سام برس
توجت المهارة اللاتينية فريق أتلتيكو مدريد بلقب كأس ملك أسبانيا بعد فوزه 2-1 على غريمه ريال مدريد (المنحوس ،والمتوتر) في نهائي البطولة، بلقاء دربي العاصمة الأسبانية الذي أقيم بينهما على ملعب سنتياجو برنابيو .. جاء اللقاء حماسيا ويليق بالمباراة النهائية..وتعادل الفريقان 1-1 في الوقت الرسمي ولعبا شوطين إضافيين .. أحرز للريال كريستيانو (د14) وأحرز لأتلتيكو كوستا (د35) وميراندا (د98) .
شهدت الدقائق الأخيرة إحتكاك بين اللاعبين من الفريقين وغلب التوتر على أداء الريال بسبب الحظ السيء الذي وقف ضدهم وتصدى القائم لإكثر من كرة ، وطرد حكم اللقاء مورينيو (د76) لإعتراضه المتكرر ، ورونالدو" المتوتر " (د114) وجابي من أتلتيكو وأنذر أوزيل وخضيرة وراموس وكوينتراو من الريال بينما أنذر توران وكوستا وكوكي من أتلتيكو .
لعبت المهارة اللاتينية الدور الأكبر في حسم المباراة لصالح أتلتيكو ، حيث أحرز الهدفان لاعبان من البرازيل وتألق الكولمبي فالكاو وصنع الهدف الأول ، وهو الفوز الأول لأتلتيكو على الريال منذ 14 عاما.. بينما خرج الريال من الموسم صفر اليدين ، وهي المرة الأولى التي لا يحرز فيها مورينيو لقب مع أي فريق يقوده خلال الموسم منذ تدريبه لبورتو البرتغالي .
جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد دخل اللقاء وهو يدرك أهمية إنقاذ الموسم ، بتحقيق بطولة الكأس في دربي مدريد بعد خسارته للقب الليجا ، ودوري الأبطال ، فلعب بطريقة 4-2-3-1 بتقدم بنزيما بمفرده ، ومن خلفه الثلاثي رونالدو وأوزيل ومودريتش .
أما دييجو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد، فهو يريد تتويج موسم جيد لفريقه على مستوى الليجا حيث إحتل المركز الثالث وراء القطبين ، ببطولة تنتظرها الجماهير على حساب الغريم التقليدي ، ولذلك لعب بطريقة 4-4-2 بتقدم الثنائي دييجو كوستا ، ورادميل فالكاو .
الرغبة في الهجوم كانت من نصيب الريال الذي بدأ الشوط بضغط على دفاعات أتلتيكو من خلال تحركات رونالدو وأوزيل ، وقدرتهما على نقل الهجمات سريعا ، ووضح أن كريستيانو لا يتقيد بمركزه ، ودخل كثيرا لعمق الملعب من أجل الهروب من الرقابة ، وإستغلال قدرته على التسديد .
الضغط المتواصل من النادي الملكي كان لا بد أن يسفر عن هدف مبكر ، وتحديدا في الدقيقة 14 عندما أرسل أوزيل عرضية متقنة من ركلة ركنية إرتقى لها كريستيانو أعلى من الجميع ، وأرسلها برأسه بمهارة سكنت الزاوية اليمنى للحارس كورتوا ، محرزا هدف التقدم للميرينجي .
الهدف المبكر كان بمثابة بوق التنبيه للاعبي أتلتيكو ، اللذين وجدوا أن التكتل الذي يلعبون به لن يجدي ، فإندفعوا للهجوم وشكل توران من الجبهة اليمنى ، ولويس فيليب في الجهة اليسرى ملامح خطورة من خلال مهارتهما وسرعتهما ، ولكن العرضيات كانت من نصيب مدافعي الريال .
تراجع لاعبو الريال إلى الخلف للدفاع بدون مبرر ، وهو ما أتاح الفرصة لسيطرة نجوم أتلتيكو على مجريات اللقاء ، وتلاعبو كيفما شاءوا في منطقة المناورات ، وسيطروا على منتصف الملعب ، وفي الدقيقة 35 أثبتت المهارة اللاتينية قدرتها على قلب الأمور ، حيث قدم الكولمبي فالكاو فاصلا من المهارة الفردية ، ومرر كرة بينية رائعة للبرازيلي دييجو كوستا سددها بيسراه قذيفة أرضية ، سكنت الزاوية اليسرى للوبيز حارس الريال محرزا هدف التعادل .
