أحمد عبدالله الشاوش
يأتي العيد والإحزان والمصائب تطارد اليمنيين في جميع الاتجاهات ، كما هو الحال في العراق وسوريا وليبيا ومصر وغزة ، وغيرها من دول العالم العربي والإسلامي " الجريح " حتى صار كلُ منا يسمع أنين الآخر ، ويشاهد دموعه النازفة ، ويسمع صرخاته واستغاثاته المرعبة ، ويعلم بجوعه وفقرة المدقع ، فاقداً لرغيف يبقيه على قيد الحياة وشربة ماء تنقذه من الفناء ، ومأوى يقيه
من شظايا قذيفة ، مفارقاً للابتسامة والسعادة ، وتغييب الأمن والاستقرار ، نتيجة لظلم ذوي القربى وأصحاب المشاريع السياسية المأزومة المفتونين بجنون " شهوة السلطة والتسلط "
*هاهي الفرحة والسعادة التي اعتدناها في ظل الأمن والاستقرار تُنزع من الأطفال قبل الكبار كما تُنزع الروح من الجسد ، وهاهي ثقافة الرعب تحل بديلاً عن العاب الأطفال وبراءتهم وحالات البكاء والصراخ عنواناً لما وصل الوضع إلية !! ويخييم الصمت من هول الصدمة ، وصار الغالبية العظمى تحت خط الفقر والرعب ، وتناثرت الأشلاء وتعفنت الجثث وتدفقت شلالات الدماء الزكية وصارت المنجزات والبيوت ودور العبادة هدفاً للفوضى ومجرد أطلال نبكيها ونتباكى عليها ، فأي " عيد " وأي فرحة نستشعرها او لحظة نعيشها بعد أن تمرد السواد الأعظم على القيم الفاضلة وتركنا العنان لشهواتنا الجامحة ، وقفزنا على قيم التسامح والتعايش والتصالح والتآخي واستبدلنا الصدق بالكذب والنفاق ، وصار الفجور والحق والغدر يجري مجرى الشيطان من دمائنا ، حتى تحولت حياتنا إلى جحيم في ظل غياب الحكمة وتحكيم العقل والتخندق الزائف و صار الإنسان أرخص سلعة في سوق النخاسة السياسي .
*مازال شريط الذكريات يعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً يستحضر مدى محبة اليمنيين وتعايشهم باختلاف مشاربهم وقراهم وحالات الوفاء النادرة التي نفتقد اليها اليوم بفعل دخول ثقافات عدوانية عملت على تقويض البيت العربي ، ولذلك مازلنا نفتقد الزمن الجميل ونتندم علية به وفيه تجسدت الروابط الاجتماعية فعاش اليمانيون في قمة السعادة رغم البساطة و شظف العيش .. فهل نتعض ونعود مرة أخرى الى شاطىء القيم الفاضلة لنغتسل من أدران الزمن البشع؟ ؟
Shawish22@gmail.com

حول الموقع

سام برس