بقلم/ معاذ الخميسي

# لاكثر من شهرين ونحن موجوعون على (الشفيق) الإنسان شفيق أحمد العماد الذي لم يهرب أو يتوارى عن الأنظار في أصعب الظروف وأخطر المراحل عندما كان فيروس كورونا يقضي على الكثيرين كباراً وصغاراً..

ويوم أن كان المرور السريع على الفيسبوك يحيطنا بالخوف والهلع وأغلب المنشورات تتحدث عن الموت فقط..وكثير من الأسماء تتساقط عند مقصلة الكورونا..ومعدل الوفيات في أعلى حالاته..والهروب من السوشيال ميديا انجح طريقة للابتعاد عن القلق والضغوط النفسية..!

# لم يستثن (الشفيق) نفسه من التواجد في المستشفى وعلاج المرضى وخطر كورونا يلاحق الأطباء والممرضين ويهددهم بالموت..وهو الطبيب الذي يعاني من (الربو) المرض المزمن الذي يتعايش معه منذ زمن..ولديه السبب والعذر الكافي ليبقى في بيته بعيداً عن مخاطر الموت..ومع ذلك أصر على أن يستمر في تأدية واجبه الإنساني..وأصيب بكورونا..وبدأ مرحلة العد التنازلي لحالته الصحية التي تدهورت سريعاً حتى وصل إلى مرحلة التنفس الصناعي..!!

# هذا هو (الشفيق) الإنسان الذي فضل البقاء بجانب المرضى فأصيب ودخل مرحلة الغيبوبة والوضع الصحي الحرج..وفارق الحياة..لينتصر لانسانيته وقسمه الطبي ولموقفه ومسئوليته أمام الله وهو الذي لم يترك المرضى ولم يتهرب عن مساعدة وعلاج من اقتربوا من الموت وكان لهم الطبيب والأخ والإنسان وسعى لعلاجهم وسلم نفسه لخالقها وللقضاء والقدر وماهو مكتوب له..!

# مضى إلى داره الأبديه ولحق بأبيه الذي عاش ومات مؤمناً ومستقيماً وصادقاً ووفياً وبشوشاً ونزيهاً ونظيفاً..ومثله كان (إبنه) بل ورحيماً وشفيقاً بالكثير من المرضى وخاصة بالذين طحنتهم الحياة..فلا يتركهم إلا وقد زرع الطمأنينة في قلوبهم ووفر من خلال تواصلاته ومعاريفه ما يحتاجونه..!!

# يكفي (الشفيق) في وداع الدنيا ذلك الحب والوفاء في تشييع جثمانه..وتلك الجموع الكبيرة التي شيعته صباح اليوم بدموع الحزن ودعوات الرحمة والمغفرة..

#ومثل (الشفيق) شفيق هنيئاً له (الموت) شهيداً وهو في ميدان المعركة الشرسة والخطرة..وفي أشرف وأنبل (المعارك)..!
وهنيئاً له حين مات مقبلاً غير مدبر..ومنتصراً..وبطلاً شجاعاً..ومؤمناً قوياً وصابراً..لينال الأجر والحسنات..وجنات النعيم

رحمة الله عليك ومغفرته ورضوانه

حول الموقع

سام برس