بقلم / جميل مفرح
بدأنا بوقفاتنا الاحتجاجية ضد الفساد المالي والإداري الذي تشهده مؤسستنا مؤسسة الثورة للطباعة والنشر وتوالت الوقفات وضجت بنا وسائل الإعلام المختلفة ونحن نوجه رسائلنا ودعواتنا للجهات المعنية علها تولينا كرما منها لفتة أو اهتماما وتستعيد لنا مؤسستنا التي هي في الحقيقة مؤسسة وطن ومؤسسة دولة وشعب قبل أن تكون مقرا لوظائفنا ومصدرا لأرزاقنا وأرزاق من نعول.. صرخنا بكل ما أوتينا من قوى علنا نجد من ينصت إلينا ويحاول أن يتوقف ولو لهنيهات عند مشاكل هذه المؤسسة العريقة رغم إشاراتنا المتوالية صراحة بكون هذا الصرح الإعلامي الصحفي الكبير يتعرض للتآكل والتفتت وتنذر حالته بوشوك الانهيار الكامل وتحقيق إضافة جديدة للخسارات الفادحة التي يمنى بها الوطن يوما بعد آخر.

وللأسف الشديد ذهبت كل تلك الصرخات وتبددت المحاولات التي كانت تريد الحد مما تتعرض له المؤسسة الكبيرة والعريقة من تدمير بدا متعمدا وغادراً من هيئته المتمثلة في الفساد والإفساد الذي نال من مقدرات وإمكانيات المؤسسة المالية والبشرية والعينية أيضا.. جاءت أو بدأت تلك الصرخات والاستغاثات بعدما جرى وكان يجري في قوام المؤسسة ادائيا ووظيفيا بعد أن وجدنا تعمد إلى تعطيل الكفاءات والقدرات وازاحتها والاستغناء عن قدراتها التي كانت وما تزال حجر أساس في استمراريتها وتحقيق نجاحاتها ثم التحول إلى مقدرات المؤسسة المالية وتبديدها بشكل مستفز ودال بقوة على قصدية الإنهاك والتعطيل والتدمير الكلي لخطط ومشاريع النجاح التي كانت مأمولة وموضوعة أمام هذه القيادة كبرنامج عمل كان بإمكانه إعادة النهوض بالمؤسسة وأدائها المهني والإداري.. حتى ترسيخ أو تجسيد تعمد واضح في الخروج بالمؤسسة عن نسقها الطبيعي وتحويلها إلى ما يشبه المحل التجاري المرصود له رأس مال ولا هدف أو غاية منه سوى تبديد ذلك الرأسمال بأية طريقة كانت.

ذلك أو تلك أمثلة أو أسباب من أسباب كثيرة كانت كافية لأن يعلو صوت الرفض من قبل أبناء المؤسسة الغيورين عليها والذين كانت المخاوف لا تبارح أذهانهم حتى لحظة واحدة من أن يتحول هذا الصرح الصحفي الكبير إلى اثر بعد عين وكانت أحوال المؤسسة المتردية واستمرار آلية ترويها من يوم لآخر أكثر وأكثر صفارة إنذار دفعت بنا لنقول كفى ولنعلن موقفنا أمام الملأ مما يجري في حق مؤسستنا من عبث لن تكون له من نتائج غير انهيار المؤسسة وترقب اللحظة التي ستكون إعلانا عن طامة كبرى بالنسبة للمؤسسة ولكل من يعمل فيها كان كل شيء والجميع يعلم وينذر بتلك اللحظة ويسوق إليها دون مبالاة من كل من يعنيه الأمر ودون انصات لصرخاتنا التي تشققت بها حناجرنا واكتظ بها الفراغ!!

ما أشعرنا وكأننا في يباب خال من الحياة وهو بدوره ما اضطرنا إلى أن نتدارس الأمر كموظفين من كل ادارات وأقسام المؤسسة ونعلن عن رفضنا لتلك الجائحة التي تجتاح مؤسستنا بشهادتنا وحضورنا وربما بمساهمة منا ونحن نعيش في أقفاص الصمت وحدود السلبية والاكتفاء بدور المتفرج غير المعني!!

عموما أعلنا ذلك الرفض في مواقف متوالية وها نحن مستمرون اتخذنا الكثير من الإجراءات والخطوات لنعلن عن تصعيد احتجاجاتنا ورفضنا لم نكتف بالوقوف والاعتصام استقطبنا وسائل الإعلام ووجهنا رسائلنا المكتوبة والمعلنة لكل الجهات المعنية ابتداء من وزارة الإعلام ومرورا برئاسة الوزراء ووصولا إلى رئاسة الجمهورية.. وكل ذلك ومؤسستنا الحكومية الأولى تسير في حدود واطر عملها المعتادة دون تهاون أو تقصير لنثبت للعالم أجمع أن مقاصدنا أكثر من حسنة تجاه المؤسسة وتجاه الجهات المعنية والإشرافية.. تعاملنا بكل مهنية مع مجريات العمل داخل وخارج المؤسسة بل وحرصنا على أن يكون إدانة أكثر واقعية ونجاحا مما كان عليه الحال أثناء تواجد قيادة المؤسسة التي أعلنت انسحابها منذ وقت مبكر من خروجنا وإعلان رفضنا وعدم سكوتنا على الحال السلبي والسيء الذي وصلت إليه المؤسسة.. بالرغم من كل ذلك إلا أن التجاوب معنا ما يزال مستقرا عند إشارة الصفر سواء من وزارة الإعلام أو رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية.. وبدا وكأننا نحرث الماء ونعلب الهواء دون أن نعلم سببا وجيها للتعامل الذي تبديه تلك الجهات تجاهنا.. وبدا لنا وكأنها أي تلك الجهات تبدي احتجاجا غير معلن لوقوفنا ضد الفساد والإفساد ورفضاً محزناً لخطواتنا الهادفة إلى المحافظة على كيان هذه المؤسسة وتداركها وإنقاذ ما تبقى منها قبل كارثة الانهيار التي باتت وشيكة منها ومنا!!

وفي الأخير سنظل على موقفنا الصامد ولن نتراجع عما بدأنا فيه وسيستمر إعلاننا لكل الملأ أننا سنبقى دعامات صد ومواجهة فاعلة وحقيقية أمام كل من وما يريد لمؤسستنا شرا أو يحاول الذهاب بها باتجاه الفناء والتقويض.. وستظل أصواتنا متعالية وصراخاتنا متواصلة لكل من يعنيه أمرنا وأمر مؤسستنا الوطنية الحرة حتى نجد من يستمع إلى تلك الأصوات والصرخات, ومن يعنيه هم هذه المؤسسة كما يعنيه هم الوطن الكبير.. وسنظل نستخدم كل الوسائل القانونية والمشروعة في مراحل تصعيدنا وتصعيد وقفاتنا واحتجاجاتنا حتى تلتفت الينا الدولة بكل مؤسساتها المعنية ابتداء من فخامة الأخ الرئيس ومرورا بحكومتنا حكومة الكفاءات الموقرة ووزارة الإعلام الجهة المعنية المباشرة.. ولن يثنينا شيء عن ذلك لأننا نعرف أن قضيتنا قضية عادلة وأن مطالبنا لا تتعدى حدود المشروعية ولن تتعداها مطلقا.
نقلا عن صحيفة الثورة

حول الموقع

سام برس