سام برس
ارتفعت حصيلة قتلى الاشتباكات في مدينة بنغازي في شرق ليبيا إلى 79 قتيلا و141 جريحا .
وقال وكيل وزارة الصحة لمناطق شرق ليبيا عبدالله الفيتوري في تصريح له إن "حصيلة اشتباكات بنغازي ارتفعت ليبلغ عدد الضحايا الذين سقطوا 79 قتيلا و141 جريحا".
وأوضح أن "ارتفاع حصيلة القتلى جاء بعد مفارقة العديد من الجرحى للحياة متأثرين بجراحهم من جراء الاشتباكات".
وغادرت عشرات العائلات، المناطق الغربية من مدينة بنغازي الليبية تحسباً لتجدد المواجهات المسلحة التي اندلعت نهار الجمعة الماضي.
يشار إلى أن اشتباكات عنيفة دارت الجمعة بين قوات تابعة للواء العسكري المتقاعد من الجيش الليبي خليفة بلقاسم حفتر الذي يقود مجموعة مسلحة شبه عسكرية غير نظامية مع قوات من مختلف كتائب الثوار.
وقال حفتر في كلمة متلفزة مساء أمس إن"ملحمة الكرامة ليست انقلابا عسكريا ولا هي سعي للوصول إلى السلطة وإنما هي عملية محددة لاجتثاث الإرهاب من ليبيا".
فيما اعتبر رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين أن "العسكريين الذين قاموا بأحداث بنغازي المؤسفة هم أشخاص خارجون عن القانون وانقلابيون على ثورة 17 فبراير".
كما دعا بيان مشترك للمؤتمر الوطني العام والحكومة المؤقتة ورئاسة الأركان العامة للجيش الليبي أهالي مدينة بنغازي إلى "التماسك والوقوف صفا واحدا مع أبنائها المخلصين المدافعين عن الشرعية التي اختارها الشعب الليبي لدحر الانقلابيين والمحافظة على امن المدينة وعدم الانجرار وراء ما تبثه بعض وسائل الإعلام المغرضة التي تدعو إلى بث الفوضى وشق الصف داخل المدينة".
وتزامنت هذه التطورات مع إعلان جهاز الأمن الوقائي في بنغازي أنه تم إخلاء مطار بنغازي من الطائرات تحسّباً لأي خروقات أمنية، وتم تمديد إغلاق المطار حتى يوم الإثنين، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يتم تمديد الاغلاق لوقت إضافي تبعاً للتطورات.
من جهتها، أعلنت رئاسة الأركان العامة في الجيش الليبي، حظر الطيران فوق مدينة بنغازي وضواحيها حتى إشعار آخر.
وحذرت في بيان لها، من أنه سيتم "استهداف" أي طائرات عسكرية فوق المدينة وضواحيها من قبل وحدات الجيش والوحدات التابعة للغرفة الأمنية المشتركة وتشكيلات الثوار التابعة لها.
وتأتي تحذيرات رئاسة الأركان بعد مشاركة طائرة حربية تابعة لقاعدة "بنينا" الجوية في الهجوم الذي شنته قوات حفتر الجمعة.
في غضون ذلك، أبلغت حكومة تسيير الأعمال الليبية، برئاسة عبد الله الثني أمس السبت سفراء الدول الغربية، "قدرتها على حسم الموقف وحماية الشرعية الدستورية في البلاد".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الليبية، أحمد لامين إن سفراء الدول الغربية الذين التقوا الثني، مساء السبت، أبلغوه "قلقهم العميق" من تصاعد العنف والتدهور الأمني الكبير في بنغازي.
وأوضح لامين أن الثني أكد للسفراء "قدرة الحكومة والمقاتلين الثوار على حسم الموقف وحماية الشرعية الدستورية".
كذلك يتصاعد قلق دول الجوار من المعارك التي تشهدها ليبيا، إذ استنفرت الجزائر 40 ألف عسكري على حدودها مع ليبيا، إثر معلومات عن هجوم محتمل لجماعات محسوبة على تنظيم "القاعدة".
وقال مصدر أمني جزائري، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، لوكالة "الأناضول"، إن الجيش فرض حالة الاستنفار على القوات الموجودة على الحدود، والتي يبلغ تعدادها 40 ألف عسكري، منذ الخميس الماضي، أي منذ إخلاء مقر السفارة الجزائرية في العاصمة الليبية طرابلس.
وفي تطور دبلوماسي عربي لافت كلفت الجامعة العربية وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق ناصر القدوة لرئاسة وفدها إلى ليبيا لمباشرة مشاورات مع كافة الأطراف الليبية بشان إطلاق مؤتمر المصالحة والحوار الوطني .
وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في تصريحات صحفية عقب اجتماعه أمس في القاهرة مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى إن الجامعة كلفت القدوة لرئاسة الوفد العربي إلى ليبيا سواء قبل او بعد تشكيل الحكومة الليبية الجديدة وذلك للانطلاق نحو بدء مشاورات مع كافة النخب السياسية في ليبيا والتي تضم المؤتمر الوطني العام والأحزاب السياسية والجهاز التنفيذي للحكومة ومنظمات المجتمع المدني وقيادات القبائل والحكماء خاصة فيما يتعلق بالمصالحة والحوار الوطني .
وأكد ترحيب ليبيا بهذا الوفد واستعدادها لتأمينه وكذلك على الثقة في عمل الوفد لما يتميز به ناصر القدوة من خبرة وحنكة سياسية كبيرة .
وقال محمد عبد العزيز انه بحث مع الأمين العام للجامعة العربية كيفية تفعيل قرارات القمم العربية بشان ليبيا ودعم أمنها واستقرارها مشيرا إلى أهمية زيارة الوفد العربي برئاسة القدوة للتشاور مع الأطراف الليبية بشان المصالحة الوطنية والحوار الوطني .
وأفاد أن الحوار في ليبيا يعد بالدرجة الأولى مسؤولية الليبيين أنفسهم إلا انه هناك ضرورة لإقحام الجامعة العربية في هذا الشأن باعتبارها المظلة السياسية الراعية للشأن الليبي بالتنسيق والتشاور مع الأمم المتحدة ودول الجوار الليبي الإفريقية - الأفريقية او دول الجوار العربي .
وعبر عن تفاؤله بان تشكل مبادرة الجامعة العربية قيمة مضافة للمسار الديمقراطي والدفع به قدما خاصة في إطار الحوار الوطني .

حول الموقع

سام برس