الدكتور /علي أحمد الديلمي

الأخبار التي يتم تدولها عن عزم إدارة الرئيس الأمريكي ترمب في ادراج جماعة أنصار الله كمنظمة إرهابية يأتي ضمن الظغوط التي تمارسها إدارة ترمب على إيران وهذة أول مرة يتم فيها الحديث بشكل كبير عن إدراج جماعة أنصار الله في قائمة المنظمات الأرهابية

وقالت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) إن البيت الأبيض يستعد لإدراج جماعة الحوثي في اليمن على قائمة الجماعات الإرهابية في إطار حملة الضغط التي تشنها إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران

وذكرت المجلة أن ذلك سيؤدي إلى عرقلة عمل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن في المستقبل مشيرة إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو يريد تسريع هذا المسار باعتباره جزءا من سياسة "الأرض المحروقة" التي يتبناها البيت الأبيض حاليا وأشار التقرير إلى وجود أنباء عن معارضة البنتاغون (وزارة الدفاع) وخبراء مهنيين بوزارة الخارجية لهذه الخطوة.

وقال إن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية حاولوا ثني إدارة ترامب عن إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب

وتحذر المنظمات الإنسانية من حدوث مجاعة في اليمن على غرار ما جرى بالصومال بعد إدراج حركة الشباب بقائمة الإرهاب عام 2008.

أن مثل هذه الخطوة لو تم أتخاذها فإنها تتعارض مع الهدف الأمريكي المتمثل في تسوية سلمية شاملة لليمن تتضمن دورًا لأنصار الله في الحكومة المستقبلية كما أن الولايات المتحدة لديها معايير وأجراءات كثيرة في تصنيف الجماعات الأرهابية تعتمد فيها على التقارير الاستخباراتية المؤكدة في تهديد الأمن القومي الأمريكي كما أن مثل هذة الخطوة سيجعل الوضع في اليمن أكثر تعقيد وسيكون المتضرر الأول هو الشعب اليمني الذي يعتمد جزء كبير منة علي المؤسسات والمنظمات الدولية العاملة في مجال الأغاثة الانسانية

وحتي لا يفهم كلامي هنا أنه دفاعا عن حركة أنصار الله (الحوثيين) فلديهم الكثير والقادرين على الرد والدفاع عن أنفسهم وأنما يأتي كلامي هنا لمحاولة فهم الواقع ومجريات الأحداث بشكل موضوعي ووجهة نظر قد لا تعجب البعض

الثابت وفقا لمعظم الدراسات الاستراتيجية الامريكية وأغلبية الخبراء الأمريكيين في الشأن اليمني أن جماعة أنصار الله ليست جماعة أرهابية وهي جماعة لم تمارس الإرهاب العابر للحدود وتتشارك مع الولايات المتحدة في مواجهة نفس الأعداء مثل تنظيم القاعدة وأثبتت جماعة أنصار الله مرونة غير عادية مع الجهود الامريكية وجهود وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري لتحقيق السلام الشامل في اليمن قبل نهاية فترة الرئيس الامريكي السابق أوباما والتي تم إفشالها من قبل هادي والشرعية .

إلا أنة كما يبدو لايوجد ثقة كاملة بالحوثيين بسبب طبيعة علاقتهم بإيران رغم تأكيدات الحوثيين المستمرة أن علاقتهم بإيران علاقات عادية وأشارت الكثير من التقارير الخارجية أن إيران لا تتحكم بالقرار الداخلي للحوثيين وأنهم في كثير من القضايا لا يستمعون لها مثل ماحدث أثناء عملية دخول صنعاء وأستبعاد الرئيس هادي

لاشك أن المستفيد الاول من مثل هذا القرار وتصنيف جماعة أنصار الله كجماعة أرهابية ستكون إيران وربما تقدم إيران مساعدات ماليه وعسكرية بشكل أكبر لإنهاك السعودية في المستنقع اليمني وتهدد المصالح الامريكية خصوصا في ظل تنامي الرغبة الاقليمية والدولية في التواجد داخل اليمن في أطار حماية المصالح المتناقضة

فهل نري في المستقبل القريب تنامي لدور صيني وروسي وتركي وأيراني بشكل أكبر في اليمن والذي سيزيد المخاوف الإقليمية من حالة اللاستقرار في اليمن والتي كانت أحد دوافع دول الخليج في دعم عملية "عاصفة الحزم" لاتهامهم بأن أنصار الله ومن خلفهم أيران يقفون خلف هذه الفوضى ومازالت هذه المخاوف مستمرة في صيغة الاهتمامات بوصول أسلحة مهربة إلى اليمن رغم الهيمنة الجوية والبحرية واللوجستية لدول التحالف فكيف سيكون وضع المنطقة في ظل تنامي حالة الصراع وعسكرة المنطقة

تأثير صدور مثل هذا القرار على جماعة أنصار الله عبر عنة محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلي قائلا لقد أتخذو ضدنا كل الوسائل من حصار وتجويع وقصف ودمار وليعملو مايريدون ويصدرو مايرغبون فية نحن ثابتين وصامدين في بلادنا

تغيب عن الكثير تبعات بعض السياسات ومحاولة النيل من الخصوم في حجم تأثير مثل هذه المواقف في معاناة الغالبية العظمي من أبناء الشعب اليمن مثل ماحدث مع أغلاق مطار صنعاء الدولي وكان المتضرر هم الشعب اليمني وليس الحوثيين وكما حدث مع قرار نقل البنك المركزي اليمني وكان المتضرر هم أبناء الشعب اليمني

مايحتاجه اليمن في الوقت الحالي سلام يعيد كرامة اليمنيين وأستقلالهم .

سفير ودبلوماسي يمني

حول الموقع

سام برس