بقلم / ماجد عبدالكريم غيلان
تحت شعار (مجتمعنا حياتنا) وضمن هذه المبادرة المجتمعية التي أصبحت عنواناً بارزاً ينبثق منها وتحت شعارها معظم المشاريع الخيرية والأعمال الإجتماعية التي باتت تجتاح معظم مناطق وصاب تحت ظل هذه المبادرة التي أطلقها رائد الأعمال الخيرية ورجل التنمية المجتمعية في المنطقة الدكتور القدير/ اسماعيل ناصر الجند قبل حوالي أربعة أعوام ، وماتزال المشاريع والأعمال الخيرية بمختلف أنواعها تتوالى منذوا ذلك الحين وحتى اليوم بفضل مثل هذه المبادرات والوعي المجتمعي المتزايد نحو أهمية مشاريع التنمية في المنطقة واستمرار المرافق الخدمية في تقديم خدماتها وعائد ذلك الايجابي على المجتمع ومصالحه العامة في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد..

وفي منطقة التعاون تحديداً ، الواقعة على مفترق طرق رابطة بين ثلاثة مخاليف رئيسية في مديرية وصاب العالي ، يجري هذه الأيام العمل بوتيرة عالية في مشروع ترميم وتأهيل مدرسة التعاون الأساسية الثانوية الى جانب استكمال العمل في مشروع مركز التعاون الطبي الذي بدأ العمل فيه قبل نحو ثلاثة أشهر بتكلفة تجاوزت العشرة مليون ريال حتى اليوم بجهود ومساهمات مجتمعية وخيرية خالصة..

وفيما بدأ العمل في عملية ترميم وتأهيل مدرسة التعاون قبل حوالي ثلاثة أسابيع فقد تم استكمال بناء الدور الثاني يوم الخميس الفائت بعدد ثلاثة فصول وغرفتي إدارة مع المرافق التابعة لها ، وتم ايضاً إرساء مناقصة صبة السطوح على أحد المقاولين المتقدمين وفقاً للمعايير المتبعة في هذا المجال..

وفي إطار التأهيل المتكامل للمدرسة تم أيضاً في نفس اليوم اختتام الدورة التدريبية للقوى البشرية العاملة من المعلمين والإداريين ، قدمها كمساهمة منه المدرب القدير الاستاذ عباس عبدالله الرونة أحد المدربين البارزين في المحافظة وأحد أهم من قادوا دفة إدارة المدرسة ذاتها في فترات سابقة ، وقد تناولت هذه الدورة التدريبية عدد من المحاور والمواضيع المتعلقة بتطوير العملية التعليمية وفق الرؤى والاستراتيجيات الحديثة كالتعليم النشط وطرق التدريس الحديثة والتخطيط الدراسي والإدارة الصفية وغيرها من المواضيع التربوية ذات الصلة بمجالات التدريب والتأهيل للمعلمين والإدارة المدرسية ، وبذلك يكون هذا المشروع قد تميز عن غيره من المشاريع والمبادرات السابقة في المنطقة بعملية التدريب والتأهيل البشري للكوادر العاملة إلى جانب عملية الترميم والتأهيل المادي للمبنى المدرسي ومرافقه المتعددة ، كما لا يفوتنا التنويه وجوباً الى أن هذه المبادرة مازالت في مراحلها الأولى وهي بحاجة كبيرة إلى مزيد من المساهمات والدعم المالي والعيني من قِبل أبناء المجتمع ورجالات الخير والعطاء حتى تتكلل بالنجاح المطلوب وتتحقق الأهداف المنشودة في إصلاح وتأهيل هذا الصرح العلمي الهام واستعادة مجده وألقه كأحد أقدم وأهم المدارس في المنطقة وعلى مستوى المديرية.

وفي الختام وأمام تحقق كثير من معاني شعار المبادرة المرفوع (مجتمعنا حياتنا) فإنه لايسعنا ألا ان نسجل قمة الإعجاب والإشادة وغاية التقدير والثناء على ما وصل إليه مجتمعنا من الوعي الكبير والتعاون منقطع النظير ، والذي تجلت نتائجه في القيام بعدة مشاريع خدمية وتنموية في عدد من المجالات رغم الواقع المرير والظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع والبلد بشكل عام ، وفي مجال التعليم على سبيل المثال فقد تم تجاوز العديد من الصعوبات والمشكلات رغم كبر حجمها مثل عملية بناء وصيانة المباني المدرسية المتوقفة من قِبل الجهات المعنية منذُّ أكثر من عشر سنوات ، وغيرها الكثير من المشكلات الناتجة عن استمرار الحرب وانقطاع المرتبات لعدة سنوات على التوالي ، وإن تمت بعض الحلول بشكل محدود أو مؤقت إلا انها قد جعلت من التعليم الحكومي في هذه المناطق الريفية أكثر جدوى وأفضل حالاً عنه في المناطق الحظرية والمدن التي بقيت فيها مشكلات التعليم دون أي حلول أو معالجات ليستمر تراجع وتردي التعليم الحكومي فيها بشكل كبير ، لصالح ازدهار وانتشار التعليم الأهلي والخاص على حساب شريحة كبيرة من ابناء المجتمع الذين لايستطيعون الإلتحاق بالمدارس الأهلية ، حتى أصبح المواطن في كثير من المدن ومناطق تواجد المدارس الأهلية والخاصة محصوراً بين خيارين أحلاهما مُرَّ فإما الإكتواء بنيران أسعار المدارس الأهلية أو الإكتفاء بفتات التعليم الحالي في المدارس الحكومية.

حول الموقع

سام برس