حمدي دوبله
بين يدي وثيقة صادرة عن إحدى مدارس التعليم الحكومي في العاصمة صنعاء هي ربما واحدة من غرائب وعجائب التعليم في بلادنا..
هذه الوثيقة القادمة من مجمع عمار بن ياسر بمنطقة آزال التعليمية عبارة عن استمارة تسجيل الطالبات الراغبات في الالتحاق بالمجمع وينص البند الأخير من الجزء المخصص لولي الأمر على التالي: «في حالة إذا قدر الله وحدث للطالبة أي مكروه نظراً لحالة المبنى المتداعي والمعرض للانهيار فإن إدارة المدرسة وإدارة المنطقة التعليمية خالية من أي مسؤولية تجاه ذلك وأتحمل أنا كامل المسؤولية في ذلك».. هذه المسؤولية الغريبة التي على ولي الأمر أن يتحملها ويبصم عليها تتعلق بحياة ابنته فهو كما تريد الوثيقة أن تقول، من دفع بابنته إلى التهلكة ومواجهة خطر الموت طمراً تحت أحجار المبنى المتداعي..
هل هناك غرائب كهذه التي بتنا نعيشها في هذا الزمان؟ وما هو موقف وزارة التربية والتعليم إزاء الأمر؟ وهل على أولياء الأمور المجازفة بأطفالهم وانتظار ما ستفصح عنه الأقدار ما دام أن القائمين على مسألة التعليم اكتفوا بالتحذير والإشارة إلى الخطر ووضع المواطنين أمام الأمر الواقع وتحميلهم مسؤولية لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟ وهل حقاً ستتم العملية التعليمية في هذه المدرسة تحت سقف متداع.. وهل وهل وهل... كل ذلك نضعه أمام الوزير الأشول عله يتصرف سريعاً قبل وقوع الكارثة..

صحيفة الوحدة

حول الموقع

سام برس