سام برس
تنطلق غداً الجمعة بمدينة انشون الكورية الجنوبية النسخة الـ 17 لدورة الالعاب الآسيوية بمشاركة 10 الآف رياضي يتنافسون على 439 ميدالية ذهبية في 28 لعبة اولمبية و 8 العاب عادية من الفترة 19 ـ 4 اكتوبر.

وسيكون الاحتفال الذي اعده البلد المضيف منذ مدة طويلة على وقع المفآجأة ولم يكشف عن فقراته وتجري البروفة بشكل سري ولا يسمح للاعلاميين في الدخول الى الملعب الرئيسي مكان الاستعدادات.

وستظهر البطولة التي سيتنافس عليها الابطال منها كرة القدم ، السلة ، الطائرة ، و رفع الأثقال و الووشو و التجديف وغيرها من الالعاب الجماعية والفردية.

وتسعى الصين لمواصلة تصدرها جدول الميداليات للمرة الـ 9 على التوالي، كما تبحث كوريا الجنوبية صاحبة الارض والجمهور عن نفسها في الحصول على عدد اكبر من الميداليات الملونة خاصة الذهبية رغم تواجد منافسة شرسة من دول شرق آسيا بالذات.

وتتحلى الهند التي لا ترتقي دائما لقدراتها في عالم الرياضة بالتصميم على تحسين حصيلتها البالغة 14 ميدالية ذهبية قبل 4 ساعات في قوانغتشو، فيما ستتنافس ماليزيا وسنغافورة وتايلاند على التفوق في جنوب شرق آسيا.

وبعد اربع سنوات من ألعاب قوانغتشو التي وفقًا لبعض التقديرات تركت المدينة في ديون تصل الى 32 مليار دولار، فيما أنفقت كوريا الجنوبية 1.2 تريليون ون (1.2 مليار دولار) على أعمال البناء لاستضافة الحدث للمرة الـ 3، ويتوقع ان تبلغ تكاليف التشغيل نحو 480 مليار ون.

وتعد التكاليف الضخمة لاستضافة الحدث متعدداً للرياضات التي ربما يجعل الدول تفكر مرتين بشأن التقدم بعروض لاستضافة الألعاب في المستقبل وكان اولها فيتنام التي انسحبت من استضافة ألعاب 2019م وسط مخاوفها المالية، كما رفضت الهند وماليزيا استضافة الألعاب لذات السبب.

وتبدو اندونيسيا المرشحة الوحيدة وسيعلن المجلس الاولمبي الآسيوي قراره بشأن الدولة المضيفة في اجتماع جمعيته العمومية في إنشيون في وقت لاحق هذا الشهر.

وفي ظل تعثرها جراء بعض المشاكل المالية سترسل الصين - مثلما كان متوقعا - أكبر بعثة الى إنشيون وستضم 899 رياضيا وستأمل مرة أخرى في استخدام الألعاب كمنصة لاطلاق مسيرات أبطال المستقبل في الألعاب الاولمبية.

وكانت انطلاقة السباحين سون يانج ويي شيوين في قوانغتشو وفاز كل منهما بذهبيتين قبل أن يكررا الأمر في ألعاب لندن الاولمبية 2012.

وسيشكل البطلان الاولمبيان نواة الفريق الصيني القوي في السباحة الذي سيتطلع لاحراز ما يزيد على نصف الميداليات الذهبية البالغة 38 في إنشيون.

ومن المتوقع أيضا أن يهيمن الصينيون على منافسات الغطس والجمباز وتنس الطاولة والريشة الطائرة وسيشركون العديد من الرياضيين البارزين في أغلب الرياضات 36 في إنشيون.

وبينما سيأمل المنظمون أن يبقى التركيز بقوة على الرياضة إلا أن علاقات بكين المتوترة مع بعض جيرانها في آسيا بسبب نزاعات تتعلق بالحدود في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي ربما يضفي المزيد من الاثارة على المنافسة.

وبكين في نزاع مع فيتنام والفلبين وعدد من دول جنوب شرق آسيا الأخرى حول السيادة في بحر الصين الجنوبي كما اشتعل التوتر مع اليابان وكوريا الجنوبية بشأن اعلان بكين عن منطقة دفاع جوي.

