سام برس
مع تطور بيئة الأعمال بنشاطات وابتكارات جديدة ومحسنة للسوق اليمني لاشك بأن كان ورائها رواد أعمال ناجحين حولوا الظروف الاقتصادية المضطربة إلى فرصة لرفد طلب السوق وما يحتاجه من سلع متنوعة تناسب احتياجات الزبائن .

ولهذا نجد اليوم رواد الأعمال الشباب نموذج يحتذى به في كيفية تخطي العقبات والمصاعب وتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية تنفذ إلى حيز الواقع لتترجم واقع طموحهم وآمالهم الجمة في امتلاك مشروع صغير يحقق طموحاتهم ورغباتهم المستقبلية..

حيث التقينا بالخبير الاقتصادي الدكتور/ كمال طميم ليحدثنا عن ابرز مشاكل ومعوقات رواد الأعمال وكيفية خلق الفرص المناسبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بالإضافة إلى ما يمكن تفاديه من توقعات مستقبلية قد تسبب الخسارة والفشل للمشروع .. نتابع:

لقاء/ هيثم القعود


في البداية دكتور كمال قبل أن نخوض في تفاصيل عميقة حول ريادة الأعمال, ما معنى مصطلح ريادة الأعمال ؟

- كمصطلح يتم تداوله في البيئة المحلية في الوقت الراهن, ريادة الأعمال تعني التميز والخروج بمشاريع مبتكرة من الممكن أن تغني الأفراد سواء كانوا عاملين أو ملاك لتلك المشاريع من الاكتفاء الذاتي من الناحية المادية, حيث أن في الاوانه الأخيرة بدا بعض الأفراد بفهم ذلك المصطلح وتطبيقه عن طريق دعم بعض المنظمات العاملة في مجال المشاريع الصغيرة والخروج بها إلى حيز طلب السوق.

برأيك دكتور كمال, هل البيئة الحاضنة للريادي أو الريادية تلعب دوراً كبيرا في تحديد فشل أو نجاح المشروع؟

- لاشك أن أي مشروع لديه مقومات وعوامل عده لنجاحه, حيث أن الوضع الحالي المتمثل لخروج العديد من الأسر ونزوحهم إلى صنعاء, بالإضافة إلى التكتل السكاني الكبير ناهيك عن دعم وجود القيمة المادية والمتمثلة في (النقد المحلي) هذا كله يشكل عائق لرواد الأعمال لخروج أعمالهم إلى حيز الضوء والنجاح. فلذلك من الصعب جداً أن نحكم على أن لو تلك المشاريع كانت في بيئة أفضل هل سوف تحقق النجاح المبهر, أم لو كانت في الوضع الراهن حاليا هل سوف تكون فاشلة تماماً .. لذلك يتبادر إلى أذهان الجميع أن العامل الاقتصادي, والاستقرار السياسي, والأمان في بيئة الأعمال هم أساس نجاح المشروع بينما لو تلك المشاريع في وضع اقتصادي وسياسي مضطرب سوف تفشل تلقائياً وهذا التصنيف غير صائب تماماً. فعلى سبيل المثال/ " نجاح المجتمع السوري أين ما ذهبوا " فما نراه اليوم من مشاريع متنوعة اغلبها تتمحور في قطاع المأكولات لشباب سوريين في البيئة اليمنية اليوم تفوقت وحققت نجاحاً مبهر وذلك بسبب وجود رؤية واضحة بالإضافة إلى دراسة السوق وما يحتاجه. ولذلك لا نرمي كل الظلال على البيئة والظروف المضطربة أنها سبب في فشل المشروع.


هل التدريب له عامل كبير وأساسي في نجاح مشروع الريادي؟

- المشكلة هنا في أن المعاهد والمراكز التدريبية حالياً أصبحت ربحية تماما, بالإضافة إلى عدم وجود مصداقية تامة في التطبيق العملي لعمليات ونشاطات البرنامج. ولذلك أن لم تكتسب الخبرة بعد التطبيق النظري فلا وجود فائدة للبرنامج التدريبي .. فعلى سبيل المثال عندما تقوم بعض الجهات في التدريب في مجال المبيعات أو التسويق فرضاً نجد أن الأهداف والخطط المرسومة للتدريب بعيدة جداً كل البعد عن واقعنا وبيئتنا اليوم, ولهذا من المهم وضع وتحديد مناهج تدريبية ذات مصداقية مناسبة تعايش وتحاكي سوق العمل اليوم.

