سام برس


كتب/د. وسيم وني

إحياءً لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ذهب ضحيتها نحو 3500 شهيدٍ من الفلسطينيين واللبنانيين العُزّل على أيدي الميليشيات الإنعزالية وجيش سعد حدّاد وما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي، على مدى ثلاثة أيام متواصلة ما بين ١٦ و١٨ أيلول ١٩٨٢، وبدعوةٍ من منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح"، زارت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية مثوى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا، قُبيل ظهر اليوم الخميس ١٧-٩-٢٠٢٠، ووضعوا إكليلين من الغار على النصب التذكاري للشهداء بِاسم السيد الرئيس محمود عبّاس ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقرؤوا الفاتحة للشهداء.

وشارك في وضع الأكاليل قادة الفصائل الفلسطينية، والقيادة الوطنية الفلسطينية الموحّدة للمقاومة الشعبية، وممثّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية واللجان الشعبية وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" في بيروت، والفرقة الكشفية والموسيقية التابعة لحركة "فتح"، وأشبال وزهرات حركة "فتح" والأطر التنظيمية والمكاتب الحركية كافةً.

وكانت كلمة لمسؤول القيادة العامة أبو كفاح غازي، قال فيها: "نترحّم على شهداء الثورة الفلسطينية، شهداء شعبنا الفلسطيني وشهداء مجزرة صبرا وشاتيلا التي نستذكر ذكراها الثامنة والثلاثين. هذه المجزرة ارتكبت في النهار من قبل العدو الصهيوني، وفي المقدمة منهم السفاح شارون، وبالتنسيق مع عملاء الكيان الصهيوني في لبنان، هؤلاء العملاء الذين لم يستطيعوا إلا أن يكونوا في الخندق المعادي لشعبنا الفلسطيني. هؤلاء الرجعيات الذين تساوقوا مع العدو الصهيوني وكان لهم المذبحة والمجزرة ضد شعبنا الفلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا".

وأضاف غازي: "هنالك مجزرة في نفس الوقت، مجزرة وجريمة سياسية تُرتكب اليوم بحق شعبنا وقضيتنا، هذه المجزرة والجريمة التي ترتكب اليوم من أنظمة عربية بحقِّ شعبنا وقضيتنا تدّعي أنها عربية إسلامية ضدّ قضية شعبنا الفلسطيني، تتساوق مع صفقة القرن التي أعلنها ترامب ضد قضيتنا، وتحاول تصفية هذه القضية وتصفية قضية الشعب من خلال التطبيع الإماراتي والبحريني ومن سيتبعهم في المستقبل مع الكيان الصهيوني الذي يحتل الأرض، ويغتصب الأرض ويشرد الشعب، ويقتل أهلنا وشعبنا ويحرق البيوت".

ورأى غازي أنَّ الرد الحقيقي على ما يتم من محاولات لتصفية قضية شعبنا، والرد الحقيقي على ما يتم من محاولات تطبيع وإقامة علاقات مع هذا الكيان الصهيوني، هو خيار الوحدة الوطنية الفلسطينية التي أسسها الأمناء العامون في بيروت والتي كانت الخطوة الأولى، واتاحت التباشير لشعبنا الفلسطيني بأن الوحدة الوطنية هي الأساس.

وأكد غازي أنه في التشتت والتمزق ضعف وفي الاتحاد قوة لشعبنا العربي الفلسطيني، لافتًا إلى أنَّ وحدة الموقف هي التي تحمي شعبنا الفلسطيني وقضيتنا الفلسطينية من الزوال وممن محاولة الشطب.
وشدّد على السير قُدمًا باتجاه الوحدة الوطنية التي يجب أن تكون وحدة جامعة للكل الفلسطيني ومبنية على أساس برنامج وطني واضح وصريح ومقاوم ضد العدو الصهيوني وبكافة أشكاله وفي المقدم منها الكفاح المسلح، لأنّ هذا العدو الصهيوني لا يفهم إلا بلغة القوة.

