سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني

للأمكنة في حياة الفنانين مجال شاسع لكونها الفضاء الذي يمنح الذات الحالمة و الساعية للابتكار و الابداع مناسبات جمالية فنية تحوي الذاكرة و البراءة الأولى و الحنين فضلا عن حيويتها و ما يحتشد داخلها من عناصر و تفاصيل و أشياء باعثة على الحركة و التغير قتلا للسكون و مشتقاته..

في هذا السياق و ضمن تجربتها الفنية التشكيلية لسنوات عديدة و بعد اشتغالها على مواضيع مختلفة ..تعمل هذه الأيام الفنانة التشكيلية يمينة الذهبي العيوني على مكان له خصوصية تاريخية و جمالية و معمارية في الذاكرة التونسية و حتى العالمية لما عرف به و نعني " سيدي بوسعيد " حيث المقهى الشهيرة و الألوان الزاهية و مواعيد الناس و الأحبة و الاطلالة على البحر حيث الزرقة الرائقة..من يقول سيدي بو سعيد يقول هذا الفيض الوجداني و هذا ما عملت عليه الرسامة العيوني حيث سعت لعلاقة تشكيلية خاصة مختلفة عن غيرها تجاه المكان و أثره على القماشة ما يمكن الناظر و المتقبل للوحات من متعة جمة و هو يتوغل في العمل الفني المنجز و المتمثل لسيدي بوسعيد الذي اشتغل عليه العديد من الفنانين التونسيين و العرب و الأجانب و لكن الفنانة يمينة العيوني سعت بطريقتها للتعاطي فنيا مع المكان المذكور وفق اجتهاد مغاير.

الفن عند هذه الرسامة عمل متواصل و سفر مفتوح على الدواخل منذ الخطى الأولى حيث الألون تلك الأحلام التي نسجت حروفها حكايات و قصصا و عناوين منها الفكرة القائلة بالنشيد الموزع على االمشاهد و الحالات و الأمنيات و الأمكنة..سفر ملون يختصر هواجس الذات الحالمة و هي تعانق ألق اللحظات حيث الرسم وجد و ذكرى و أغنيات يزيدها التلوين بهاء و حرقة و تشوفا للآتي ...هكذا هي الحكاية في حيزها الجمالي ..لوحات و أعمال فنية على مدى عقود من الصلة بممكنات التلوين تشير الى نظرات مفتوحة على العالم و الآخرين بكثير من الحلم...هذا الحلم العائد الى الخطوات الأولى..مع التلوين و الرسم تعود للقراءة و الكتاب عندها عالم فسيح و ممتع كالرسم.هي فنانة تنوعت ألوان و ثيمات لوحاتها التي حلت أمكنة تونسية و أروقة و كذلك خارج تونس من حيث المشاركات و المعارض الفردية الخاصة و كذلك الجماعية ...و للذكر ففي سنة 1982 كانت لها مشاركة في معرض جماعي برواق يحيى بالبالماريوم بادارة الفنان الصادق قمش و كانت فيه لوحات معروضة لعمار فرحات و عبد العزيز القرجي و الزبير التركي و لفنانين أجانب و غيرهم كما أنها شاركت في معارض بدار الثقافة ابن خلدون و بمتحف سيدي بوسعيد و بالنادي الثقافي الطاهر الحداد و بار الثقافة ابن رشيق و بفضاء التياترو وصولا الى سوفونيبه بقرطاج آخر سنة 2019و في الخارج شاركت في معارض في كل من مصر و الجزائر و لبنان و و ألمانيا...

واشتغلت على المشاهد و عوالم المرأة و حالاتها و الرسم عندي تناسق مع الأفكار و الفلسفة .و في لوحة "قيروانيات" اشتغلت على تجربة أروى القيروانية و في باب التثمين لعملها الفني كرمت مهرجانات فنية تشكيلية و ثقافية الفنانة يمينة العيوني منها المهرجان الدولي للفنن التشكيلية بالمحرس و مهرجان العصاميات في الفن التشكيلي بالمنستير فضلاعن اختيار عمل فني لها سنة 2017 بمتحف أوزنابريخ فضلا عن لوحات معروضة بمتاحف بالجزائر و لبنان و مصر و ايطاليا و فرنسا ..و الآن تشتغل كعادتها على الجديد و في هذا السياق يكون " سيدي بوسعيد " محطتها الفنية في انتظار محطات و أعمال فنية أخرى.

حول الموقع

سام برس