عاصم السادة
ان تسقط حكومة الوفاق وجرعتها خيرٌ من ان تسقط البلد في معمعة لا نهاية لها.
هكذا نرى لطالما الشعب لم يعد يطيق الظلم الذي تجرع مرارته طيلة نصف قرن وهو يعلل نفسه بالآمال والمستقبل القادم بان يجد وطناً امناً ومستقراً وحياة كريمة ينعم بها لكن تلك الآمال كانت بمثابة مستقبل مليء بالصفعات والانفاق المظلمة والحروب الدموية والانتقام الممنهج والمؤامرات وزرع للدسائس والكراهية وتفتيت للجغرافية السياسية على اسس مناطقية مذهبية بين شعب واحد !

لقد كان ومازال الشعب متعشماً كل الخير في مؤتمر الحوار الوطني ومخرجاته بان تأتي ملبية لطموحات اليمنيين البسطاء الذين يعيشون حياة بائسة خاصة ممن يقتاتون قوت يومهم من براميل القمامة لكنهم اصدموا بالواقع حينما انعكست الامور ضد المواطن الغلبان وراحت حكومة الوفاق تغطي عورت فسادها وعجزها المالي باقرار جرعة يتحملها الفقراء والمساكين بينما الحكومة مستمرة في بحبوحة فسادها وكذبها وكأننا المواطنين وجدنا من اجل ان يعيشون هم وليس الشعب اليمني برمته.!

فبرغم القرارات الـ14 التي اصدرها رئيس الجمهورية مؤخراً بتفعيل سياسة التقشف على الحكومة والزمها بها لكنها لم تكترث له اذ سارت تفتح ارصدتها الجديدة وجيوبها الاخرى لاستيعاب المردود المالي من رفع الدعم عن المشتقات النفطية حيث كان في طليعة كاسري اوامر رئيس الجمهورية رئيس الوزراء الذي توجه مباشرة الى دولة الامارات لقضاء اجازته في ظروف عصيبة تمر اليمن به الآن لاسيما الثورة شعبية التي تشهدها الساحات مطالبة بإسقاط الحكومة وجرعتها وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.!

ثمة من يتأذى وينزعج من هذه الثورة الشعبية لأنها تنهى عن المصالح الشخصية ومنكر وفساد وظلم الفاسدين ومن يدافعون عنهم بل وتصحح مسار الثورة الفائتة "المسروقة" اذ يحاولون ان يخلطوا اوراقها بمنطق سخيف وحقير للغاية فيصفونها تارة بعودة الحكم الملكي وتارة اخرى بالعنصرية وتارة ثالثة بالمناطقية ..في حين ان هؤلاء المتنطعين يمارسون العنصرية بامقت صورها والمناطقية بأبشع وجوهها والديكتاتورية بأقذر صنوفها!

الم تكونوا اول من نابز الناس بالألقاب بـ"عفافيش" "بلاطجه" "حراكيش" ووو..!

فاين انتم من قول الله تعالى القائل في محكم كتابه: "ولا تنابزوا بالألقاب بئس اسم الفسوق بعد الايمان" صدق الله العظيم.


الم تكونوا اول صنف الناس مناطقياً بـ اصحاب منزل واصحاب مطلع وجعلتم اليمن سافلاً وعالياً و"براغلة" و"دحابشة"!!

الم تكونوا اول من قسم اليمنيين الى طوائف ومراكز وخانات فهذا من حاشد وذاك من ذو محمد "برط" وذلك من سنحان وما دون هؤلاء ينظر لهم بدونية وتابعين ليس الا..!!

الم تكونوا اول من احتكرتم الزخم الثوري الشبابي في عام 2011م وجيرتموه لكم واصبحتم ناطقين باسم الثورة الى حد ان المنصة لا يلقي احد كلمة عليها الا بتصريح من حديقة 21 مارس.!!

وبالتالي تكشف لليمنيين من الذين باعهم مقابل بضع كراسي ومناصب وصعدوا على اشلاء ودماء الشباب الذين ضحوا بانفسهم من اجل ان يحيى الاخرين بكرامة وعزة..

صحيح ان قضية الشعب صارت الان بيد السيد عبد الملك الحوثي لكنه -اي الشعب- لا يريده ان يحتذي حذوا أولئك المرتزقة الذين قبلوا بالمال والمناصب مقابل آلام وجراح الناس ..اما اذا اخترت تلك الطريقة الانتهازية والخذلان فلن تستمر بضعة اشهر وستصاب بذات البلاء الذي اصاب الوفاقين وستخسر كل من حولك وستجد نفسك وحيداً.

وكذلك الرئيس هادي لا يجب ان يظل صامتاً امام الفساد الذي يقود بالبلد الى المهالك فالوضع لم يعد يحتمل اكثر مما هو عليه الان فالأمر بيدك لكسب القضية الوطنية وحب وشعبية اليمنيين كرئيس عليهم انتخبوك ايماناً منهم انك المنقذ وقائد دفة السفينة الى بر الامان.. فلا تخذل الشعب مقابل حفنه فاسدين لا هم لهم سوى ذواتهم ..ولا استبعد خذلانهم لك في حال ضاقت بهم مصالحهم كما حدث للرئيس السابق ..فالقرار بيدك فكن ناصرهم وعضدهم للنهوض باليمن.

انصروا اليمنيين تنتصروا..

حول الموقع

سام برس