سام عبدالله الغُـباري

- الفارق بين "رامز جلال" و"عبدربه هادي" أنه "يمزح"، بينما "هادي" يتظاهر بالمزاح ويسعى إلى آخر لحظة في ترك "ضحاياه" لسمك القرش "الحقيقي". - "رامز جلال" مُعدُّ ومقدم برنامج "كاميرا خفية" على قناة "mbc" يسمى (رامز.. قرش البحر) يصطاد أصدقاءه ويوهمهم بالغرق في المياه وبأن أسماك القرش المزيفة ستمزقهم كما فعلت بالمذيعة الجميلة، وبعد دقائق الرعب والموت الحقيقيَّيْن، يأتي " رامز" على ظهر "قِرش" آلي ليكشف اللعبة وبأنه كان يمزح لإسعاد متابعيه ومشاهديه. - "الرعب" وسيلة للسعادة!! إدارة قناة "mbc" لديها هدفها من ذلك بإرعاب ضيوفها وضحاياها لكسب مزيد من الإيرادات الإعلانية.. و"رامز" لديه هدف آخر يقصد به النجاح وباعتباره فتى "المقالب" غير المتوقعة، أما المستهدفون فلا يمانعون من عرض مأساتهم للناس بعد اكتشاف زيفها، طمعاً في استلام مبلغ مالي ضخم يقدر بعشرة آلاف دولار. - في "اليمن" يجيد الرئيس الانتقالي "عبدربه منصور هادي" هذا الفن من "المقالب"، غير أنه لن يبالي لو أكل "سمك القِرش" ضحاياه، وهو ما فعله مع "الإخوان" هنا!، اتفق معهم على ممارسة دور "الضيف المستغفل".. استدعى الأسماك المفترسة ونزع سدادة الهواء عن القارب المطاطي.. الإخوان يغرقون، و"هادي" يذبح لهم "طُعماً" فينتشر الدم في الماء. ويكتشف الإخوان أن سمك القرش لم يكن "آلياً" وقد افترس بعضهم وكل الغواصين والمصورين، وهُـم يستنجدون بهادي.. فيطمئنهم لا تقلقوا "إنه مقلب"!، القرش يقترب أكثر بشهية مفتوحة، ولن يرحم الإخوان من أنيابه الفتاكة إلا صوت "الرئيس المُـخرج"، ويبدو أنه نسيهم في وسط البحر وانشغل بضحيته القادمة. - تكلفة إنتاج برنامج "كاميرا خفية" يمني بأدوات حادة وبدماء حقيقية باهظ للغاية في الأرواح والاقتصاد والحياة والاستقرار، وصار من الواجب إنهاء هذه التمثيلية "الواقعية" والذهاب نحو اصطفاف وطني فاعل لا مجال فيه للإيهام أو المكر، وتقديم الرعب كطرفة لإضحاك الفقراء في شهر حزين تصطدم شمسه بقمره هرولة للرحيل عنّـا، وكأننا لا نستحق مغفرته وبركة أيامه التي قد لا تعود واليمن موحد كما هو اليوم.. فيما الجميع غير مصدق لما يحدث بانتظار سماع صوت.. أي صوت (معك.. الكاميرا الخفية)!!

اليمن اليوم

حول الموقع

سام برس