وفي الوقت الذي تستطيع فيه "دبلوماسية الرياضة" المساعدة في تهدئة العلاقات المتوترة بين الدول إلا أن لي تاي هوان مدير منظمة سيجونج في سول قال إنه من الصعب توقع أي تحسن ملموس في الألعاب الآسيوية.

وقال لرويترز عبر الهاتف "بينما أحداث رياضية مماثلة قد تلعب دور المحفز إلا أن الألعاب الآسيوية لن تكون نقطة تحول من أجل حل الخلافات وتحسين العلاقات في المنطقة."

وأضاف "رغم أننا لا يمكن أن نستبعد التأثيرات الايجابية للألعاب على الموقف الجغرافي السياسي في آسيا إلا أنها لن تكون كبيرة أو تستمر وقتا طويلا."

وبالنسبة لرياضيي القارة فإن إغراء ميدالية ذهبية في الألعاب الآسيوية يكمن في الشهرة والثروة التي تجلبها في المعتاد لكن هناك جائزة أكبر بالنسبة لرجال كوريا الجنوبية وهي الاعفاء لمدة عامين من اداء الخدمة العسكرية.

ونظريا لا تزال كوريا الجنوبية في حالة حرب مع جارتها الشمالية بعد انتهاء الحرب الكورية بين 1950 و1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام. ويتطلب ذلك أن يؤدي كل الرجال الأصحاء الخدمة العسكرية لنحو عامين.

لكن في محاولة لتشجيع الرياضيين قدمت كوريا الجنوبية اعفاء لهؤلاء الذين سيفوزون بميداليات ذهبية في الألعاب الآسيوية أو بميدالية من أي نوع في الاولمبياد.

ولدى كوريا الجنوبية التي تستضيف الألعاب الآسيوية لثالث مرة بعد سول في 1986 وبوسان عام 2002م مرشحين لاحراز ميداليات ذهبية وهم بارك تاي هوان (السباحة) وسون يون جاي (الجمبار الفني) واوه جين هييك (القوس والسهم).

كما يحدو الأمل كوريا الجنوبية في الرماية والسلاح والجودو والتايكوندو بالإضافة لمسابقات الفرق مثل البيسبول وكرة القدم للرجال والسيدات.

وسترسل أيضا كوريا الشمالية رياضيين الى الألعاب الآسيوية لكن المفاوضات حول المشاركة شهدت عدة عقبات الشهر الماضي و قررت عدم ارسال تشكيلة من 350 مشجعة الى إنشيون واتهمت سول "بانتهاك قدسية الرياضة والتبادل الثقافي" من أجل "أهداف سياسية شريرة".

وقال يانج مو جين الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية إنه لا يوجد مؤشرات على استقبال دافيء لمشاركة الشمال في الألعاب الآسيوية.

وسار رياضيو كوريا الجنوبية والشمالية معا في مراسم افتتاح اولمبياد سيدني 2000 وكان هناك حديث عبر السنوات حول اشراك فريق مشترك لكن العلاقات تدهورت.

وقال يانج "هذه المرة كوريا الشمالية أعلنتها بوضوح... إنها ستحضر الحدث فقط لأنها عضو في الألعاب الآسيوية."

وبينما لا تزال المحادثات مستمرة بين الكوريتين بشأن تفاصيل بعثة الشمال إلا أن بيونجيانج من المتوقع أن ترسل 150 رياضيا الى إنشيون.

وتستطيع كوريا الشمالية التي تكافيء رياضييها البارزين بشقق سكنية وسيارات وأموال على رفع اسم البلاد عالميا الفوز بعدة ميداليات ذهبية في رفع الأثقال بعدما نالت ثلاث ذهبيات في اولمبياد لندن منذ عامين.

ونالت طوكيو حق استضافة اولمبياد 2020 لكن اليابان فازت فقط بسبع ميداليات ذهبية في لندن قبل عامين واحتلت المركز الثالث في جدول الميداليات وراء الصين وكوريا الجنوبية منذ اربع سنوات في الألعاب الآسيوية.

وسيرسل اليابانيون 716 رياضيا الى كوريا الجنوبية حيث من المتوقع أن يقود فريقها للسباحة السعي للميداليات الذهبية بعد انتصاراته السبعة في بطولة بان باسيفيك في استراليا الشهر الماضي.

وستقود الرباعة هيرومي مياكي البعثة اليابانية وستحمل كاوري كاواناكا لاعبة القوس والسهم العلم في مراسم الافتتاح.

سبأ

حول الموقع

سام برس