها ( تنك) فارغ..
واتجهت نحو بركة الجامع كي تملا التنك بالماء ثم صاحت فجأة ..
خاتمي
خاتمي سقط في البركة من يعمل خير وينزل يدي لي خاتمي والله أمي لتضربني ضرب وتبكي من جد...!"
بينما كان هو في زاوية من زوايا الساحة يندب حظه بصمت..!
وأشفق على البنت وتقدم نحوها ..
وقال لها ..
ـ لا تبكي فأنا من حقه أن يبكي!
الآن أنزل لقاع البركة وابحث لك عن خاتمك..
فشكرته وأثنت عليه..
خلع ملابسه وجنبيته وماله واستأمنها!
وبعد أن أشارت له إلى موضع الخاتم..
نزل الى البركة العميقة وغاص لمرتين وهو يبحث في قاعها عن الخاتم ولم يجده..!
ترجته أن يزيد الثالثة ويطيل في الغوص ففعل وحين خرج من الماء لم يجد لا المرأة ولا ملابسة وجفله وماله ..
كانت قد وصلت لأختيها لتعرض عليهن الغنيمة الجديدة...!
كن يضحكن بسرور...
بينما صاحبنا بقي في البركة وسط الماء ..!!
قالت الثالثة :
وأنا سأسرقه أيضا ..!
ـ هههههههه
تسرقينه وإيش باقي معاه كي تسريقنه الرجل ( قدوه بطري) وسط البركة أيش عاد باقي...!!
قالت: بقي هو وهو الحلا والغلا كله!
انطلقت ودخلت الجامع متنكرة بشخصية امرأة عاقلة وهي تذكر الله وتسبح وتستغفر بصوت مسموع..
فسمعها وصاح..
الله يستر عليك الله ويجزيك الخير اخرجيني من بين الماء افعلي خير قبل موعد صلاة المغرب فيأتي الناس وأنا هنا..!
ـ تقدمت نحوه وهي تذكر الله وتسبح وتستغفر ..
وقالت له: أنت بعقلك ولا مجنون ما معك عندك ما تسوي في البركة في هذا الوقت والدنيا برد..؟
ـ شرح لها سريعا ما حصل له..
ـ لا حول ولا قوة إلا بالله عليهن غضب الله....
هي ريع شوي
وراحت جابت له ثوبي إحرام ولقمة ولحمة ومرق من حق الغداء ومغرف قهوة وطلع من بين الماء والتف بالأحراميين وجلس يؤكل ويرتعد من البرد لوما دفي ودفيت بطنه .!
قالت له والمسبحة في يديها:
ربي عاده يحبك وحول بك ليدي أني أخرج لك حقك من بنات الحرام وأدخلهن السجن
ـ أنت يامه وكيف؟
ـ ايوه أني
أني عمة المحافظ حق المدينة بكلها..
ـ فرح واستبشر وجهه...
ثم قالت له:
بس بشرط
تسمع كلامي وتنفذه
ـ تمام بعدك وعلى راسي
ـ يوووه يسلم راسك ياابني
خذ وأعطته صدأ اسود وقالت له امسح به على وجهك وصدرك وأيادك مااشتيش بنات الحرام يعرفنك...
وأني امشي معك للسوق وأنت ولاكلمة مع احد..
واللي يسألك عن اسمك
قل له: عبدالمنمن
ولو سألوا عني من هذي المرة اللي معك تقول لهم
هذي عمة المحافظ
تمام...
ـ تمام ولا يهمك..
دخلت به للسوق ووصلت لمحل ذهب وهو بعدها وكان الوحيد المُحرِم من بين البشر كلهم.!
وقالت لصاحب الذهب:
هات هذي البذلة
هات ذلك الحزام
هات هذولا الحداود....الخ
وعبد المنن جالس فوق كرسي على أرضية المحل ولا كلمة..
خرجت فلوس قليل وسلمتها لصاحب المحل وشلت الذهب
ـ صاحب المحل:
هي وينك يا حااااجة عادك ماديتيش قيمة الخمسة الخواتم بس وين باقي البيس حق الذهب كله.. ؟
ـ ناهي داريه يابني داريه ..
أني عخلي عندك الخادم حقنا عبد المنمن وأخلي ابن اخي الآن يوصل لك الفلوس وفوقها أكرامية لك مني
ـ ليش من أنت (يامه)؟
ـ أني عمة المحافظ وهذا عبد المنمن الخادم حقنا يجلس عندك لوما تجي البيس ..
تمام
ـ صاحب المحل
يتوجه بالسؤال للمُحرم
ها ايش اسمك؟
ـ اسمي عبد المنمن
ـ وهذي (المره) من هي؟
ـ هذي عمة المحافظ..
صاحب المحل يرجع لعمة المحافظ..
أهلا وسهلا عمة المحافظ خلاص تمام كلنا تحت أمرك ولو عادك تشتي ذهب شليتي..
ولو تشتي تشلي معك عبدالمنمن شليه معك
الله المستعان أنت أمنا كلنا..
ـ لا
لا يابني والله ما أشل عبدالمنمن ما أخليه إلا عندكم لوما توصل لكم بقية البيس..
ـ تحركت نحو عبد المنمن وقالت له بهمس:
هيا ريع هانا يا عبدالمنمن لوما اسير لعند ابني اخي المحافظ وأخليه يجي بنفسه لهانا تمام
ـ تمام يا عمه
حااااااضر ....!!!

حول الموقع

سام برس