بقلم / محمد العزيزي
ان الغمة والسحابة السوداء التي عمت بلادنا منذ ما يقارب الشهرين ومن قبلها الأزمة التي ظهرت منذ عام 2011م قد اثرت على صفو ونقاء حال الناس أجمعين وزاد هذا الكرب الذي جثم على الشعب اليمني خلال زمن ليس ببسيط خمس سنوات حتى الآن وكاد أن يفقده كل شيء .. بل وتسببت هذه الازمة العابرة بشرخ كبير في صفوف وجموع الشعب وأدت الأزمة في بلادنا منذ اندلاع ما يسمى بالربيع العربي إلى اختلاط الحابل بالنابل وفرزت الغيمة السوداء التي مررنا ونمر بها إلى أن يسلك الناس فسطاطين أو طريقين مختلفين بين مؤيد ومعارض .. وواكب تلك الأحداث أو الأزمات الماضية والمنعطفات الخطيرة جانب كبير وكبير جدا من الخوف والهول الاعلامي الذي رافق هذه الاحداث واهتزاز البعض ؛ وفقد البعض الآخر الأمل في خروج البلاد من النفق المظلم في العاصفة والمنزلق الخطير الذي وصلت إليه الأمور ووقعها المتسارع ..

في الأيام الأخيرة بدأت تتضح المعالم وتنقشع الغمة واستطاع الناس أن يتبينوا طرقهم وبدا الكثيرون يتبين لهم الخيط الابيض من الخيط الاسود خاصة عند ما بدأت رؤوس البوم ورسل الشؤم تطل علينا وتدلو بدلوها وبرزت بجانبها الخلافات والمطامع والاجندة التي دبرت في ظلام دامس متعشمين ومستلهمين بما حدث في دول شقيقة .. ومع ذلك ورغم كل المواقف التي ظهرت مؤخراً حول الاتفاقات والمفاوضات والتحالفات ومارافقت كل المصالحات والتقاربات السياسية اليوم كل أبناء الشعب يترقب أن تنقشع هذه الغمة بعد التعقيدات التي ظهرت قبل أيام مضت من استقالة الحكومة والرئيس في وقت واحد مما وضع البلاد والقوى الأخرى المتصارعة على المحك، فالجميع في حالة ترقب وخوف في حال لم تحسم الأمور وفقاً للمصلحة الوطنية العليا للوطن ومصلحة الشعب، حيث تتجه الأنظار اليوم إلى مجلس النواب للبت في تلك التطورات.

وهنا نود التذكير بأن البلاد لم تعد تحتمل كل هذه التعقيدات وعلى كل الفرقاء السياسيين أن يدركوا أن أي خطأ قد يرتكب لن يصب بصالح أجندتهم بل أن الكارثة ستلتهمهم ويسقط المعبد على الجميع ويذهب الوطن إلى المجهول.
ما يزال الأمل والتفاؤل والإصرار على الحكمة يسيطر ويملأ قلوب كل اليمنيين ليخرج بلدهم إلى بر الأمان دون تحميل الوطن الفاتورة الكبيرة وأعتقد أن بزوغ الحكمة والضوء والخيط الابيض ؛ ليمسك الجميع بوحدة الوطن وأمنه واستقراره.
وأعود وأقول ومن خلال ما شهدناه خلال اليومين الأخيرين أن البعض وأقصد هنا قوى الحكم والمعارضة ما يزال يرتهن إلى الشارع ويعمد إلى تثوير الشارع اليمني بكل فئاته وألوانه ..وهنا نؤكد لهم أن الشعب قد شب عن الطوق ولن يغامر بالانجرار وراء تلك الأهواء الخرقاء التي لا تصب إلا في المصالح الأنانية والشخصية الضيقة.

أخيراً ننصح كل القوى والأحزاب أن يخرجوا من عنق العناد والمكابرة والابتعاد عن المكايدة والنزعات, لن نقل الشيطانية ولكن النزعات الغوغائية التي تسكن البعض لأجل الانتقام من بعضها البعض دون أن تلتفت إلى أمر مهم وهو أنها بتلك الأعمال تجر البلاد إلى الهاوية والنفق المظلم الذي سمعناه منهم باستمرار وتحدثوا عنه كثيرا .. والمطلوب أن يبحث الجميع عن المصلحة الوطنية العليا وما يخدم هذا الشعب المغلوب على أمره وينتظر من الجميع أيضاً الخير للوطن ولكم أنتم، فلا تجعلوا الصراعات هي همكم الوحيد وشغلكم الشاعل في وقت الوطن هو بحاجة إليكم بمواقفكم الإيجابية التي تخدم ولا تهدم ...

حول الموقع

سام برس