الدكتور / علي أحمد الديلمي

شهدت البشرية وقوع كوارث طبيعية عديدة في مختلف المجالات الصناعية ولكن هناك كوارث وقعت بسبب النشاط الانساني منها كارثة مدينة بوبال الهندية وتشرنوبيل وتولوز وفوكوشيما وغيرها.

بعد انفجار مرفأ بيروت تضاعف القلق والمخاوف من حدوث كارثة تهدد ليس فقط ميناء ومدينة الحديدة اليمنية بل والدول المجاورة وكذا البيئة والملاحة الدولية في البحر الأحمر الأمر يتعلق بـ"خزان صافر" الذي يشكل قنبلة موقوتة.

توقف ضخ النفط إلى خزان صافر بعد انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015 ولم تتمكن سلطة صنعاء من استخدام المخزون النفطي الذي كان يحتويه منذ ذلك الحين وهي الكمية المقدرة بمليون و100 ألف برميل نفط خام وتم سحب الموظفين وإنهاء أعمال الصيانة الدورية.

المشاكل الفنية التي تحيط بالسفينة صافر كما يشير الخبراء في مجال النفط أنها وصلت إلي درجة لا يمكن معها إفراغ محتويات السفينة العائمة من النفط نظراً للتلف الذي تعرضت له خزاناتها الـ38 والتي تربط بينها شبكة من الأنابيب التي تعرضت للصدأ والتلف ما يجعل أية عملية تفريغ مخاطرة كبيرة كونها تتطلب ضغطاً عالياً سيؤثر على هذه الأنابيب ما يؤدي إلى انهيارها وتسرب النفط كما أن انفجار الخزانات أصبح أمراً وارداً ووشيكاً بسبب تسرب معظم الغاز الخامل من الخزانات وهو الغاز الذي لم يتم تجديده بسبب كلفته العالية ويعد إحدى أهم وسائل الصيانة والحفاظ على النفط من الاختلاط بالأوكسجين وحل الهواء الجوي المشبع بالأوكسجين الذي سيحل بديلاً عنه بالاضافه إلي أن أحد أسباب إيقاف أعمال الصيانة هو كلفتها الباهظة والمقدرة بـ10 ملايين دولار سنوياً.

دعت الأمم المتحدة منذ عام 2017 للمساعدة في حل الإشكالية من خلال إرسال فريق فني لتقييم حالة الخزان وعمل الصيانة اللازمة لضمان تفريغ المخزون تفادياً لحدوث كارثة محتملة وشدد مجلس الأمن لأول مرة منذ بداية الأزمة في قراره رقم 2511 بتاريخ 25 فبراير (شباط) 2020 «على المخاطر البيئية وعلى ضرورة أن يتاح دون إبطاء وصول موظفي الأمم المتحدة لتفتيش وصيانة الخزان الموجود في شمال اليمن الخاضع لسيطرة سلطة صنعاء.

الامم المتحده قدمت مقترحا عبر مبعوثها مارتن غريفت لحل مشكلة خزان صافر جوبهت بالخلاف بين أطراف الصراع
كما وجه مجلس الأمن مؤخرا رسالة تحذيرية لما تحمله ناقلة النفط "صافر" من خطورة كبيرة على البيئة حيث عبرأعضائه عن انزعاجهم الشديد من تزايد خطر انفجار ناقلة النفط "صافر أويل" ما قد يتسبب في كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية لليمن وجيرانه كما حذرت كثير من دول العالم المختلفة من تزايد خطر عدم حل مشكلة خزان صافر.

لكن كمايبدو أن الحكومه الشرعيه وسلطة صنعاء يستخدمون هذا الخزان كوسيلة جديده من وسائل الصراع وأدوات الحرب ألتي تزيد من معاناة اليمنييين كما يتم أستغلال هذه الاعمال بهدف الحصول علي المكاسب الماديه من شبكات الفساد في الطرفين التي تود تقاسم العائد من قيمة النفط بينما كان يمكن الاتفاق علي توريد العائد الي البنك المركزي وصرفه كمرتبات لكل اليمنيين حسب أتفاق وضمانات بواسطة الامم المتحده تؤكد وصول المبالغ إلي المستحقين في كل اليمن لكن يبدو أن شبكات الفساد لاتريد إلا الاستمرار في مزيد التدمير والفساد.

إذا ماهو المطلوب اليوم يعتقد الكثير من اليمنيين والمهتمين بما يحدث في اليمن أنه مشكله حقيقيه ويجب اتخاذ إجراءات عمليه للحيلولة دون وقوع كارثة بيئية جراء خزان "صافر" العائم لأن ذلك سيلحق الضرر بحياة ومعيشة الصيادين اليمنيين والمدنيين في الساحل وسيؤثر في الملاحة البحرية ويؤدي إلى التلوث البحري الشديد.

يظل الهدف الأساسي للجميع هو الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل وجاد لحل المشكلة وسبب الأزمةوتلافي وقوع الكارثةالأمر الذي لا يبدو توافره لدى طرفي الصراع حيث ترغب سلطة صنعاء في تحويل قيمه النفط الموجود على السفينة صافر إلى البنك المركزي في صنعاء لدفع مرتبات الموظفين في حين تقول حكومة الشرعية إن البنك المركزي تم نقله من صنعاء بقرار جمهوري وأن ألقيمه يحب أن تحول إليه وكلها مبررات يراد بها باطل وكان بالإمكان الاتفاق علي ذلك بكل سهوله إذا توفرت الإرادة للحل .

الحكومة اليمنية حمّلت بدورها موضوع «خزان صافر» إلى المحافل الدولية والإقليمية ويرى آخرون أن حل تلك الأزمة قد تحل بفرقة أممية للصيانة يسمح لها بالدخول من جانب سلطة صنعاء مع بقاء الوضع كما هو إلى أن تقف الحرب ويكون هناك حل شامل.


هل يمكن أن يتحمل الشعب اليمني كارثه جديده فيما لو أنفجر خزان صافر في ظل صمت جميع النخب السياسيه اليمنيه والأحزاب وكل المهتمين تاركين ألامر وكأنه لا يهمهم أن هذه الكارثة يمكن أن تدمر الجميع وستظل أثارها لسنوات عديده .

الواجب اليوم على الجميع رفع الصوت عاليا أمام جميع المتصارعين في أن هذا التعنت في حل مشكلة خزان صافر سوف يدمر الجميع ويطال أقصي مانتوقع .

إنها دعوه لكل من لديه عقل رشيد من اليمنيين لنحمي أنفسنا وبلادنا من ويلات جديده لن يساعدنا أحد إذا لم نساعد أنفسنا في حلها وسنظل في خانة النسيان ولن يبالي بنا أحد فالسكوت فيه هلاكنا ورفع الصوت أمام من أوصلونا إلي حافة الهاويه هوسبيل النجاة الوحيد .

حول الموقع

سام برس