سام برس


تجربة جديدة وآفاق أخرى للعرض زمن الكورونا...لوحات متنوعة و النوافذ بجمالياتها..

خلال فترات الحجر الصحي جراء تفشي فيروس كورونا واصل الفنان التشكيلي عمله الفني و انجاز لوحات جديدة بل انه ابتكر طريقة عرض جديدة بالنسبة اليه حيث افتتح معرضه الخاص و ورشته المفتوحة بمنزله الكائن بجهة طبربة و كان هذا حلمه لسنوات الى جاني تقلص فضاءات المعارض و تكلفة بعضها. و في أواخر شهر جوان الماضي و جه دعوة لأصدقائه و الفنانين و فيها " يشرفني دعوتكم لافتتاح ورشتي الحرة يوم الاحد المقبل على الساعة الرابعة مساء بمقر اقامتي ب 15 نهج الواحة طبربة "..

تجربة جديدة يعيشها صاحب النوافذ الفنان نور الدين الرياحي ..هو الفنان الذي يواصل تأملاته الجمالية للقول بالفن يكتب عباراته و يطرح معانيه في هذا المجال الكوني و الانساني المفتوح على النظر و الرجاء..
من سنوات الثمانينات و هو ينثر في الفضاءات كلماته الخارجة من دواخله الملونة لتتعدد معارضه الفردية و الجماعية حيث الفن لديه عالم بأسره و الرسم جزيرة هواجسه و أحلامه يلوذ بها و لا يترك للعابرين غير نوافذ يفتحها عليهم مثقلة بالدهشة ..فيها المشاهد و الأمكنة و الظلال و الغلال و الثمار و الحدائق القائلة بالعذوبة...انها نوافذ النور الأخرى...

انها النافذة كاطار للعبارة التشكيلية للقول بالجمال و البساطة و الهدوء و الشجن الناعم في عالم يلفه الصخب و الافتعال و الصراخ و الضجيج القاتل ضمن عنوان العولمة الهدامة التي كثيرا ما سعت لقتل الخصائص و المميزات البسيطة و العميقة..

عبر النوافذ اذن يفضح الفنان هذا الهراء الكوني ليأخذنا الى ما هو دافئ و باذخ في ذواتنا و صرنا نتناساه أو لا نبالي به في هذه الزحمة الموبوءة من الشواغل العابرة و الضيقة و السطحية بالنظر الى تراثنا و حضارتنا و أمجاد أزمنتنا ..

هكذا يأخذنا الرسام نورالدين الرياحي طوعا و كرها الى نشيده الملون و المعطر بالألفة و المحبة و التحنان لنرى عالما بسيطا و جميلا و ساحرا بحميميته و عمقه و سعة حياته بعيدا عن الخراب و الدمار المبين الذي حل بالكائن أيامنا هذه في حله و ترحاله..

و ... هكذا كانت تحدثنا اللوحات ..الرسام نور الدين الرياحي هذا الطفل المأخوذ بالذكرى و المسكون بالجمال المبثوث في المشاهد يبرز ذلك في معرضه المذكور.. ان الرسم مساحة من مساحات القول الجمالي ذلك أن الحيز الممنوح للذات من عناصر و تفاصيل و أشياء يجعلها تتماهى بما توفر لديها من مفردة تشكيلية نحتا للقيمة و تأصيلا للكيان..والفن تعدد اتجاهات و تيارات و رؤى مختلفة ... الرسام نورالدين الرياحي انطلق مشواره الفني منذ الثمانينات و فق نهج يأخذ الفن الى حياة الناس اليومية بتفاصيلها المفعمة بالحميمية و الحنين حيث تتعدد مناخات لوحاته بين اليومي و ما ينطبع من حالات من البيت الى المقهى مرورا بالمشاهد من الأزقة و الأمكنة التي رأى فيها الرياحي شيئا من حياته و أحلامه و هواجسه.. تنوعت و تعددت معارض الرسام نور الدين الرياحي الذي وهب أحباءه فيها و جمهور فنه نخبة من اللوحات التي نجد فيها مسحة من حميمية العلاقة بالمكان حيث يبدع في مشهد الغابة أو أزقة المدينة الى جانب تلك العلاقة الوجدانية و الفنية مع الحياة .. كما مثلت لوحات الشبابيك و النوافذ حيزا من علاقة النظر و الانفتاح على الآخر بكثير من الرفعة و الجمال و القول بالأصالة.. ان المتامل في أعمال الرياحي لا يملك الا أن ينساب مع عطور الحنين و الذكرى و الأصالة و التلقائية المولدة للألوان ضمن أحوال متعددة من الانطباعية و الواقعية و البساطة حيث الرسم بالنسبة لنورالدين ذاك الضرب من بساطة الأشياء و حميمياتها الجارفة...و الفن بالنهاية هو هذا...و ذاك.. معرض آخر و تجربة يسكنها الحنين ..الحنين الملون بحلم الرياحي في هذه الرياح العاتية للعولمة و تداعياتها في الأكوان..

النوافذ ..و آه من النوافذ..ثمة ما يشي بالسحر في ما تمنحه من فسحة للعين..و هكذا هي نوافذ الفنان التي تمنحه من المشاهد و الحكايات التي هي بالنهاية ما غنمه من حلمه الذي رافقه لسنوات و هو يهب الفرشاة و الألوان شيئا من آهاته و غنائه الخافت و هبوبه الناعم مثل فراشات من ذهب الأزمنة..نعم في سياق تجربته و في هذا الحجر الصحي يواصل الفنان تأملاته الجمالية للقول بالفن يكتب عباراته و يطرح معانيه في هذا المجال الكوني و الانساني المفتوح على النظر و الرجاء..

حول الموقع

سام برس