غادة شريف
وبعدين بقى يا حمادة فى هذه الزنقة التى نحن فيها؟!.. بعض المسؤولين يتصلون بنا وبغيرنا من الكتاب يطلبون بسيف الحياء ألا ننتقدهم فى كتاباتنا، وحجتهم أن البلد «مش مستحملة»!.. طب ما هو لأن البلد «مش مستحملة» فهى بالتالى مش مستحملة عكُهم!..و بصراحة إن عدم انتقاد عك المسؤولين اسمه بالبلدى «طرمخة»، ولن يفعلها أى كاتب محترم لأنها خيانة للوطن!.. عندما كان إبراهيم عيسى فى قمة هجومه على حكومة الببلاوى كنت أرى الوزراء يخشون مكالمته مباشرة، فيحاولون عبر وسطاء أن يثنوه عن هذا الهجوم، برضه بحجة إن «البلد مش مستحملة»، لكن لأنه وطنى شريف ومهنى فلم يقبل بالطرمخة!.. من ضمن العك بقى يا حمادة أن بعض المسؤولين عندما أخبرهم الرئيس أنهم حكومة حرب ظنوا أنه بيهزر، وإلا ما معنى أن تنفرد جريدة التحرير الأربعاء الماضى بأن مسؤولا يضغط على وزير الأوقاف ليرخص لعشرة شيوخ سلفيين باعتلاء المنابر، وهو عكس ما حارب لأجله منذ تولى؟!..

الأنكى أن أحد العشرة هو ياسر برهامى!..الشيخ الذى افتخر بخداعه للتيار المدنى أثناء كتابة دستور الإخوان ليمرر المادة 129.. الشيخ الذى أيد ظهور جماعات النهى عن المنكر فى شوارعنا!!.. كيف يطالب الرئيس بضرورة تغيير الخطاب الدينى بينما هذا المسؤول يتوسط لعودة شيوخ شهدنا بأنفسنا تطرف خطابهم الدينى؟.. ولست أدرى أيضا هل كتبنا دستورا جديدا حتى نبله ونشرب ميِته؟.. هل لجنة الخمسين كان غرضها تعمل شاورمة ثم بالصدفة طلع دستور؟!.. إذا كان الدستور يحظر وجود الأحزاب الدينية، فكيف نقرأ فى الجرائد أن حزب النور بادعاء أنه حزب مدنى انتهى من إعداد قوائمه الانتخابية؟.. ولست أفهم، ألم يهدد مندوبهم بالانسحاب من لجنة الخمسين لتمسك حزبه بأن تدار الدولة بالمرجعية الدينية، لولا رفض اللجنة لابتزازه هذا؟، ألم يسعوا فى البرلمان المشين السابق لتزويج البنات من سن 9 سنوات ولإلغاء تعليم اللغة الإنجليزية؟، إذن كيف نصمت أمام ادعائهم الآن بأنهم حزب مدنى وكمان نتركهم يدخلون الانتخابات؟!.. ما هذا الاستخفاف بالدستور الذى يمارسه الجميع؟.. كيف نستهين بأن دخولهم الانتخابات يهددها بعدم الدستورية؟.. كيف يصدق المسؤول «الطيب» أن خطابهم بالمساجد سيكون وسطيا؟.. ألم يرفضوا تعيين إيناس عبدالدايم وزيرة تحريما للفن؟.. ألا يحرِمون الوقوف للسلام الجمهورى؟ هل عندما يقفون له الآن سنصدق أنهم غيروا عقيدتهم؟!..

وأثناء حكم الإخوان، ألم يقاتل السلفيون ليحصلوا على وزارة التعليم ليشكلوا فكر أطفالنا كيفما يشاءون؟..إنهم انقلبوا على الإخوان فقط لخروجهم من المولد بلا حمص فى تشكيل الحكومة.. ألم يذهب ياسر برهامى لسعد الدين إبراهيم ليقدمهم للأمريكان حتى يكونوا بديلا للإخوان حال سقوطهم؟.. فكيف نسى المسؤول الكبير كل هذا؟!.. إن إصرارهم على اعتلاء منابر المساجد يؤكد مخططهم لإعادة تحكمهم فى الشارع، حتى تكون لهم قيمة عند أمريكا!.. ثم من قال إن الحياة السياسية لا تستقيم بإقصاء التيارات الدينية؟.. هذه مقولة ابتدعتها أمريكا والطابور الخامس فرددتها كالببغاوات النخبة الجاهلة..

الإخوان المسلمون يملأون دول العالم ويتجنسون بجنسياتها على مدى أجيال متعاقبة، لكنهم لا يشاركون فى الحياة السياسية بها، فهل هذه الدول لم تستقم الحياة السياسية فيها؟.. يا من تتوسط لإعادة السلفيين لمساجدنا حرام عليك البلد!.. ستشوى فى الآخرة بصوص الباربكيو اللذيذ مع قليل من الجبن الشيدر!.. سيادة الرئيس، أعلم أن لديك مشاكل كثيرة أهم من هذه، لكن هذا قدرك، وهذه مشكلة تطعن الوطن فى ظهره.. بعض شبابنا فسدت أدمغته بسبب الخطاب المتطرف بالمساجد فتحولوا لأسلحة يصوبها الإرهاب لصدورنا، فهل سنضحى بالمزيد؟!.. كيف نحارب الإرهاب على الحدود، بينما مسؤول بالداخل يضغط ليفتح منابرنا لشيوخ اليمين المتطرف فيمكنهم من أدمغة شبابنا مرة أخرى؟.. سيادة الرئيس، أرجوك أرجوك أرجوك، ساند وزير الأوقاف.. فهو يحارب بمفرده.. بينما مسؤولون آخرون يخذلونك ويحتاجون منك شخطة جامدة!

نقلا عن المصري اليوم

حول الموقع

سام برس