إشتعل اللقاء في الدقائق الأخيرة وإنتفض لاعبو الريال مرة اَخرى ، وعادوا للهجوم من جديد وشكلت هجماتهم في الدقائق الأخيرة خطورة واضحة على مرمى أتلتيكو ، وكانت أقربهم للتهديف قذيفة أوزيل في الدقيقة 43 ، ولكن القائم الأيسر تصدى لها ، وأصر على إنتهاء الشوط الأول بالتعادل بهدف لكل فريق .
لا تغييرات مع بداية الشوط الثاني ، شعار رفعه مورينيو وسيميوني ، وهو ما يعني إقتناع كليهما بالأداء الذي قدمه اللاعبون في الشوط الأول ، ولم تتغير بداية الشوط عن سابقه حيث سيطر الريال على منتصف الملعب في الدقائق الأولى ، مستغلا التحركات السريعة للثلاثي رونالدو ، وأوزيل ، ومودريتش .
إختلفت الإستراتيجية الهجومية للفريقين ، فالميرينجي إعتمد على التمريرات السريعة في المنتصف ، ومحاولة الإختراق من العمق وخاصة مع إنضمام لاعبي الطرف إلى جانب بنزيما .. بينما جاءت محاولات أتلتيكو من خلال الهجمات المرتدة السريعة ، واللعب على الجانبين وإرسال العرضيات لفالكاو وكوستا اللذان يجيدان التعامل مع هذه الكرات .
شهدت الدقيقة 61 من اللقاء أخطر فرص الريال خلال اللقاء ، عندما إخترق رونالدو من الجهة اليسرى ، ومررها عرضية أرضية سددها بنزيما في القائم الأيمن ، وإرتدت لأوزيل الذي سددها في المرمى لتنشق الأرض عن المدافع ميراندا الذي أخرجها من فوق خط المرمى ، لتضيع فرصة التقدم على النادي الملكي .
واصل الريال سيطرته على مجريات اللقاء ، وإحتسب الحكم كارلوس كلوس ركلة حرة مباشرة للميرينجي بعد عرقلة بنزيما على حدود منطقة جزاء أتلتيكو ، سددها رونالدو خادعة ولكن القائم الأيمن يعود ليتصدى لتسديدته ، ويعلن عن تخلي الحظ عن الريال .. وهو ما جعل لاعبي الريال يلعبون بتوتر وكذلك مورينيو الذي إعترض على قرارات حكم اللقاء فإضطر لطرده في الدقيقة 76 ليكمل الريال المباراة والمدير الفني في المدرجات .
حاول كل فريق إنهاء المباراة بالفوز في وقتها الأصلي ، وكان الريال أكثر تحكما في الكرة وحملت هجماته ملامح خطورة ، ولكن كانت الكلمة العليا لمدافعي الفريقين لينتهي الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل الإيجابي ، ويلجأ الفريقان لوقت إضافي .
مع بداية الشوط الإضافي الاول ، أعطى مورينيو أوامره بالدفع بدي ماريا وهيجوين واربيلوا ، بدلا من بنزيما ومودريتش وكوينتراو ، وذلك لتنشيط الهجوم في محاولة لإنهاء اللقاء قبل ركلات الترجيح ورغم ذلك كان أتلتيكو الأخطر ، وإنفرد كوستا ولكن لوبيز تصدى لتسديدته ، وفي الدقيقة 98 أرسل كوكي كرة عرضية قابلها البرازيلي ميراندا برأسه قبل الحارس لوبيز لتسكن الشباك محرزا الهدف الثاني وتضيع تسديدة هيجوين وأنقذها الحارس ، ويدفع سيميوني بأدريان بدلا من كوستا وينتهي الشوط بتقدم أتلتيكو بهدفين مقابل هدف .
طارد سوء الحظ الريال في الشوط الإضافي الثاني حيث هاجم بقوة ولكن خرجت تسديدة أوزيل خارج المرمى وحاول أتلتيكو حسم الأمور من خلال الهجمات المرتدة وتتوالى الهجمات من الطرفين ويعتدي رونالدو بالقدم اليسرى على جابي فيطرده الحكم (د114) وتشتعل الأمور بين اللاعبين والأجهزة الفنية ويستأنف اللعب ويطرد الحكم جابي من أتلتيكو لينتهي اللقاء بفوز أتلتيكو بلقب كأس ملك أسبانيا .

حول الموقع

سام برس