ورأى غازي أنَّ الشعب الفلسطيني أقوى وأصلب من كل المؤامرات وتصاريح نتن ياهو، مؤكِّدًا تمسُّك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه حتى تحريره كاملاً.
وأكد أنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الإطار الجامع للكل الفلسطيني وأن الأنظار متجهة نحو إعادة تشكيلها وتفعيلها.
وكانت كلمة لأمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات قال فيها: "في مثل هذا اليوم ارتكب العدو الصهيوني أثناء غزوه للبنان ولبيروت مع حلفائه وعملائه جريمة العصر عندما استفرد بهذا المخيم -صبرا وشاتيلا- بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية أكثر من ثلاثة أشهر مع الحركة الوطنية اللبنانية في مواجهة هذا الاحتلال.

أنتم شهدتم وعاش الكثير منكم فصول هذه المجزرة والجريمة التي ذهب ضحيتها ما يقارب ثلاثة آلاف من الشهداء والأطفال والشيوخ بأبشع جريمة هزّت ضمير العالم، حيث يأتي في مثل هذا اليوم من كل عام مناضلون من كل دول العالم، واليوم بسبب جائحة كورونا سيحيون هذه المناسبة في بلدانهم، يأتون كل عام من أجل أن لا ننسى هذه المجزرة الرهيبة، تاريخ الاحتلال والتاريخ الصهيوني مليء بالمجازر من دير ياسين إلى المنصوري، وما زال مستمرًا إلى كل الجرائم إذا أردنا أن نعددها لا نستطيع أن نحصيها".

وأضاف: "كي لا ننسى اليوم نلتقي، كي نؤكد على أنّ هؤلاء المجرمين السفاحين القتلة يجب أن يُقدَّموا إلى العدالة حتى يتلقوا عقابهم. يجب أن لا يُفلتوا من العقاب، وكي لا ننسى يجب أن نتذكر دائمًا أن هؤلاء الشهداء منهم نحو 800 لبناني و2200 فلسطيني. فقد امتزج الدم الفلسطيني واللبناني في كل مواقع التضحية والفداء، لذلك نقول اليوم لإخوتنا في لبنان كنا معًا وسنبقى معًا إن شاء الله حتّى تحرير وطننا الحبيب وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

وتابع أبو العردات: "اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى شاهدنا مهزلةً بالأمس بحضور الرئيس ترامب ورئيس حكومة الاحتلال نتنياهو وممثل دولة الإمارات العربية المتحدة ووزير خارجية البحرين يوقعون اتفاقية تطبيع وسلام مع الاحتلال، وما الذي يجبرهم؟! هل هم دولة مواجهة؟ ولماذا يبيعون من حساب الشعب الفلسطيني؟! لماذا يستسهلون الذل والمهانة والخيانة بحق الشعوب العربية وشعوبهم؟! هذا المشهد المذل وهذه الإهانة المستهانة التي شاهدناها بالأمس سنرد عليها نحن أبناء فلسطين بمزيد من الوحدة والقيادة الوطنية الموحدة التي جاءت نتاج اجتماعات رام الله وبيروت المقاومة. سنرد على هذه المؤامرة التصفوية وهي جزء من صفقة القرن سنرد عليها بمواجهة الاحتلال والتصدي للاحتلال وبتفعيل المقاومة الشعبية الشاملة بكل أشكالها، هذا الاجتماع المبارك بين رام الله وبيروت الذي كان برئاسة الرئيس محمود عبّاس صاحب الموقف الحازم والصارم الذي عبر عن موقف الشعب الفلسطيني بكل إيمان وإرادة ووضوح، عبر عن موقف الشهداء والاسرى والمعتقلين.

هذه الجريمة التي شهد العالم أجمع فصولها ستبقى وصمة عار على جبين دولة الاحتلال الصهيوني وعلى جبين العملاء الذين شاركوا معهم في هذه المجزرة الرهيبة".

وختم قائلاً: "اليوم نلتقي هنا من أجل تجديد العهد، عهد الوفاء للشهداء، عهد الوفاء للأسرى، عهد الوفاء لفلسطين، عهد الوفاء للبنان، عهد الوفاء للعروبة، فلنردد معًا عاشت فلسطين حرة عربية.. عاشت فلسطين حرة عربية.. المجد للشهداء والخزي والعار للمطبيعين المتآمرين".

حول الموقع

سام برس