ابرز مشاكل رواد الأعمال برائيك , ما هي ؟
- هناك عوامل عدة لفشل مشاريع الرواد أبرزها: عدم وجود رؤية واضحة من قبل الريادي أو الريادية, انعدام التخطيط الاستراتيجي للمشروع على المدى الطويل, أيضا غياب التعاون من القطاع الحكومي في تحسين الأداء لتلك المشاريع سوء كانت لمشاريع لمنظمات معينة أو مشاريع فردية من ناحية التدريب والاستشارات اللازمة, حيث تجد دائماً القطاع الحكومي والنظام البيروقراطي والروتين الممل يؤثر بشكل كبير على أي مشروع خاص. ولهذا نجد أن الصين واليابان وماليزيا هم مثال نموذجي وحقيقي لبلدان قدمت كافة الدعم والتسهيلات لأصحاب تلك المشاريع بهدف اكتفاء ذاتي للأفراد والمجموعات مما ينتج عن ذلك تخفيف الضغط على الحكومات في توفير فرص العمل لهم نتيجة لما يجري في عالمنا اليوم في تفشي ظاهرة البطالة بصورة كبيرة جداً قد تصل إلى 55% بحسب تقارير البنك الدولي.


في ظل غياب وعدم وجود المنظمات والمؤسسات التي تهتم بتقييم وتدريب وتصحيح بيئة الأعمال .. هل هذا يؤثر في انحراف نجاح مشاريع الرواد؟

- في السابق كونا نرى نجاحات متعددة لتلك المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة, حيث كانت وزارة التخطيط والتعاون الدولي بمثابة بوابة وسيطة مابين المنظمات الدولية والشباب, حيث كانت على سبيل المثال تعطي منح في أهم النطاقات كاللغة الانجليزية التي تعتبر بوابة لفهم بيئة الأعمال الخارجية في مختلف دول العالم وما تحتويه من أفكار جمة تجعلها ناجحة بكل المقاييس, إضافة إلى تعلم برامج ICDL رخصة الحاسوب الآلي وبرامجه المختلفة ناهيك عن الدورات التدريبية الإدارية في مختلف المجالات وكل ذلك كان يصب بغرض التأهيل واكتساب المبادئ الأساسية ناهيك عن ذلك أنها كانت تشرف على المخرجات في حيث إذا كان الشباب متساهل ومهمل في التحصيل العلمي خلال تلك الدورات.

هل المشاريع الابتكارية لاقت مكاناً مناسباً وسط العديد من المستهلكين التقليدين في بيئتنا اليوم ؟
- الجميل في مجتمعنا اليمني كان في السابق مجتمع منغلق, الآن أصبح منفتح على الغير وذلك بسبب سفر الشباب اليمني إلى العديد من البلدان بالإضافة إلى الانفتاح على العديد من الثقافات في العالم خصوصاً في مبدأ المأكل والمشرب والملبس ولهذا شكل فرصة كبيرة على ارض الواقع ..على سبيل المثال بفتح العديد من المطاعم منها المطاعم الهندية والسورية, بالإضافة إلى وجود منتجات ومشاريع خارجية تواجدت في وقتنا الحاضر مثل الايس كريم على الصاج و مكينة الوافل وعربات حبوب الذرة الصحية.

سؤال أخير دكتور .. في ظل غياب وعدم تشجيع القطاع العام تجاه رواد الأعمال, ما دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني والدولي العاملة في دعم قطاع بيئة الأعمال تجاه الرواد ؟

- للأسف الشديد أصبح الدور الفعلي لمعظم المنظمات والمؤسسات التمويلية هو فقط تقديم الدعم اللازم للرواد بهدف خلق حركة تجارية تهدف إلى اكتفاء الأفراد من الاحتياج المادي وهذا للأسف الشديد لا يصح على الإطلاق لان الجوهر والنقطة الأساسية هي ليست فقط تقديم الدعم, بل كيفية الاستمرارية والاستدامة لرؤية واضحة في تلك الأعمال في ظل تقلب الظروف الاقتصادية والسياسية بالبلد. ولهذا لا بد من بعض تلك المنظمات الاهتمام الجاد حول تلك النقطة كونها المحور الأساسي لاستقطاب اكبر كم من الشباب ورفدهم بسوق العمل على المدى الطويل ناهيك عن تخفيف الأعباء الكبيرة على القطاع العام في مسالة توظيف العمالة والخريجين الشباب من مختلف الجامعات اليمنية.

حول الموقع

سام برس